لم تدرك "وطن" أبو غياض ابنة العامين، أن والدتها عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم وسط قطاع غزة سماح أبو غياض حبيسة في جزء من الوطن، استولى عليه مشايخ الانقلاب الأسود، في خطوة غير مسبوقة في مسيرة الثورة الفلسطينية.

حراس حماس داخل أحد أقبية التحقيق في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، منعوا "وطن" كما باقي إخوانها الستة من رؤية والدتهم، المختطفة لديهم لليوم الثالث عشر على التوالي، وأجبروهم على مغادرة المكان بحزن شديد، دون اي اعتبار لحرمة رمضان المبارك شهر الرحمة.

اتفقت قيادات وطنية على أن أخلاقنا الوطنية، ومسيرتنا النضالية تجرم الاعتقال السياسي عامة، خاصة للمناضلة الفلسطينية سماح أبو غياض.

وقالت رشا الزريعي عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم وسط قطاع غزة: إن سماح وشقيقيها معتقلون لدى أحد أجهزة حماس، وان أحد أشقائها المعتقلين أجرى عملية زراعة كلى قبل مدة، وترفض "حماس" إدخال الدواء الخاص به، وان عائلتها تجهل مكان اعتقالها، كما تجهل الجهة التي تحتجزها في حماس وتمنع زيارتها.

وأضافت أن "سماح أجرت مطلع شهر رمضان مكالمة قصيرة جدا مع زوجها أبلغته فيها أنها تتعرض لضغوطات كي توقع على اعترافات واتهامات لا أصل لها وغير موجودة، وتم إنهاء المكالمة فورا حين أبلغت سماح زوجها بذلك". وحملت الزريعي حركة "حماس" المسؤولية عن حياة سماح.

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب "فدا"، عضو لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة سعدي أبو عابد "أن هناك اتفاقًا وطنيًا على تجريم الاعتقال السياسي ونجدد ونرفض أي اعتقال على خلفية سياسية بغض النظر عن مبررات هذا الاعتقال المرفوض لدى الجميع والكل الوطني".

وأضاف أبو عابد "تم بذل الجهود للإفراج عن سماح وجرى التواصل بخصوص اعتقالها، وان جميع المبررات التي سيقت لاعتقالها واهية وغير مقنعة ولا بد من الإفراج عنها فورًا، فأخلاقنا الوطنية كشعب فلسطيني لا تجيز وتمنع وتجرم أي اعتقال، خاصة وإن كان هذا الاعتقال بحق مناضلة فلسطينية".

من ناحيته، أدان مسؤول جبهة النضال الشعبي في قطاع غزة، أمين سر هيئة العمل الوطني في القطاع محمود الزق استمرار اعتقال سماح.

وأضاف: "هي المعروفة للكل الوطني بنشاطها السياسي، والاجتماعي، والوطني، ونحن نرفض كقوى وطنية وسياسية هذا الاعتقال، فالكل يرفض الاعتقال على خلفية سياسية، وعلى حماس أن تدرك خطورة هذا العمل وأن تطلق سراح سماح فورًا".

وقال: "لا يوجد أي عذر يجيز اعتقال المناضلة سماح، وهذا يتنافى وجميع القيم الوطنية التي اتسمت بها نضالات شعبنا، وعلى حماس الإفراج عن سماح فورًا.

بدوره، أكد المتحدث باسم حركة "فتح" عاطف أبو سيف أن أجهزة "حماس" في غزة تواصل اختطاف أبو غياض في أحد سجونها. وأن اختطاف أبو غياض، انتهاك واضح وفاضح لقيم شعبنا، ولنسيجه الاجتماعي وتقاليد العمل الوطني.

وقال إن ما تقوم به أجهزة "حماس" يشكل سوابق خطيرة في المسيرة النضالية لشعبنا وإن "حماس" تنكل بأبناء "فتح" وقيادتها غير مكترثة بمتطلبات وضرورات المرحلة، ولا نداءات الوحدة الوطنية. مؤكدًا أن استمرار اعتقالها وصمة عار في جبين أرباب الانقسام والمدافعين عن تخومه والعاملين على إطالة عمره.

أما عضو المجلس الوطني وليد العوض، فقال: "من المؤسف استمرار اعتقال سماح بشكل غير قانوني، وهذا يؤكد أن الانتهاكات مستمرة بحق المواطنين في القطاع الأمر الذي يتنافى مع جميع الأعراف والعلاقات الوطنية، لذلك ندعو أجهزة حماس إلى الإفراج عن سماح والكف عن أي ممارسات تمس حريات المواطنين.

وأكد على ضرورة احترام الحريات السياسية والديمقراطية لأبناء شعبنا في كل مكان لأن قيمة وحقوق الإنسان الفلسطيني تسمو على أي شيء.