لسنا نتصيد أخطاء وخطايا لحركة حماس، فهي طافية على وجه الحقيقة، وماثلة للعيان بلا أية مواربة، وفي الواقع فإن حكاية حماس على ما يبدو ليست أكثر من حكاية النفس الأمارة بالسوء، وهذه النفس لا ترى عادة أبعد من أنفها، فلا ترى مصلحة للعامة، ولا تسعى لغير مصلحتها الرغائبية دوما، وبلا تردد ولا خجل ..!!

أربعة "مقاليع" حمساوية، لا يمكن لها أن تواجه إسرائيل "القوة النووية" هذا اعتراف قائد حماس في غزة يحيى السنوار، ومع ذلك تواصل حماس التطبيل لهذه المقاليع..!! والأخطر تواصل الدفع بأطفالنا وفتياننا وشبابنا، إلى نقاط التماس الخطرة في مسيرة العودة، وكأنها تدفع بهم كأهداف لقناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما قادتها وكوادرها في الخلف لأغراض الدعاية والإعلام ...!!

سبعة شهداء و252 جريحا في الجمعة الماضية، برصاص هؤلاء القناصة، الذين وعلى نحو ما يشبه الغزل العنيف، استبدلوا رصاصهم القاتل في بنادقهم، بقنابل الغاز وأطلقوها حيث كان رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في الصفوف الخلفية وبين حراسه الذين سرعان ما أخرجوه بهرج ومرج مقصود من المكان، وكان هناك منهم، من صور هذا المشهد لتسويقه كنوع من "فتح الفتوح" لهنية ..!!!

سبعة شهداء و252 جريحا، لكن الصورة لهنية يهرول هاربا من الغاز المسيل للدموع وهاربا أكثر من مواجهة الواقع والحقائق، فحماس وفق ما نشرت وسائل إعلامها، ترى بعد هذه الجمعة الدامية "أن ما جرى على حدود غزة من استهداف للمتظاهرين المدنيين، هو عدوان إسرائيلي خطير على أبناء شعبنا (يا له من اكتشاف خطير..!!) وهو محل تقييم ودراسة" بعد 205 شهداء وأكثر من 22 ألف جريح، ترى حماس العدوان الإسرائيلي، عدوانا خطيرا، وتريد أن تضعه محل تقييم ودراسة... ومحل التقييم والدراسة هو محل الذي يريد ان يفاوض لا أن يقاوم، وهو المحل الذي من الواضح انه يريد أن يؤكد موقف حماس الذي قدمه السنوار في مقابلته مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "لا رغبة لأربعة مقاليع أن تواجه قوة نووية" وعلى نحو ما يؤكد الإجهاز تماما على شعار القصف بالقصف والدم بالدم!!

صورة هنية الهارب من الغاز المسيل للدموع، صورة الواقع الحمساوي البليغ، الواقع الذي لم يعد بالإمكان تجميله ولا بأي شعار من الشعارات البراقة، واقع "الدراسة والتقييم" وبعد خراب البصرة كما يقول المثل العربي البليغ ...! والذي بالطبع لا علاقة له مطلقا بالمقاومة، ونتذكر هنا رسالة جميل عبد النبي لخضر محجز، والذي اعترف فيها برؤية محجز الصائبة، أن الغول الحمساوي سيسرق فكرة مسيرة العودة، ليحولها إلى رصيد في دفتر مصالحه الحزبية الضيقة، وغاياته التفاوضية مع إسرائيل، الرامية إلى فصل القطاع المكلوم، عن الوطن، من اجل إمارة اخوانية، تريدها إسرائيل والإدارة الأميركية للإجهاز على المشروع الوطني التحرري الفلسطيني.

ولا سوء أكثر من هذا السوء الذي تسعى إليه النفس الإمارة بالسوء، وهذه هي حكاية حماس، وهذا هو واقعها وحقيقتها.