لنا موعد مهم جدا يوم الأربعاء المقبل في الاجتماع الذي تخصصه الجمعية العامة لمناقشة الأوضاع الصعبة جدا في قطاع غزة، وأولها الجرائم الإسرائيلية المنفلتة ضد أبناء القطاع، وعمليات القتل العشوائية التي تصيب المتظاهرين في مسيرات العودة التي بدأت في ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار الماضي، والتي هي إبداع نضالي خارق ينضم إلى سلسلة الإبداعات النضالية التي قدمها شعبنا ابتداء من إطلاق انتفاضة الأولى في عام 1987، حين استغل الإخوان المسلمون هذا الشكل النضالي العارم فانضموا إليه ليس من اجل إثرائه، بل من اجل اختراقه، والتأسيس للانقسام الذي وقعت حماس في حفرته السوداء ابتداء من الرابع عشر من هذا الشهر عام 2007، منقلبة انقلابا أسود ضد حكومة الوحدة الوطنية التي قامت عبر احترام الأخ الرئيس لنتائج الانتخابات التي فازت بها حماس، رغم أن ذلك الفوز قيل عنه وقيل فيه وتكشفت بخصوصه حقائق سياسية تصل إلى حد الخيانة الوطنية، ولكن الأخ الرئيس اعتمد نتائج تلك الانتخابات، واعتمد إسماعيل هنية رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية، ولا أريد أن أتطرق إلى الانتقادات القذرة التي قيلت على لسان قادة كثيرين من حماس ضد هنية، فهي انتقادات سيئة وساقطة وتدل على أن القوى المهيمنة في حماس في قطاع غزة، قد خرجت على الأولويات الفلسطينية، وأصغت بكل استسلام لوشوشات الشيطان التي تعرضوا لها من كثير من الأطراف العربية مع الأسف الشديد، التي تشابهت مع التسريبات الإسرائيلية، ولكن تلك الوشوشات السوداء العربية لاتزال قائمة بأشكال أخرى مضافا إليها بعض التحريضات من دول محورية إسلامية، وهذا التدخل غير النظيف وغير الشريف لا تزال تجد في حماس اختراقات واسعة يدخل منها ولكن بدون فائدة تذكر سوى إلحاق الأذى بمصالح ووحدة شعبنا الفلسطيني العظيم.

لنا موعد يوم الأربعاء في اجتماع الجمعية العامة، التي لا يعطي نظام عملها حق الفيتو لأميركا، وخاصة أميركا ترمب الذي أتاح للانجليكان أن يحتلوا البيت الأبيض، وأتاحوا لنتنياهو الذي لديه موعد للتحقيق معه هو وزوجته على خلفية ملفات الفساد قريبا أن يختبئ وراء الأكتاف العريضة لدونالد ترامب الذي يغامر بالدور الأميركي، والمصداقية الأميركية والمصالح الأميركية لصالح الشيطان.

وبما أن القضية الفلسطينية تمر الآن في حالة حضور متميزة لا ينكرها إلا المأزومون، فان التحديات أمامها صعبة وخطيرة، ويتطلب الأمر أنها تتصاعد حالة الالتفاف حول القضية عربيا على غرار الشجاعة الفائقة التي رأيناها في سلوك المندوب الكويتي في مجلس الأمن بإيعاز من صاحب السمو أمير دولة الكويت ووزير خارجيتها بوعيه المعروف وشجاعته التي يضرب بها المثل، وخاصة في هذه المرحلة التي تسجل فيها قضيتنا نجاحات لاطمة لأميركا ولاطمة لإسرائيل في آن واحد، كما أن الوضع العربي يشهد تطورا نوعيا على مستوى الأداء القومي العربي، مصر بوقفتها الشجاعة والعميقة والأردن بموقعها الذي يشكل أعظم دفاع عن القدس وفلسطين، والسعودية التي دعت إلى اجتماع رباعي لدعم الأردن الذي يتحمل أعباء إضافية بسبب الوضع الإقليمي، والعراق الذي تشهد فيه تراجعا عقلانيا عن الانفعالات الطائفية لصالح العودة إلى عراقية العراق العربي والجهود التي يبذلها السيد مقتدى الصدر، والحكيم، وإياد علاوي لصالح ان الطرفين هما اللذان يقرران وليس احد آخر، والمواقف الداعمة العظيمة للمغرب والجزائر وهي مواقف تاريخية وعلامات أخرى، بمعنى أن الجهود العربية يجب ان تتجاوز السقف الذي رأيناه منذ انطلاق أحداث ماسمي زيفا باسم الربيع العربي، ويجب على العرب، ويستطيعون أن يصنعوا مع فلسطين ربيعا حقيقيا.