لا نريد غير هذا الوصف، وصف الحيرة لتقلبات القيادي الحمساوي صلاح البردويل، في موقفه تجاه اجتماعات الفصائل الأخيرة في القاهرة، وبيانها الذي هاجمه أول مرة، ثم عاد واعتذر، وقال: إن كلامه كان انفعالياً وأنه كان عن نسخة أولى من البيان ..!!

وبالأمس عاد البردويل للغة التشكيك والتأليف، للغمز من قناة اجتماعات القاهرة، بل وأكثر من ذلك عاد للغة الانقسام القبيحة، في مقابلة له مع موقع الكتروني، اللغة التي لا تقرب الحقيقة، والحافلة بالفبركة والتزوير والكذب.. وفي هذه اللغة كذبة كبرى تزعم إن الرئيس أبو مازن ما زال يمنع أدوية السرطان أن تصل قطاع غزة (...!!!) وتقول: ان اللواء ماجد فرج طلب من السنوار التخلي عن الوساطة المصرية..!!  والمخابرات المصرية خالفت عزام الأحمد في اجتماعات القاهرة وأحرجته..!! لكن البيان الختامي لاجتماعات القاهرة، يقول عكس ذلك، ولا يتحدث بغير انتصار اللغة الوطنية التي تريد للمصالحة أن تواصل تقدمها في دروبها الصحيحة.

ليس ثمة بيان أو تصريح للرئاسة، أو لفتح، إلا ويشيد بالرعاية المصرية لمباحثات المصالحة، بل ويثمن بأدق الكلمات وأوضحها الدور المصري في إنجاح هذه المباحثات، وأنه الدور الذي لا بديل عنه والرعاية التي لا مساومة عليها، وأكثر من ذلك فإن الموقف الوطني الفلسطيني، الذي يؤكده الرئيس أبو مازن دائما، إننا ومصر في خندق واحد في معركتها ضد الإرهاب وجرائمه، ومهاتفة الرئيس بالأمس لأخيه الرئيس السيسي، مندداً بالعملية الإجرامية لجماعات الإرهاب التي جرت ضد مسجد الروضة في شمال سيناء تؤكد استحالة المساومة على الرعاية المصرية لعملية المصالحة الوطنية.

وفي شأن الدواء نذكر البردويل، أن الرئيس أبو مازن هو من أرسل وزير الصحة جواد عواد مع شاحنات الأدوية إلى غزة، إبان الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، والذي قرر ألا توقف وزارة الصحة أيا من خدماتها في القطاع المحاصر، وهو الذي يبني اليوم بقراره ورعايته مركزاً خاصاً بفلسطين لعلاج أمراض السرطان، هو الزعيم الوطني والقائد والمسؤول الذي يصر في كل خطاب ومناسبة، وفي كل تحرك سياسي له على الصعيدين الإقليمي والدولي، على ضرورة إنهاء الانقسام البغيض، لرفع المعاناة عن كاهل أهلنا في المحافظات الجنوبية، وهو من جعل العلاج في مشافي غزة من غير رسوم، والدواء الذي لا تنقطع شحناته إلى غزة مجاناً، والذي "تسرب" معظمه إلى السوق السوداء، ليباع لصالح أمراء الانقسام البغيض، ولا شك أن البردويل يعرف ذلك كله حق المعرفة ...!!!

لا نريد لعلامات التعجب أن تتواصل في هذه الكلمة.. والدين النصيحة ونصيحتنا للبردويل أن الاعتراف بالحقائق، أفضل من نكرانها بالتأليف والنكران والتزوير.. والمؤمن لا يصاب بالحيرة إذا ما تمسك بالتقوى.

وكلمة أخيرة، المصالحة ماضية في طريقها ولن توقفها الرغبات الانقسامية البغيضة، التي ما زالت تراود نفوس أصحاب المصالح الذاتية الضيقة، مصالح التمويل الخارجي  التدميرية.