المخيمُ

ابنُ الألمِ

طفلُ الحياةِ

طائرُ الأغنيةِ الحزينةِ

لونُ الطبيعةِ في ضحكةِ الطفلِ

كتابُ الغائبينَ المقدس

قتلَ الغزاةُ طيورَه

صارَ للمذبحةِ عنواناً

اليدْ الشرّيرةُ التي لم تتعبْ

ظلتْ تلاحقُ الأرواحَ في الليل

وتتعقبُها نفساً نفساً

ونافذةً نافذةً

وغيمةً غيمة

تلك الحمقاءُ قتلتْ ما قتلتْ

وذبحتْ أغلى الأمهاتِ

ليتها انكسرتْ

من أجلِ الناسِ

تتوجعُ الرقابُ تحتَ السكين

من أجلِ الناس

تقصفُ الطائراتُ وتبتسم

داخلَ كلَّ بيتٍ قفصٌ للقلوبِ المحترقة

بابُ الغزلةُ مفتوح للمعزينَ بخريف قاسي القلب

القصائدُ تطرقُ بابَ السحاب

بسواعدَ مسحوقةٍ

الرصاصةُ المسرعةُ نحوي 

أوقعتني في الضحكِ

والشجرةُ التي تمرّغت بالتراب

علّمتني أن أغتسل في بحيرةِ النسيان

لا أدري كم مجزرةً في كلِّ سنةٍ تُرتكبُ

وكم نحتاجُ من أمتعةٍ لنغطيّها

ونتابعَ بعدها عبثيةَ الأحزانِ حسبَ تقلباتِ الطقسَ 

يدٌ تُزرع وأخرى تقتلُ

ليسَ للحياةِ لسانٌ لتروي ما رأت عيناها

لا تجد ما تقوله أمام الذبول

احياناً لا تجد ما تذكره

فننساها

هي ذي تنبحُ كثيراً

بدون وجه حق

خيباتُها في الويك إند

أكثر عُرضةً لاحتمالات الضجرِ

ما الذي يجعلُ العالم مضرجاً بأفكاري

ما الذي يجعلُه كجرافةٍ

تدهسني على شجرة المساء

دون أن تسيلَ دماءٌ غزيرة

في شوارعَ مهجورةٍ الا من أشجارٍ

حليقةِ الرأس

نكرهُ الظالم

ونكرهُ الظلمة

نخشى الظالمَ حين يكرهُ

إنّه كالنار يلتهمُ كلّ شيء

تسعةُ أشهرٍ على اصابعِ اليدين

نعُدها شهراً شهراً

بانتظارِ حلِّ اللّغزِ

الحربُ احتستْ دمعاتِ العيون

لكثرة ما ضحكتْ

بفنجان الأعذارِ نعبّئُ الأحلامَ

لا طائلَ من أحلامٍ معلّقةٍ

بخيوط العناكبِ

القاتلُ بريء حتى لو كانَ مداناً

نحنُ أحفادَ الحياة

نملأُ الأرضَ صراخاً

بلادُنا مطروحة بالمزاد

ولا من يسمع

أجزمُ أننا لا نشبه أحداً

لا طريقَ للعودةِ

حضرَ الشهداءُ ونحن منهم

البرابرةُ يسدون المنافذَ

وجوهُهُم بلا ملامحَ

قتلوا آلاف المرات

قلوبُهم أقسى من الحجر.

بقلم/ محمد سعيــد