إحياءً للذكرى السبعين للنكبة، ورفضًا لتهويد القدس، وبمناسبة مرور أحد عشر عامًا على نكبة مخيّم نهر البارد، نظَّمت حركة الانتفاضة الفلسطينية مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا في ساحة حاجز حركة الانتفاضة الفلسطينية في مخيم البداوي.

بدايةً ألقى رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان درويش مراد كلمة أكّد فيها على عروبة فلسطين وعاصمتها القدس وحق الشّعب الفلسطيني في العودة.

تلاه كلمة رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف "جمال سكاف" الذي دعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال وإطلاق سراح أسرانا البواسل، وكشف مصير من لا زال العدو يتنكّر لوجودهم من الأسرى وخاصة الأسير يحيى سكاف.

ثمَّ ألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشّمال أبو جهاد فياض كلمة إذ قال: "سبعون عامًا على ضياع فلسطين، وشعبنا لم يستكن يومًا، وهو يبحث عن طرق للعودة إلى أرض الآباء والأجداد، لقد بدأت الثَّورات ضد الاحتلال الصهيوني منذ العشرينات من القرن الماضي وصولاً إلى انطلاقة الثّورة الفلسطينية المعاصرة التي أعادت له هويته النضالية والوطنية، ورفعت عنه هوان اللجوء والفقر، ثورة أكسبته صفة الفدائي الفلسطيني الذي قدَّم مئات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى من أجل تحرير وطننا الغالي، ودحر الاحتلال الصهيوني الغاصب عن أرض الآباء والأجداد، سنبقى متجذرين بالأرض حتى إزالة المحتلين الصهاينة عن أرضنا المباركة".

وأضاف: "في ظل ما يجري في المنطقة العربية من حروب وحالة إرباك وتشرزم واقتتال، أطل علينا المتصهين ترامب ليعلن القدس عاصمة لما يسمى دولة الاحتلال الصهيوني، وحدد موعد نقل سفارة بلاده في يوم 14 أيار في ظل صمت عربي مريب يرقى إلى درجة التآمر على القضية الفلسطينية، ولا مبالاة دوليَّة تشعرنا بأنَّ شعب فلسطين ليس وحيداً في مواجهة المشروع الصهيواميركي في فلسطين والمنطقة العربية، على غرار ما حصل يوم أعلن المقبور بلفور وعده لليهود بأنَّ فلسطين هي وطنهم القومي، وهو وعد من لا يملك لمن لا يحق له، إلا أنَّ الشَّعب الفلسطيني بقيادته لن تقبل ولن ترضى إلا أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية ولو كلفنا ذلك آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، لأنَّ القدس عاصمة الأرض وبوابة السماء، ومهد عيسى ومسرى محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام".

وأكَّد على أنَّ يوم الإثنين 14 أيار يوم نفير فلسطيني، وإعلان عروبة القدس لأنَّها عاصمة الدولة الفلسطينية، وإننا نطالب كل الدول العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب أبناء الشّعب الفلسطيني من خلال إعلان رفضه لخطوة ترامب بشكل علني وبخطوات تصعيدية في حال أقدم ترامب على خطوته المرفوضة، أقلّها طرد السفراء الأمريكيين من بلادنا، وسحب سفرائنا من أميركا حتى تشعر الإدارة الأميركية بأنَّ العرب لن يقبلو بنقل سفارة أميركا إلى القدس، لأنَّ القدس لنا وهي عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى.

وأشار إلى أنّ المجلس الوطني أنهى جلساته منذ أيام، وبذلك يكون قد جدَّد لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات، وكنا نأمل أن يكون هذا المجلس هو الخطوة التي تجمع شتات شعبنا وتنهي حالة الانقسام، لأنّ الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة المشاريع الصهيوامريكية التي تهدف إلى تصفية المشروع الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194.

وحيا القيادة الفلسطينيَّة التي اتخذت قرارات جريئة بالتَّمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها إقامة الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وإعادة النظر بالاعتراف بدولة الكيان الصهيوني ووقف التنسيق الأمني، وأكدت القيادة الفلسطينية على ترك الباب مفتوحًا أمام الفصائل الفلسطينية للدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية لأنها المرجعية لشعبنا في الوطن والشتات .

وتابع فياض: "الأونروا طالعتنا برزمة من التقليصات في خدماتها لأبناء شعبنا، فإننا نؤكد للجميع بأننا لن نكون إلا إلى جانب مصلحة أهلنا في المخيَّمات، ولن نقبل بأيَّ تقليصات من إدارة الأونروا في ملفي الصحة والتّعليم لأنّها المسؤولة عن تقديم كل الخدمات إلى شعبنا لحين عودتنا إلى ديارنا في فلسطين، ونطالب القيادة الفلسطينيّة على إيجاد دول بديلة لأميركا لتمويل الأونروا كي تستمر في تقديم خدماتها لأبناء شعبنا في كل مخيمات الشتات إلى حين عودته إلى وطننا".

وأشار إلى أننا نقف على أعتاب الذكرى الحادية عشرة لنكبة مخيم نهر البارد الذي كان أول من دفع أهله فاتورة الإرهاب والتصدي له، ولكن للأسف لازال أهالي المخيم يعانون من التّهجير ومن حالة البطالة والإغلاق التي دمرت تجارته، وحرمت أبناء المخيم من مصادر أرزاقهم، ولا زال أكثر من ثلثي أبناء المخيم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء الاعمار كي يعودوا إلى بيوتهم آملين الإسراع بالاعمار حتى ينتهي هذا الملف الأليم، علمًا أن الأونروا قد تخلت عن التزاماتها تجاه أهالي المخيم في الصحة ودفع بدلات الإيجار للعائلات التي لم تعد إلى بيوتها بعد .

وقد اختتم المهرجان بكلمة لأمين السر المساعد لحركة الانتفاضة الفلسطينية أبو ياسر الذي أكّد على ثوابت شعبنا الوطنية، مذكّراً بأنَّ حق العودة حق مقدس فردي وجماعي لا يسقط بالتّقادم، ودعا إلى رفض صفقة ترامب وتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال، داعيًا الجميع لصيانة أمن المخيم الفلسطيني الشاهد الحي على النكبة، مذكراً بمعاناة أهلنا في مخيم نهر البارد، ومطالبًا الأونروا والدولة اللُّبنانية الوفاء بالتزاماتهما تجاه أهلنا وتجاه استكمال إعمار ما تبقى من المنازل المهدمة لإنهاء ملف أهلنا النازحين من المخيم.

وحيا صمود سوريا وتصديها للعدوان الصهيوني الغاشم على عزها وأرضها، ووجّه التّحية لأهلنا في فلسطين وتضحياتهم ولمسيرات العودة في غزة والضفة الغربية. كما نوه بصمود أسرانا في سجون الاحتلال، وترحم على شهداء شعبنا.