بحضورٍ فصائليٍّ وجماهيريٍّ حاشدٍ نظَّمت قيادة حركة "فتح" - منطقة صيدا وقفةً تضامنيّةً دعمًا للشرعية الفلسطينية المتمثِّلةً بالرئيس محمود عبّاس، وتأكيدًا على التمسُّك بالوحدة الوطنيّة الفلسطينية في مواجهة (صفقة القرن) وبثوابتنا الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم، وذلك أمام مقرِّ حركة "فتح" - شعبة عين الحلوة بعد عصر اليوم الثلاثاء 14-8-2018.

وتقدَّم الحضور قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وعضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان آمال الشهابي، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني عضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وعضو قيادة قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان العميد خالد الشايب، ومسؤول الارتباط في قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" سعيد العسوس، وقائد "القوّة الفلسطينية المشتركة" في عين الحلوة العقيد بسّام السعد، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا وأمناء سر شُعَبها التنظيمية، وأمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا د.عبدالرحمن أبو صلاح، إلى جانب ممثِّلي فصائل "م.ت.ف"، وحشود نسوية من "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، وحشود طلابية وعُمَّالية وكشفية، ومجموعات من الأشبال والزهرات.

بدايةً تحدَّث عضو شعبة عين الحلوة عماد بليبل فدعا الحاضرين إلى قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الخالد أبو عمّار، ونوَّه بالصمود الأسطوري لسيادة الرئيس محمود عبّاس في مواجهة المؤامرات على القضية الفلسطينية.

ثُمَّ ألقى عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح اليوسف استهلَّها قائلاً: "المخيَّمات الفلسطينية هي خزَّان الثورة الذي يتحرَّك في المحطّات النضالية دعمًا للشرعية الوطنية الفلسطينية، وهي تُعلِن اليوم رفضها لـ(صفقة القرن) بكلِّ عزمٍ وإيمان"، وأكَّد أنَّ انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني ضرورة وطنية تستدعي المواجهة والتأكيد على أنَّ منظَّمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عبّاس مُشيرًا إلى الضغوطات الهائلة التي يتعرَّض لها الرئيس عبّاس بسبب إصراره على التمسُّك بالثوابت الوطنية.

وتطرَّق اليوسف إلى موقف الإدارة الأميركية من القضيّة الفلسطينية والذي تجلَّى بإعلانها القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني ونقل سفارتها إليها مرورًا بمحاولات شطب حق العودة ومنع إقامة دولة فلسطينية وتقليص الدعم الأمريكي لـ"الأونروا" وخصم مخصَّصات الشهداء من أموال الضرائب الفلسطينية، وعرضَ لما يتعرَّض له أهلنا في تجمُّع الخان الأحمر من تهجير وترحيل من بيوتهم، وما يتعرَّض له الأسرى والمعتقلون لدى الاحتلال الصهيوني داعيًا الدول العربية والإسلامية ومؤسَّسات حقوق الإنسان للتصدّي لهذه الإجراءات والقرارات، ومؤكِّدًا أنَّ (صفقة القرن) لن تُفرَض على شعبنا وستُرفَض كما رفض رمز فلسطين ورمز الكرامة الوطنية الفلسطينية الشهيد أبو عمار الاتفاق في كامب ديفيد.

ونوَّه إلى الاهتمام الذي توليه السلطة الفلسطينية لقطاع غزّة وما يُقدِّمه الرئيس محمود عبّاس لأهلنا في قطاع غزّة من دفع فاتورة الكهرباء وتأمين الدواء وإنشاء محطّات لتحلية المياه وغيرها من الخِدمات، ولفتَ إلى أنَّ ما تقوم به "حماس" اليوم يساعد في تنفيذ (صفقة القرن) ويُضعِف الموقف الفلسطيني، وقال: "لا يوجد شيء اسمه: طرفَا الانقسام، بل هو انقلاب عسكري من قِبَل حركة "حماس" على قطاع غزّة والشرعية الفلسطينية" مشيرًا إلى أنَّ "حماس" هي مَن يتهرَّب من المصالحة ويلجأ للخداع.

وأضاف اليوسف: "على فصائل "م.ت.ف" أن يكون موقفها أكثر وضوحًا، ولا يجوز أن تبقى حركة "فتح" الرائدة وحامية القرار الفلسطيني المستقل وحدها تدافع عن "م.ت.ف" لا سيما أنَّ الخطر الحقيقي اليوم على القضية الفلسطينية". وأعربَ عن رفضِ البيانات المشبوهة التي صدرت عن أحد الفصائل الفلسطينية، والتي تهدف إلى زعزعة الثقة بالقيادة الفلسطينية الشرعية وإضعاف الموقف الفلسطيني مؤكِّدًا أنَّها بيانات مشبوهة ومرفوضة.

كما أدانَ قانون القومية العنصري الذي يُنكِر حقَّ تقرير المصير لأهلنا في الداخل الفلسطيني ويُمهِّد لطردهم وتهجيرهم، وأدانَ الجريمة الإرهابية في الأردن مُقدِّمًا التعازي للشعب الأردني.

وأكَّد اليوسف أنَّ "م.ت.ف" حريصة على حماية المخيمات الفلسطينية وتحصين امنها والجوار اللبناني، وشدَّد على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنيّة الفلسطينية، وأكَّد أنَّ "الساحة الفلسطينية في لبنان ساحة استثنائية وسفارة دولة فلسطين خطٌّ أحمر" موجِّهًا تحيّة تقدير إلى سعادة السفير أشرف دبور لحرصه على جمع الكلمة الفلسطينية وعلى الوحدة من دون أي حساسيات.

وبعدها كانت كلمة أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد شبايطة، ممَّا جاء فيها: "ما من عاقل يعنيه بقاء شعلة الكفاح والنضال عالية ومضيئة إلّا وقدَّم التحية لرجل المرحلة وقائدها الرئيس محمود عبّاس. إنَّ القادة والزعماء في هذا الزمن قِلَّة حيث تتعرَّض المنطقة إلى زلزال على كلِّ الأصعدة بإعادة تشكيل التحالفات والاصطفافات والمواقع، ولا نجد إلّا الرئيس محمود عبّاس الذي يُدير الدفّة السياسية عكس المهزومين الذين يضعون رؤوسهم في الرمال. إنَّهم يكرهون الرئيس محمود عبّاس لأنَّ فيه النزاهة والصلابة والشجاعة وصدق الخطاب السياسي الوطني والإنساني، ولأنَّ قلبهم لا ينبض إلّا بالحقد والحسد.. وشتّان ما بين الجبن والشجاعة.. وما بين الوطنية والخيانة".

وأضاف: "الفرق بين الرئيس أبو مازن والآخرين حول مفهوم الوطنية والمواطنة، ومفهوم أبناء البلد. فأبناء المشروع الآخر ينطلقون من كون الشعب حطب مشروع والجغرافيا بؤرة من مشروع، فيما مشروع الرئيس محمود عبّاس ينطلق من شراكة مع الشعب وترسيخ الأُسُس التي ينهض عليها وهي قيمه المتوازية بين الشعب والجغرافيا، حيثُ ينسجم ومصلحة الشعب والقضية معًا، ومن التناغم بين قيادة المقاومة الشعبية مع القيادة الفلسطينية، حيث يتعرّى اللاهثون وراء الأجندات الإقليمية. لقد نجحت يا سيادة الرئيس أبو مازن ومعك القيادة الشرعية التي تقف على رأسها في بناء الجدار الدولي دبلوماسيًّا وقانونيًّا وسياسيًّا ومقاومةً شعبيةً بتأييد علني من مجلس الأمن والجمعية العامّة ومجلس حقوق الإنسان وفي مجال المقاطعة الأُمَميّة".

ولفت شبايطة إلى أنَّ حركة "حماس" تتهرَّب من المصالحة وتلجأ للخداع، وأردف: "العدو هو العدو، وبقية القوى المحرِّضة لا تستطيع أن تعطيكم ما تعطيه الشرعية لكم، وبناء النظام السياسي الواحد يتطلَّب شرعية واحدة وعلمًا واحدًا ورئيسًا واحدًا"، وأضاف: "عليكم أن تتخلوا عن لطخاتكم الوراثية وتؤمنوا أنَّ فلسطين لا ينفع معها سوى أن تكون أولاً مع فلسطين".

كما دعا إلى إتمام الوحدة الوطنية الفلسطينية والمصالحة الحقيقة لأنَّها تعني التحرُّر من عقدة الاستعلاء والاستكبار والتخوين والتكفير والتحرُّر من عقلية الانقلاب والسيطرة على السلطة بقوة السلاح. وأشار إلى أنَّ المجلس المركزي الفلسطيني الذي ينعقد غدًا ستكون أمامه جملة من التحديات وخاصّةً بعد قرار القومية العنصري بالإضافة إلى ملف القدس واللاجئين ومحاولات تصفية "الأونروا" وتغيير وجهة الصراع من جذورها سياسيًّا .كما نوَّه إلى أنَّ انعقاد دورة المجلس المركزي الفلسطيني يأتي قبل انعقاد الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة معتبرًا ذلك محطّةً أُمَميّةً داعمةً لموقف القيادة بزخم وطني يساعدها في الدفاع عن الحقوق والمصالح والوطنية والفلسطينية.

وختم العميد شبايطة كلامه قائلاً: "لا صفقة القرن ولا قانون القومية ستثني الموقف الفلسطيني، ردّنا بأنَّ فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية ملكٌ وحقٌ وإرثٌ شرعيٌّ وتاريخيٌّ وحضاريٌّ وأبديٌّ ثابتٌ للشعب الفلسطيني".

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان