أبى آذار أن لا يغلق صفحاته دون أن يسطر رجال فلسطين الأشاوس حب الأرض في دمائهم، إنه الثلاثون من آذار فصل من فصول الحب المنقوش بين الضلوع، حب الأرض الغائبة عن العيون الحاضرة في الوجدان.

بمناسبة الذكرى الـ "42" ليوم الأرض، وللتأكيد على هوية الأرض الفلسطينية، وأننا لم ولن نتنازل عنها مهما بلغت التضحيات، وأسوة بمخيمات الداخل والشتات، وبدعوةٍ من اللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية، انطلقت مسيرة شعبية وكشفية وشبيبية من أمام مفرق جامع "القدس"- الشارع العام لمخيم نهر البارد، تقدمها ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجنة الشعبية، وأنصار الله، والحراكات الشعبية الفلسطينية، ووجهاء، وشخصيات دينية وتربوية واجتماعية، وإعلاميين، والفرق الكشفية والموسيقية، وحملة أعلام فلسطين واليافطات، وطوابير من الأشبال والزهرات، وأهالي المخيم، وذلك مساء اليوم الجمعة 2018/3/30.

إنتهت المسيرة عند ساحة الشهيد أبو عمار، وأمام الجموع المحتشدة ألقى السيد جمال أبو علي كلمة راجلة، حيا فيها شهداء يوم الأرض الخالدة، وشهداء غزة الذين ارتقوا اليوم الجمعة في المواجهات مع الاحتلال الصهيوني .

كلمة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية ألقاها مسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي أبو عامر حمزة خضر إذ قال: "في يوم الأرض نؤكد على مواجهتنا لكل المشاريع التي تستهدف إلى النيّل من أي شبر من فلسطين، فلا صفقة قرن ولا أي مخطط سيمر طالما روح الجهاد والاستشهاد متصلة في وجدان ونفوس شعبنا الفلسطيني، وسوف تهزم هذه المشاريع التصفوية بإذن الله وبفعل صمود شعبنا وانتفاضته الباسلة المستمرة، ومهما غلت التضحيات وارتفعت الأثمان فستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية". وتابع: "آن الأوان لصنع الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن لا نخضع لكل الضغوطات الخارجية الفتنوية التي تسعى دوماً إلى التفرقة وشق الصف والبيت الفلسطيني الداخلي، ولتكن إحياء هذه المناسبة دافع لنا نجدد فيه أصل الصراع مع هذا العدو، وفلسطين ستبقى من النهر إلى البحر ومن رأس الناقورة حتى ايلات، لنا كاملة غير مجتزأة".

وأنهى كلامه قائلاً: "في يوم الأرض نؤكد تمسكنا بديمومة وكالة الأونروا كشاهد على نكبتنا التي سنحيها قريباً، وضرورة استمرار تقديم خدماتها لشعبنا دون تقليصات حتى العودة إلى فلسطين، ونطالب باعادة تدريس تاريخ وجغرافية فلسطين في مدارس الأونروا ورفع العلم الفلسطيني في الطابور الصباحي"، مؤكداً أنَّ فلسطين وخارطتها في قلوب ووجدان كل فلسطيني.