خاص- مجلة القدس- العدد السنوي 322 / حوار / ولاء رشيد
حملَ العام 2015 العديد من التطورات للقضية الفلسطينية في الوطن والشتات. انجازاتٌ دبلوماسية تحقّقت في الأروقة الدولية، وهبّةٌ شعبية اشتعلَت في الأراضي الفلسطينية، وتحدياتٌ وتعقيداتٌ شهِدَتها الساحة اللبنانية، كلها ملفات طرحتها مجلة "القدس" في لقاء مع أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان  فتحي أبو العردات، للاطلاع على قراءته للواقع الفلسطيني ودور "م.ت.ف" في مواجهة التحديات والتعقيدات في لبنان.

تحلُّ الذكرى الحادية والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية ونضال شعبنا يتواصل عبر خوضِه أعنف المواجهات ضد الاحتلال الإسرائيلي، فما هي قراءتكُم للمشهد العام اليوم؟
في كل عام نُحيي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح" ونستحضر من خلالها عظَمة وتضحيات الشهداء الكبار الشهيد الرمز ياسر عرفات مفجّر الثورة وصانع هذه الملحمة البطولية العظيمة، وشهداء اللجنة المركزية لحركة "فتح" وكل الشهداء والمناضلين من أبناء الحركة والثورة الفلسطينية المعاصِرة الذين صنعوا الهوية الوطنية والكيان الفلسطيني، وأعادوا للقضية الفلسطينية رونقها بعد أن كانت في أدراج النسيان، وأعلنوا ولادة الانسان الفلسطيني الثائر المناضل الفدائي الذي يرتدي البزّة المرقطة، وبتضحيات هؤلاء الشهداء دخل الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى الامم المتحدة ببزّته العسكرية ليعلنَ للعالم أجمع ان الشعب الفلسطيني له قضية سياسية بامتياز، وليعيد قضيتنا الى خارطة الصراع والجغرافيا. واليوم بعد 51 عاماً على الانطلاقة المجيدة، نحيي هذه الذكرى في الوطن والشتات بقلوب مملوءة بالإيمان، ونؤكّد أن قضية اللاجئين التي  انطلقت الثورة من أجلها ما تزال أولويّتنا، ونحاول جاهدين تحقيق اهدافنا المنشودة باستخدام كافة الوسائل والأساليب النضالية التي أقرّتها الامم المتحدة والمجتمع الدولي ومنها حق الشعوب المحتلة بالمقاومة، وهو حقٌ لم نتخلَّ عنه يوماً، وإن كنا قد سلكنا الحل السياسي والتفاوضي الذي لن نعود إليه بدون الاتفاق على تطبيق ما اتُفِقَ عليه في اطار التسوية السياسية أي قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين في العودة.
وهذه الهبّة الشعبية الجماهيرية الدائرة في فلسطين، هي استمرار لنضالات شعبنا، وإن اختلفت تسمياتها، فجميعها أسماء مشرّفة للتضحيات التي يقدّمها شبابنا وشابّاتنا المدافعين عن المقدّسات في وجه التهويد الاسرائيلي للمعالم الوطنية والدينية الاسلامية والمسيحية، والقدس اليوم في الربع ساعة الأخيرة من عملية التهويد كما قال الرئيس محمود عباس، وبالتالي فإن خطورة الموقف تستدعي دعم نضال شعبنا ومقاومته الجماهيرية من قِبل احرار العالم المساندين للقضية الفلسطينية والمعترفين بنضال شعبنا سواء أكان من خلال حكوماتهم أو برلماناتهم، وهذا الدعم لا يكفي أن يكون بالتعاطف والدعم السياسي، على أهميتهما، بل يجب اقترانه بالاجراءات الفاعلة والدعم المادي لكونه عاملاً فاعلاً ومؤثّراً لدعم شعبنا الذي يقدّم ارواحه ودماءه دفاعاً عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلاميةـ وهو الشعب الوحيد المتبقي تحت الاحتلال بين كل شعوب العالم.
كما علينا كقيادة فلسطينية وكدولة فلسطينية معترفٍ بها التعجيل بالطلب الذي قدّمناه إلى محكمة الجنايات الدولية والتوجُّه الى كل المؤسسات والمنظمات الدولية لتقديم هؤلاء الصهاينة المجرمين للعدالة لينالوا جزاءهم ولردعهم عن مواصلة جرائمهم التي يرتكبونها يومياً وخاصةً جرائم الحرب من اعتقال الأسرى والسجن الانفرادي والطرد والتعذيب والإعدام الميداني للشبّان والشابّات.
وبالتالي هذه التحديات مضافاً لها محاولات إسرائيل تفريغ السلطة الوطنية الفلسطينية من مضمونها وانتزاع صلاحياتها لمنعها من أداء دورها في أن تكون ناقلة من الاحتلال الى الاستقلال وجعل الاحتلال غير مُكلِف، تفرِض علينا، كما فرضَت علينا اليوم هذه الهبّة الشعبية المباركة، وحدةً ميدانية لكل الشعب وإنهاء كل ذيول الانقسام وانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونحن بعد 51 عاماً نؤكّد وجوبَ استمرار كفاحنا استناداً لأجندة ومصلحة القرار الوطني.
ولا بدّ من التنويه بالانجازات السياسية المهمة التي نقدّر للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس الجهد الذي بذلوه لتحقيقها، حيثُ جاءت الانجازات ضمن عملية تراكمية بعد اعتماد دولة فلسطين عضواً غير دائم في الامم المتحدة، إذ تمّ الاعتراف بدولة فلسطين من قِبَل الفاتيكان واليونان، وتطويب قديستَين فلسطينيتين في روما بحضور الرئيس عباس وبابا الفاتيكان، ورفع العلم الفلسطيني في الامم المتحدة الى جانب أعلام الدول الاخرى تمهيداً لرفعه بإذن الله فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس، وسنستكمل هذه الانجازات بتحقيق حقنا المشروع بالتحرر من الاحتلال عبر الاستمرار بالنضال وتصليب وضع حركة "فتح" بالتوجُّه للمؤتمر الحركي العام السابع بكل ثقة، كونه محطة استحقاق ديمقراطي انتخابي حركي ومحطةً للتقييم والمساءلة ولمحاسبة بحيث نعيد لهذه الحركة روح قوتها ومجدها لاستكمال هذه المسيرة.


كيف تقيّم أداء "م.ت.ف" في لبنان خلال العام المنصرم لجهة خدمة شعبها ومخيماته؟ وما هي الآلية التي تعتزمون من خلالها مواجهة التحديات الحالية وعلى رأسها تقليصات الأونروا لخدماتها؟
كان العام 2015 الأصعَب علينا بين الأعوام، حيثُ أن الساحة اللبنانية تعتريها العديد من التحدّيات والتعقيدات، في الوقت الذي يعيش فيه الآلاف من أبناء شعبنا في مخيمات ترزح تحت أوضاع اقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة، أبرزها ضيق المساحة في ظل التنامي المتزايد لعدد السكان ووجود المهجّرين الفلسطينيين من سوريا، وحاجة معظم المنازل للترميم، والأوضاع المعيشية الصعبة، علاوة على أن خدمات الأونروا تكاد لا تفي بالحد الأدنى من العيش الكريم للاجئين.
 وعلى مدى الأعوام الماضية عملنا كـ"م.ت.ف" وكحركة "فتح" في اطار استراتيجية وطنية فلسطينية للتخفيف من حجم الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، حيثُ تمّ بفضل التواصل مع المعنيين بالداخل والخارج ودعم الرئيس محمود عباس تعديل رواتب أُسَر الشهداء بنسبة جيّدة، وانشاء صندوق لمساعدة الطلاب الفلسطينيين الجامعيين، وصندوق الضمان الصحي الذي يقدّم العلاج الكامل للمتفرغين في "م.ت.ف" وعائلاتهم ويساهم بتغطية 20% إلى 30% من كلفة علاج المدنيين، ولجنة التكافل الأسري ولجنة القروض للمشاريع الصغيرة،وغيرها، ونبحث اليوم عن فُرص عمل للفلسطينيين في الخليج العربي بالتنسيق مع وزارة العمل وسفاراتنا، ونأمل خيراً،كما نأمل  عبر علاقاتنا وتواصلنا القائم كـ"م.ت.ف" مع الدولة اللبنانية وعبر لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني تحريك موضوع تحقيق الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، وأبرزها العمل والتملُّك، لتحسين اوضاع الفلسطينيين على قاعدة الكرامة والعدالة والعيش الكريم للفلسطيني والسيادة للدولة اللبنانية.
ولكن التحدي الأبرز الذي يواجهنا اليوم هو عزم الأونروا تطبيق قرارات لتقليص وتعديل بعض الخدمات في العام 2016 وخاصة المتعلّقة بالتعليم والصحة، ونحن كقيادة فلسطينية وكشعب فلسطيني نرى أن أي تقليص من قِبل الأونروا هو مؤشرٌ خطيرٌ وننظر له نظرة من الريبة والشك كونه يندرج في اطار التخلي التدريجي عن اللاجئين، وكقيادة سياسية من مختلف التنظيمات أبلغنا الأونروا في اجتماعنا الأخير معها، رفضنا أي تقليص تحت أي ذريعة، وندعو اليوم الدول المانحة والمجتمع الدولي للايفاء بالتزامتهم المستحَقة للأونروا،كذلك قدّمنا اقتراحاً للأونروا بأن يتم إقرار موازنة ثابتة للخدمات المقدّمة من قِبَلها للاجئين الفلسطينيين تكون جزءاً من موازنة الأمم المتحدة بحيث لا تخضع للتبرعات الطوعية من المانحين، وعلى ضوء ما ينتج عن اللقاءات المقبِلة معهم سنحدّد الشكل والآلية التي سنتحرّك بها على أن تكون تحركاتنا فاعلة وهادفة وسلمية، كما أرسلنا رسالة  للسيد الرئيس محمود عباس، وهو بدوره كلّف وزير الخارجية رياض المالكي والاخ صائب عريقات وقيادة اللجنة التنفيذية لـ"م.ت.ف" متابعة الموضوع، والرئيس عباس كان واضحاً أمام القمة العربية لوزراء الخارجية التي عُقِدت في مصر، حيثُ أكّد أن عدم الإيفاء بالالتزامات المالية للأونروا سيعني انهاء العام الدراسي والدفع بآلاف الطلاب الى التطرُّف، وفي حينها دُفِع جزء من عجز العام 2015 واستُكمِل العام الدراسي.
من جهة ثانية أكّدنا للأونروا رفضنا وقف او تقليص برنامج خدمات الطوارئ في مخيم نهر البارد، ونقوم بالتواصل مع الدولة اللبنانية والدول المانحة والأونروا وحث الدول التي تعهّدت بالإعمار على الإيفاء بالتزاماتها، كذلك طالبنا بإعادة بدل الايواء المخصّص للمهجّرين الفلسطينيين من سوريا.
ولكن لا بدّ من التنويه إلى مسألة غاية في الأهمية لئلا يبقى لغط لدى الناس بين دورَي الأونروا و"م.ت.ف"، فوكالة الأونروا اسمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وقد انشئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ريثما تُحَل قضيتهم استناداً للقرارات الدولية والقرار 194 للتعويض والعودة، أمّا "م.ت.ف" فهي الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وهي ليست منظمة إغاثية وإنما منظمة عليها مسؤوليات سياسية، ورغم أنها تقدّم بعض الخدمات لشعبها، ولكنّها لا يمكن أن تأخذ دور الأونروا.


كيف تقيّمون الوضع الأمني للمخيمات الفلسطينية في لبنان؟
خلال السنوات الماضية تعرّضنا للعديد من التحديات والاوضاع المعقدة، ومررنا بتجربة نهر البارد الأليمة، ولكننا كفصائل فلسطينية عملنا على حماية المخيمات وخاصة عين الحلوة من التحوُّل لنهر بارد جديد رغم المحاولات الهادفة لجرنا او استخدام البعض في محاولات لإثارة الفتنة داخل المخيمات، وعمليات الاغتيالات التي مارسها بعض القتلَة المأجورين ضد كوادر من حركة "فتح"، وذلك بفضل المبادرة الفلسطينية التي تم اعلانها من قِبَلنا بالاتفاق مع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في عين الحلوة، وبالتفاهم والاتفاق مع الدولة اللبنانية، لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، عبر تشكيل القيادة السياسية في لبنان للفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والقوة الامنية المشتركة، إضافةً إلى تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية على كافة المستويات، وعدم الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، وعدم السماح بجرنا لفتنة فلسطينية لبنانية ما بين المخيم والجوار، وعدم السماح بأن يكون المخيم مقرًا او مستقرًا لأي شخص يستهدف الأمن في المخيم وفي الجوار. واليوم القوة الأمنية موجودة وقد  تطوّرت، وإن حصلت بعض الخروقات من أطراف مأجورة فهذا أمر طبيعي، ولكن برأيي الأوضاع اليوم في المخيمات وفي عين الحلوة مطمئِنة لحد كبير.
كيف تصفون العلاقة الفلسطينية اللبنانية على الصعيد السياسي والفصائلي؟ وما هي الآليّة التي تتبعونها لتجاوز المحاولات الدائمة لزرع الفتنة بين الفلسطينيين واللبنانيين؟
علاقتنا مع جميع الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية علاقة جيّدة حيثُ أنهم شاركونا بنضالنا، ونعتز بهم وبدورهم ونحَيي شهداءهم وشهداء المقاومة والحركة الوطنية، وهناك تواصل وتنسيق دائم فيما بيننا، إضافةً للتواصل مع المرجعيات السياسية والروحية اللبنانية، وبرأيي سر نجاحنا في مواجهة التحديات هو العلاقة الجيّدة التي تربطنا بالأحزاب اللبنانية والمصداقية التي تتمتّع بها حركة "فتح" اليوم في علاقاتها القائمة على الاحترام المتبادل والحوار والموقف الثابت والصلب والتعاطي بشكل جدي وفاعل مع الجميع، كما نجحنا في "م.ت.ف" وحركة "فتح" بتبني سياسة بإطار توجيهات القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وقيادة "م.ت.ف" قائمة على عدم التدخُّل بالشأن الداخلي للبنان والحفاظ على الشعب الفلسطيني وتعزيز العلاقة الفلسطينية اللبنانية.
ومؤخّراً شهدت منطقة برج البراجنة الملاصقة لمخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت تفجيراً مزدوجاً وقع ضحيته شهداء وجرحى فلسطينيون ولبنانيون، وقد كان يُحضّر لاستغلاله عبر حملة شُنّت على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام روّجت لكون منفّذي العملية الاجرامية هم فلسطينيان وسوري وأعلنوا أسماءً، ولكنا على الفور تابعنا الموضوع أولاً بأول، وبفضل سرعة التحرك التي أصبحت سمة من سماتنا، قطعنا الطريق على محاولة إحداث فتنة فلسطينية لبنانية، حيثُ أننا وفور إذاعة الأسماء راجعنا سجلات الفلسطينيين المقيمين في بيروت عبر أمين سر حركة "فتح" في المنطقة، وسجلات لجنة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا في لبنان عبر أمين سرها، وتبيّن عدم وجود الاسمين في السجلات، وقد أبلغَنا المهجّرون أن صاحبي الاسمين قُتلا قبل عامَين في سوريا، فألبغنا فوراً حركة أمل وحزب الله بهذه المعطيات، وعُمّم ذلك، ونحن كقيادة فلسطينية في لبنان أعلنا حالة الطوارئ الطبية وتم التواصل لربط مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني والاخوة في الضاحية والدولة اللبنانية، ففتحنا مستشفياتنا لاستقبال الجرحى، وكانت هناك طوابير من الشبان الفلسطينيين الجاهزين للتبرُّع بالدم لأن هذا العمل الارهابي يستهدف الشعبين، كذلك ضحدنا ما أشيع عن التقاط آلات التصوير لصوَر منفّذي التفجير وهم يدخلون المخيم ويخرجون حاملين العبوات، حيثُ ثَبُت تواجد الخلية خارج المخيم وفي الأشرفية تحديداً، مع الإشارة إلى أننا في الليلة نفسها لحدوث التفجير أصدرنا بيانَين عن حركة "فتح" و"م.ت.ف" أدنا فيهما التفجير، وبدورها أصدرت سفارة دولة فلسطين بيان إدانة واستنكار، وفي صباح اليوم التالي عقدنا لقاء موسّعاً في مقر السفارة وتحدثتُ باسم الفصائل وأعلنا وقوفنا ضد الارهاب ومع اهلنا في لبنان، وشاركنا بوفود شعبية ورسمية في أداء واجب التعزية، وبدورهما سجّل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله شكرهما وتقديرهما للموقف والدور الفلسطيني، وبدوره اتصل الرئيس محمود عباس بالاخوة اللبنانيين وقدّم لهم تعازيه.
بالطبع واجهتنا العديد من المحاولات الخبيثة الهادفة لجرنا للفتنة والتي تجاوزناها وسنواصل تجاوزها بفضل وحدتنا كفصائل وقوى وطنية وإسلامية وبوحدة الموقف الفلسطيني والتفاهم بيننا وبين الدولة اللبنانية وعبر تحديد الأولويات والمسؤوليات وعدم مراكمة الأمور، وقد اثبتت سياستنا الواضحة والراسخة والتي حافظت على فلسطين بوصلةً نجاحها، وفي النهاية الكمال غير موجود ولكننا راضون عن أدائنا، وسنواصل جهودنا بتعزيز العلاقة بين المخيمات والجوار وتفعيل دور لجان التنسيق المشتركة بيننا وبين الجوار اللبناني في كل المناطق وعلى كل المستويات، وتعزيز القوة الأمنية الموجودة في المخيمات، واليوم نعمل في بيروت على شقين هما: توحيد اللجان الشعبية فيما بينها حيثُ استطعنا التفاهم على تشكيل لجنة مشتركة في بيروت من اللجان الشعبية للتحالف ولـ"م.ت.ف" وخلال 3 اشهر ستقدم تقريرها، ودعم القوة الامنية، وفي هذا السياق اتفقنا على تشكيل اللجنة الامنية العليا وهي لجنة مشتركة برئاسة اللواء صبحي أبو عرب وتضم اللواء منير المقدح، و3 ممثلين من كل من "م.ت.ف" والتحالف، وفيها القوى الاسلامية، وهذه اللجنة ستجتمع خلال ايام لوضع استراتيجية لتطوير القوة الامنية في مخيمات بيروت وتعزيز دورها، وبعدها سنعزّز القوة الأمنية في مخيمات صور والشمال، وكل ذلك بالتعاون والتفاهم مع الدولة اللبنانية بكل مستوياتها ومكوناتها.


برأيكم ما المطلوب منا في لبنان لدعم هبّة أهلنا في فلسطين؟
الأولويّة برأيي هي أن نثبّت الامن في مخيمات لبنان لنتفرّغ للقيام بواجبنا تجاه أهلنا في فلسطين عبر دعم انتفاضتهم حتى تستكمل دورها في انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا الموضوع سنعمل من أجله موحّدين متضامنين كل في اطار موقعه وضمن امكاناته حاملين أمانة الشهداء ومخلصين لها، هؤلاء ممن سبقونا على درب فلسطين وننحني امام تضحياتهم ودمائهم وكذلك امام تضحيات الاسرى والمعتقلين.