مذكرةٌ صادرةٌ عن اللجان الشعبية والاتحادات والمنظَّمات الشعبية الفلسطينية في لبنان

السيد كلوديو كوردوني المحترم

المدير العام لـ"الأونروا" في لبنان

يطيبُ لنا في اللجان الشعبية والاتحادات والمنظمات الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أن نتقدَّم منكم بجزيل الشكر والتقدير ومن خلالكم إلى المفوَّض العام لـ"الأونروا" بيير كرينبول على جهودكم التي بذلتموها وما زلتم في الحفاظ على دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الإغاثي والخدماتي.

إنَّ وكالة "الأونروا" أُنشِئَت بموجب قرار صادر عن الجمعية العامّة للأمم المتّحدة رقم 302 لعام 1949 من خلاله تعمل على تقديم الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وهذا استنادًا إلى نص القرار الصادر عن الجمعية العامة رقم ١٩٤.

تواصل الإدارة الأمريكية مواقفها المعادية للحقوق الفلسطينية، وذلك انسجامًا مع مواقف وأهداف العدو الصهيوني، وقد اتَّضح ذلك بشكل سافر مع بداية عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ضرب بعرض الحائط القرارات الدولية كافّةً التي تؤكِّد حقَّ الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وبناء دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حسب القرار الدولي 194، وبذلك وضعت أمريكا نفسها في الموقف المعادي ولم تعد طرفًا وسيطًا في العملية السياسية، بل تمادت أكثر بمواقفها العنصرية حينما هدَّدت بوقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا".

إنَّ أيَّ تراجع في هذا الدعم سوف يُؤثِّر وبشكل مباشر على عمل وخدمات "الأونروا" لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، في الأقطار كافّةً وفي مقدَّمهم لاجئو لبنان الذين تعدُّ ظروفهم الأسوأ بين مناطق وعمليات "الأونروا"، وهذا أيضًا ما أشار إليه التقرير الذي أعدَّته الجامعة الأمريكية بالتعاون مع وكالة "الأونروا" لعام 2005، وأيضًا التقرير الذي صدر نتيجة الإحصاء الذي أجرته لجنة "الحوار اللبناني الفلسطيني" بالتعاون مع جهازَي الإحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني.

سعادة المدير العام

إنَّنا نعتبر أنَّ وكالة "الأونروا" فضلاً عن دورها الحيوي في تقديم الخدمات الإغاثية والتشغيلية للاجئين الفلسطينيين، هي أيضًا منظّمة دولية مختصة باللاجئين الفلسطينيين حصرًا، فإنَّ هذه الولاية التي منحتها لها الجمعية العامّة تشكِّل بُعدًا هامًّا لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

إنَّ أيَّ تراجع دولي لا سيما تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن وقف دعم موازنة "الأونروا" يُشكِّل بدوره تهديدًا خطيرًا لعمل واستمرارية "الأونروا"، كما أنَّ ذلك سيُضاعف من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والاحباط وسط عموم اللاجئين الفلسطينيين .

إنَّ التهديدات الامريكية بالابتزاز المالي للأونروا واللاجئين، تارةً بالتهديد بوقف المساعدات عنها، وتارةً أخرى بالتلويح بتسليم خدماتها إلى منظمة دولية أخرى، الهدف من ذلك تفكيك "الأونروا" وشطبها تمهيدًا لإسقاط حق العودة، وعليه نؤكِّد التالي:

1. إنَّ شعبنا الفلسطيني متمسِّك بحق العودة، وبدور "الأونروا" وخدماتها الاغاثية والتشغيلية دون نقصان، باعتبارها منظمة دولية أنشأت لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين تطبيقًا للقرارات الدولية 302 و 194، ونرفض أيَّ مساس بهذه الحقوق الثابتة.

2. مسؤولية استمرار خدمات "الأونروا" ودعم موازنتها تقع على عاتق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول المانحة

3. نُثمِّن دور المفوض العام للأونروا السيد بيير كرينبول المتواصل للحفاظ على استمرارية دور وكالة "الأونروا" بالرغم من الضغوطات التي تُمارسها الإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي عليها.

وفي هذا السياق نُرحِّب بمؤتمر روما الذي ينعقِد اليوم في الخامس عشر من آذار الحالي للوقوف أمام أزمة "الأونروا" المالية، كما ندعو الدول المشاركة فيه وكلَّ الحريصين على السلام إلى ايجاد حلول جذرية للأزمة المالية التي تعصف بوكالة "الأونروا" والناتجة عن عدوان الإدارة الأمريكية على شعبنا الفلسطيني.

وتقبَّلوا منّا فائق الاحترام والتقدير

اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان

الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في لبنان

2018-3-15