يتصرف "ترامب" بحماقة عز نظيرها، وكأنَّ القضية التي ذهب فداء لها آلاف الشهداء من العرب والعالم هي قضية مالية إنسانية! صفقة تجارية! فهكذا يفكّر الرأسمالي الجشع فقط، دون أن يدرك أنَّها قضية تاريخية سياسية بامتياز، بل هي قضية وجود وحقّ لا يتقادم أبدًا، شاركت فيها أي بالنكبة وقضية اللاجئين كمأساة وعدوان واقتلاع دول العالم الاستعمارية، وعلى رأسها أمريكا ذاتها.

إنَّ روح اللصوصية كما يصفها "مايكل ولف" في ترامب، هي التي جعلت هذا الرجل (بمثابة نظام متفرد لا مكاسب فيه للغير، فكلّ ما يعتبر ذا قيمة في عالم ترامب إمَّا يعود إليه، وإمَّا قد سرق منه) (ص308).

يقول الكاتب الأمريكي "إيشيان ثارور" أنَّ: "البيت الأبيض يحاجج، إلى جانب اليمين الإسرائيلي، بأنَّ قوائم اللاجئين المعترف بهم ينبغي أن تقتصر على أولئك الذين كانوا على قيد الحياة في 1949، وهي خطوة تتعارض مع عمليات أخرى للأمم المتحدة تمنح وضع لاجئ لأبناء وحفدة النازحين أيضاً." فيما غرّدت السيناتورة الديمقراطية «دايان فاينشتاين» على تويتر قائلة: "أنَّ القطع الكامل للتمويل عن الأونروا عمل غير إنساني ويقوّض مصالحنا في المنطقة".

ويقول الكاتب مصطفى زين : "أخذت إدارة ترامب على عاتقها مهمة محو تاريخ الشَّعب الفلسطيني، وتحويله إلى مجرد قبيلة من القبائل البائدة. قبيلة متخلفة ليس أمامها سوى الرضوخ للغزاة المنتصرين. أمَّا الكفاح السلمي والمسلح فليس سوى إرهاب بشهادة العالم كلَّه بما فيه العرب." حيث "بدأ ترامب محو التاريخ الفلسطيني باعترافه بالقدس عاصمة أبدية "لإسرائيل" ونقل سفارة بلاده إليها. كانت هذه الخطوة تجربة لامتحان العرب. كان الامتحان سهلاً" فكان ما لحقه من الإلغاء الفعلي للقرار194، وهو قرار حق اللاجئين بالعودة.

المضحك المبكي أنَّ من فقدوا ديارهم من 70 عامًا فقط تُرفض عودتهم من قبل الخارق الأمريكي، وتقبل عودة مدّعي خرافات وأوهام امتلاك الأرض أرضنا لسنوات تعود آلاف السنين للوراء!؟.

إنَّ اللاجئين هم علامة النكبة والكارثة و"الهولوكوست" الذي أصابنا كأمَّة عربية وإسلامية وليس فقط كفلسطينيين منذ العام 1948، وهي القضية المجال الذي يعني الاستمرار بلا كلل حتَّى العودة المحققة بإذن الله، والتي هي حق طبيعي وتاريخي وقانوني يخيف "ترامب" المنزعج من عدم نجاح صفقاته، كما تُرهب الصهيوني المحتل والمستعمر لأرضنا فلسطين.