لليوم الثالث والثمانين يحرر الزميل الاسير محمد القيق تقريره الصحفي الطويل حول حريته مسطرا بصبره ونضاله وارادته سبقا صحفيا وهو في ذروة التحمل والجوع رفضا للإذلال الاحتلالي والعقاب غير المبرر باعتقاله اداريا دون تقديم سبب واضح. فالاحتلال في ذروة غطرسته حيث قتل امس ثلاثة فتيان وفتاة من القصر لم يعد يأبه بالمواثيق الدولية وهو يمارس القمع اللامحدود ضد ابناء شعبنا في غفلة من المجتمع الدولي المنهمك في قضايا اخرى ليس بينها مأساتنا الاقدم في التاريخ الحديث والاكثر الحاحاً لايجاد حل لها وفقا للشرعية الدولية التي تتجمد عندما تصل الى إحقاق حقوقنا بسبب الدعم الاميركي اللامحدود للاحتلال والاستيطان.

والقيق مثله مثل خضر عدنان وغيره من الاسرى البواسل قرر ان يفدي نفسه بنفسه وان يحرر نفسه بنفسه طالما ان الاحتلال لا يأبه بآهات الاسرى وعذاباتهم. الآن مطلوب الضغط على سلطات الاحتلال لكي تنصاع للقانون الدولي وتفرج عن القيق الى مستشفى فلسطيني لتلقي العلاج خاصة وان تقرير المشفى الاسرائيلي يشير الى خطورة حالته الصحية وتعرضه الى ما يشبه الجلطة.

 لقد آن الأوان لتكثيف النضال ضد قانون الاعتقال الاداري الغاشم الذي يستخدمه الاحتلال لجلد ابناء شعبنا ويضع المئات في السجون دون مبرر. فكلنا مطالبون بوقفة تضامنية لانقاذ حياة الاسير القيق وفضح سياسة الاحتلال القمعية ضد الاسرى عامة، ولكن لا يجوز ايضا تحميل بعضنا بعضا مسؤولية عدم افراج الاحتلال عن الاسير القيق لأننا كلنا اسرى بطريقة او بأخرى فلا الفصائل ولا السلطة بيدها الحل ولكن الحل في اعادة التماسك الوطني والتوحد في مواجهة آلة الاحتلال القمعية.