استنكاراً لممارسات سلطات السجون الصهيونية، ودعماً لانتفاضة الأسرى والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وإضرابهم عن الطعام في خطوة هادفة لإجبار سلطات السجون الإسرائيلية على تحسين ظروفهم داخل المعتقلات والإفراج عنهم، نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اعتصاماً جماهيرياً عقب صلاة الجمعة اليوم الواقع فيه 2017/4/28 أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة.

وتقدَّم المشاركين في الاعتصام أمين سر حركة "فتح" في منطقة بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان على رأس وفد من الهيئة، وسعادة سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان إدريس صالح، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ومشايخ ورجال دين، وممثّلون عن اللجان الشعبية، وضباط وكوادر من الأمن الوطني، ومدير مستشفى حيفا وعدد من أطباء المستشفى وأفراد الطاقم الطبي، وممثّلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وحشد فتحاوي وشعبي من أهالي المخيَّم، وأشبال وزهرات نادي شهداء مخيَّم برج البراجنة الذين كبّلوا أيديهم بالأصفاد في خطوة رمزية للدلالة على ما يشعر به ويعانيه الأسرى من أبناء شعبهم في سجون الاحتلال.

وُرفِعت في الاعتصام الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح"، وصُوَر القائدين مروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي، وسط هتافات النسوة لفلسطين والحرية للأسرى.

وألقى العميد مصطفى حمدان كلمة وجّه فيها التحية للأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الغاصب لأرض فلسطين، وإلى الفتى الفلسطيني، وإلى الفتاة الفلسطينية الذين يخوضون انتفاضة من أجل تحرير فلسطين والقدس الشريف.

وأضاف حمدان: "في مثل هذا اليوم التضامني، ومن مخيَّمات الشتات، من مخيمات النضال،  تتكاتف الأيادي لتقف مع الأبطال في زنازين الحرية". وأشاد بالخطوة النضالية التي خاضها أسرى حركة "فتح" كافة بقيادة القائد المناضل الأسير مروان البرغوثي ورفاقه الأبطال، وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات ،وطالب الأمة العربية وأصحاب الضمائر الحية بالوقوف وقفة تضامنية مع الأسرى الذين يخوضون معركة الأمة، والتوجّه إلى القدس الذي هو باب الجنة، مؤكِّداً أنَّ أي مكان آخر هو باب جهنم، وخاطبهم قائلاً: "نظفوا أنفسكم، وتخلصوا من سفك الدم، وصوبوا أعينكم على فلسطين".

وختم كلمته قائلاً: "يا أبناء الشتات، أنتم أشرف الناس أنتم عنوان لفلسطين، وكما قال الرئيس الشهيد أبو عمار (سيرفع شبل أو زهرة علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس)".

ثُمَّ كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها العميد سمير أبو عفش جاء فيها: "إثنا عشر يوماً وتستمر الملحمة التي يخوضها الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية بالإضراب عن الطعام، متحدين أضخم قوةٍ في الشرق الأوسط وأشدِّها غطرسةً ليُثبتوا أنّ إرادة الشعب الفلسطيني لن تهزها أي قوّة في العالم، فبالإرادة ننتزُع الحرية، وبقوة السلاح، وبقوّة الأمعاء الخاوية، والوقوف دعماً للأسرى المناضلين".

وأضاف أبو عفش: "إنْ كان الأسرى قد كلّفوا عضو اللّجنة المركزيّة لحركة "فتح" عضو المجلس التشريعي مروان البرغوثي أن يقود هذه الحركة الاحتجاجيّة، وأن تكون استمراراً لانتفاضة الأقصّى المستمرة إلا أنَّها قضية وطنية تخص الجميع. وهنا أشدِّد على ضرورة الوحدة والتلاحم حتى تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني".

وأكَّد أبو عفش أنّ مخيمات الشتات في لبنان كافةً تقف دعماً ومساندة للشعب في فلسطين لحين العودة وبوصلتها فقط باتجاه فلسطين، وطالب المجتمع العربي الدولي والهيئات الإنسانيّة والدوليّة بالوقوف في وجه الاحتلال، ومساندة الأسرى في قضاياهم العادلة، وضرورة الضغط على اسرائيل لتنفيذ جميع القرارات الدولية الصادرة بحقها والتي مر عليها عقود من الزمن.

واختُتِم الاعتصام بكلمة إنسانيّة ألقاها السفير إدريس الصالح وجه فيها التحيّة إلى جميع الأسرى في معتقلات الاحتلال، داعياً الأمّة العربيّة للخروج عن صمتها العربي وإنهاء الكيان الإسرائيلي وتحرير الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، نظَّمت "منظمة الشباب التقدمي" في الحزب التقدمي الاشتراكي وقفة تضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في حديقة سمير قصير وسط العاصمة بيروت، حيثُ شارك فيها عضو المكتب السياسي مسؤول العلاقات السياسية في الحزب التقدمي الدكتور بهاء أبو كرّوم، ووفدٌ طلابي من المكتب الطلابي لحركة "فتح". وقد رفع المعتصمون خلال الوقفة صورة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" القائد مروان البرغوثي.