بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) صدق الله العظيم

  إليكم يا أبناء شعبنا المكافح المجاهد أجلّ تحية، وأطهر سلام...

 إليكم يا أهل القدس والأقصى.. يا أهل الجليل، والمثلث، والنقب، وشعب غزّة الأبية، إليكم من لبنان، من أهلكم في الشتات أقدس عهد ووفاء، لكم، لتضحياتكم، لشهدائكم، لجرحاكم، لأسراكم، لكل الصامدين الصابرين، الذين يعضون على جراحهم، ويكتمون آلامهم، ويتطلّعون إلى يوم النّصر، والانتصار على جيش الاحتلال، وعلى الذين ارتكبوا الجرائم، جرائم القتل بالرصاص، وبالغازات السامة، وقمع المصلين ومنعهم من حق ممارسة العبادات في أقصانا، وقبّة صخرتنا، وباحات مساجدنا. لقد أثبتُّم يا أبطالنا أنَّكم الأقدر على تحمُّل المسؤولية، والأنضج في فهم المؤامرة التي تحاكُ للسيطرة على الأقصى، وعلى القدس، وتهويدها بعد تفريغها من أهلها وطرد المصلين والمرابطين تمهيدًا لتدمير الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم.

لقد نجحتُم في كسر القرارات الصهيونية التي أخذَتهَا حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية، وأجبرتم نتنياهو على التراجع عن إجراءاته، وبالتالي سحب البوابات الإلكترونية، وإلغاء كل ما يرفضه أهل القدس خوفًا من غضبهم. وأنتم اليوم لقَّنتم الاحتلال الإسرائيلي درسًا قاسيًا. لقد تعلَّمت قيادة الاحتلال الإسرائيلي أن للقدس أصحابها، وأنَّ للأقصى أهله، وأنَّه ليس من حقِّ أحد أن يتدخّل في شؤون أرضنا ومقدساتنا، فالأرض لنا وسندافع عنها مهما بلغت التضحيات. لقد وقف العالم بأسره أمام الصراع الدائر بين الصهاينة والعرب المسلمين والمسيحيين، وعلى مدار أسبوعين من المواجهات والتضحيات، واستخدام العنف. وكانت لحظات النَّصر بتدمير كلِّ ما صنعه جنود الاحتلال على الأرض، والدخول إلى باحات المسجد الأقصى بعد أن تمَّ تفتيش الحَرَم من قِبَل رجال أمن المسجد الفلسطينيين للكشف عن أيَّة مسروقات مكتبية، أو إلكترونية، أو لها علاقة بحراسة المكاتب والقاعات والسّجلات.

نحن ندرك بأنَّ الصراع متواصل بين المشروع الصهيوني المغتصِب لأرضنا، والمشروع الوطني الفلسطيني الذي بدأ مع بداية العشرينيات ولن يتوقّف حتى التحرير والنّصر.

بِاسم حركة "فتح" وتنظيمها في لبنان ومكوّناتها كافةً، نوجِّه التحية إلى سيادة الرئيس أبو مازن، الذي أثبت قدرته على قيادة شعبه، وعلى مواجهة المشاريع الصهيونية المعادية لطموحات شعبنا في أرضنا التاريخية، كما نُحَيي أعضاء اللجنة المركزية، والتنفيذية الذين واكبوا التصعيد الإسرائيلي بقرارات جريئة وحكيمة في مصلحة شعبنا الفلسطيني، كما نُحَيي دائرة الأوقاف والإفتاء، ورجال الدين المسلمين والمسيحيين ورجال المؤسسات والجمعيات، والمرابطين الوافدين من المدن والقرى. كما نُحَيي الإخوة القيادات الحركية في القدس، وخاصّةً أعضاء الإقليم وأعضاء المجلس الثوري المنخرطين في العمل الشعبي. وأيضًا رجال الدين الذين صمدوا أمام كل محاولات الاحتلال الرامية إلى إهانتهم، والنيل من كرامتهم، والتضييق عليهم.

مبارك النّصر لشعبنا، وهذه خطوة على طريق النصر. والله معنا، وناصرنا على أعدائنا

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحُريّة لأسرانا البواسل، والنّصر لشعب الجبّارين

وإنَّها لثورة حتى النّصر

قيادة حركة "فتح" الساحة اللبنانية - إقليم لبنان

 2017/7/27