خاص مجلة "القدس" العدد 315- حوار /وسام خليفة - رام الله
منذ عشرين عامًا والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تواجه طريقًا مسدودة، وكلما اتت مبادرة جديدة وجد الفشل طريقه إليها بسبب السياسة الدولية التي تؤدي دورًا كبيرًا في تحديد مسار المفاوضات وبسبب التعنُّت الاسرائيلي والتصميم على اجهاض اي فرصة لسلام عادل يضمن للفلسطينيين العودة لديارهم واخذ حقوقهم المسلوبة. وفي مقابلة مع المسؤول بمفوضية العلاقات الدولية لحركة "فتح" الدكتور حسام زملط سألناه عن امكانية تجدد المفاوضات والشروط الفلسطينية للعودة إليها وعن اهمية اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين.


في آخر خطاب له قال سيادة الرئيس محمود عباس إن هناك شروطًا للعودة للمفاوضات وهي تجميد الاستيطان والافراج عن الأسرى ما قبل "اوسلو"، فهل هذه الشروط كافية للعودة للمفاوضات؟
الرئيس عباس لم يقل العودة للمفاوضات وإنما أعاد تعريف معنى ومسار المفاوضات، واعطى للعالم مبادرة جديدة عن كيفية العودة لعملية تفاوضية جدية وذات معنى، لا سيما أن الكل الفلسطيني بات مقتنعًا ان عملية تفاوضية ثنائية مع اسرائيل كما حصل عبر عشرين عامًا او اكثر خلال اوسلو برعاية امريكية بدون فعل حقيقي على الارض، ودوليًا وبدون ضغط على الاحتلال هي عملية غير جدية وغير مُجدِية. وأيضًا بالمقابل الكل الفلسطيني بات أيضًا مقتنعًا ان المقاومة، وبما فيها المسلّحة، بدون غطاء وإطار سياسي حقيقي هي ايضًا غير مجدية. واليوم نحن ككل فلسطيني نتحدث عن استراتيجية جديدة بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس، وهذه الاستراتيجية اساسها المقاومة، وجزء من المقاومة هو اعادة تعريف المفاوضات ورمي الكرة في الملعب الدولي بحيث تنتقل المواجهة بيننا وبين إسرائيل إلى المواجهة بين إسرائيل ودول العالم، وهذا ما حصل مؤخّرًا بدءًا بذهابنا الى الامم المتحدة ووصولاً لاعتراف الفاتيكان بنا الاسبوع الماضي، وكل هذا جزء من اعادة تشكيل جبهة مقاومة حقيقية، ومن ضمنها إعادة تعريف مسار المفاوضات. فنحن اولاً لن نقبل بمفاوضات ثنائية بعد اليوم، لذا دوّل الرئيس المفاوضات عبر التوجه الى مجلس الامن والمطالبة باستصدار قرار اممي. ثانيًا طالبَ الرئيس بإعادة تعريف المفاوضات ليس بناء على احلام اسرائيل وقوتها بل بناء على القانون الدولي، ووضع هذه المرجعية كمرجعية اساسية لأي عملية تفاوضية، بما يشمل القرارات الشرعية الدولية. ثالثًا أكّد الرئيس ان اي عملية تفاوضية دولية يجب الا تتعدّى العام، وقد وضعنا جدولاً واطارًا زمنيًّا واضحًا لانهاء اي عملية تفاوضية، حيث اننا تعلّمنا من تجربة اوسلو والوقت المفتوح. رابعًا اي عملية تزيد عن عام يجب ان تؤول الى انهاء الاحتلال بمدة اقصاها ثلاثة اعوام. خامسًا لن يكون هناك عملية تفاوض دولي بناء على مرجعية القانون الدولي بجدول زمني بدون انهاء ووقف الاستيطان في القدس وفي الضفة الغربية وفي كل مكان، وهذه نقطة أساسية وجوهرية ولن يكون هناك اي شرعية لعملية التفاوض في ظل وجود الاستيطان. سادسًا لا منطق ان نتفاوض على سلام وعلى تسوية وعلى جوار واسرى الحرية موجودون في السجون، ولذا حين رفض الاسرائيليون الافراج عن اخر دفعة من الاسرى اعلن الرئيس وقف المفاوضات. وبالتالي اليوم نحن نضع المفاوضات في نصابها الصحيح ونستعيد زمام المبادرة، ونؤكّد أننا لن نعاود تكرارَ تجربةِ أُحادية المسار ولعبة الانتظار. هذه مبادراتنا للمفاوضات اذا كانوا مستعدين فنحن مستعدون، وبالطبع لا يمكننا فتح استراتيجيات متوازية الا عند اقناعهم أننا لا نغلق باب السلام، لكننا تمسّكنا بأن نكون نحن من يضع الضوابط والإطار للعملية ويحدد ميدان الصراع، وهو الملعب الدولي، وهذا ما يزعج اسرائيل. وبالتوازي مع المفاوضات هناك مسارات على ذات الأهمية، تمثّل عامل ضغط على إسرائيل، وهي تدويل القضية الفلسطينية، وإعادة بناء مسارها القانوني، والذهاب الى المحكمة الجنائية الدولية، والانضمام الى كل المعاهدات والمنظمات. فهذا الاشتباك السياسي والحراك الدولي الذي يقوده الرئيس والتدويل للقضية الفلسطينية، نتج عنه الاعترافات المتزايدة بالدولة وحملات المقاطعة وفرض العقوبات على اسرائيل قبل شهر تقريبًا عندما انضمت فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك هناك مؤسسات مختلفة متكاملة في هذا الحراك تخوض الاشتباك السياسي أيضًا ومنها وزارة الخارجية الفلسطينية، ودائرة المفاوضات التابعة لـ"م.ت.ف"، والحركات والاحزاب الفلسطينية وعلى رأسها حركة "فتح" ونحن تقريبًا في الخندق الاول في تنفيذ استراتيجية فيما يتعلّق بالاعترافات لأنه يحصل مع الاحزاب وليس مع الدول، وما اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية الا نتاج العلاقات التاريخية التي تربط الحزب الاشتراكي مع حركة "فتح". أمّا المسار الأخير فيتمثّل في الاشتباك الشعبي السلمي كما يحدث في بلعين ونعلين وكفر قدوم وغيرها، وهذا الاشتباك يجب تعميمه، وهناك اشتباك شعبي دولي بمعنى المقاطعة والمحاسبة وفرض العقوبات وسحب الاستثمار وهذه حملة منتشرة كالنار في الهشيم في كل بقاع الارض. وبالتالي فإن تمكّنا من تنفيذ هذه الاستراتيجية المتكاملة سنتمكن من إعادة رسم التوازن مع اسرائيل، فنحن قد لا نجاري إسرائيل في عدد وحجم دباباتها، ولكن استراتيجية الرئيس محمود عباس اليوم جاءت لتعزل هذه الدبّابات وتعريها اخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا لقطع الدعم عنها ومحاسبتها، وهذا ما يقلق إسرائيل.


هل استئناف المفاوضات مرة اخرى ان حصل سيشكّل انقاذًا لنتنياهو وحكومته؟
نتنياهو ليس لديه اي مشروع سياسي وإنما يسعى هو وحكومته لاستكمال مشروعهم الوحيد بتصفية القضية الفلسطينية. والاحصائيات تشير انه اليوم في فلسطين التاريخية من البحر للنهر هنالك 6.2 مليون فلسطيني مقابل 6.1 مليون اسرائيلي يهودي، أي أننا نفوقهم عددًا دون عودة اللاجئين، ونتنياهو يعي ذلك لذا يعمل باسترتيجية تقوم على فصل غزة عن الضفة تمامًا وبالتالي التخلُّص مما يقارب 2 مليون فلسطيني، وتعميق الانقسام وتأسيسه، ثم انهاء مهمته الاساسية في الضفة الغربية وهي التهام ما تبقى من الارض، وتحويل المدن الفلسطينية الى معازل وفتح بعض الابواب الاقتصادية للتنفُّس. ولكن اسرائيل ليست دولةَ شخص بل هي دولة عميقة فيها مؤسسة امنية واستراتيجية، لذا فالمجتمع الاسرائيلي هو من يجر نتنياهو خلفه لا العكس، لذا ليس هنالك انقاذ او عدم انقاذ لنتنياهو، فنحن من نملك مشروعًا، ومشروعنا مطروح على الطاولة وبقوة ولن نعود الى مهاترات نتنياهو.
هل تعتقد ان المرونة في بعض المجالات من الجانب الفلسطيني قد تؤثّر سلبًا على الصعيد الدولي؟
قد تكون هناك مرونة في الخطاب أو في الطرح ولكن لا مرونة في الثوابت. فالرئيس محمود عباس مرن في الخطاب وخشن في الثوابت والعالم كله يعلم ذلك. وعندما حضر وزير خارجية الولايات المتحدة مدعومًا من رئيسه بمبادرة جديدة وطرحَ بعض الافكار التي تمس الثوابت الفلسطينية أنهى الرئيس النقاش معه فورًا.  نحن لا نخاف ان نقول للعالم اننا طلاب حل وطلاب سلام، لاننا كذلك، واسرائيل هي التي لا تطلب حلاً وهي تستلذ بالصراع. أمّا الحراك الاوروبي الذي حدث فسببه الاساسي اننا طلاب حل وطلاب سلام وعدل، والاسرائيليون كشفوا للعالم انهم لا يريدون دولتين ولا حلاً ولا حتى سلامًا وبالتالي اي استراتيجية ستقوم يجب ان يكون لها رأسان رأس يقنع العالم اننا نريد مبادرة ورأس اخر يضرب اسرائيل، كي نزيد الضغط عليها.


متى سيتم تقديم مشروع القرار الفلسطيني الى مجلس الامن؟ وما هي رؤيتكم بالنسبة للنشاط الدائر حول هذا القرار عربيًا وفرنسيًا وامريكيًا؟
مجلس الامن من الممكن طرح أي ملف فيه في اي وقت ولو كان بشكل يومي. نحن تقدّمنا بأول قرار نهاية العام السابق بداية العام الحالي، وافشلته الولايات المتحدة، وسنتقدم بقرار آخر حين نجد الفرصة مؤاتية لذلك، ولكن هناك الآن مساعٍ من بعض الاطراف الدولية خصوصًا فرنسا لتقديم مشروعهم، ونحن نرحّب بأساس الفكرة ان يكون هناك حراك اوروبي ودور اوروبي، ولكن كما قلت فقط إن تطابقت هذه الفكرة مع متطلباتنا التي عبّر عنها الرئيس. حتى المساعي الفرنسية تصادمت مع الاسرائيليين وكان اجتماعًا متوترًا جدًا، وقد علِمنا ان حالة التوتر وصلت للسقف حيث ان اسرائيل لا تبدي تجاوبًا، وهي لا تريد قرارًا يُكتَب في مجلس الامن كمسودة ولا مبادرة ولا دورًا فرنسيًا هي تريد أمرًا واقعًا واحتلالاً. ولكننا سنرفض أي حل ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني واي حل بدون القدس وعودة اللاجئين، غير أنه لا يمكننا أن نؤسس استراتيجية عمل ونضال وطني على اساس الرفض، بل يجب أن نغطي رفضنا بمبادرات وحراك وتقدم وكشف وعزل، وبإكمال مشروعنا المقبول لدى العالم.


منذُ ايام معدودة اعترفت الفاتكيان بدولة فلسطين. ماذا يميّز اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين وخاصة في هذه المرحلة التي يزداد فيها الدعم الامريكي للكيان الصهيوني؟
هناك توتر بين الجانب الامريكي والاسرائيلي ويجب على الشارع ان يكون على اطلاع عليه، ولكن هذا التوتُّر يأخذ ابعادًا مختلفة تنخفض لوجود علاقة استراتيجية حقيقية تحالفية بين اسرائيل وامريكا لها ابعاد سياسية وايدلوجية ومالية واقتصادية وعسكرية، وكفلسطينيين يجب ان نستثمر هذه اللحظة. وبخصوص الفاتيكان فهي لحظة تاريخية للاسباب التالية. السبب الاول ان الفاتيكان دولة اوروبية مرموقة وهذه الدولة اعترفت بدولة فلسطين باتفاق ثنائي أي دولة امام دولة، ودولة الفاتيكان لها مصالح في فلسطين خصوصًا في عاصمتنا القدس، وبتوقيع هذا الاعتراف، سيكون هناك تعاون بين الدولتين، وتحصل عملية رعاية لمصالح الطرفين، وهذا إقرار مباشر من الفاتيكان انه حتى لو أن الامر الواقع لا يسمح للفلسطيني بممارسة سيادته الا ان السيادة قانونيًا فقط تعود لفلسطين. واعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين اعتراف بمستقبل فلسطين وحاضرها وبالوضع القانوني لفلسطين ان اسرائيل تتحكّم بالقدس والاراضي الفلسطينية وتحاصر غزة بشكل غير قانوني. ثانيا الفاتيكان لم تعترف فقط بالدولة الفلسطينية، اي بالمستقبل الفلسطيني، بل أيضًا بالتاريخ، وهذا اهم ما قامت به الفاتيكان، حيثُ قالوا لنا وللعالم أن ما ألّم بنا هو جريمة وسنعيد تصحيح التاريخ، انتم الاصلانيون. كما عمّدوا قسيستين فلسطينيّتين بوجود الرئيس الفلسطيني، وهذا التقديس، بوجود الرئيس، له بعد كبير في المعركة الاخلاقية، وفي اعادة كتابة وتصحيح تاريخنا الحقيقي وطرحِه على الطاولة بشكل قوي. ثالثًا الفاتيكان اشتبكَ مع دعاية وكذبات اسرائيلية، وبابا الفاتيكان يمثل مئات ملايين التابعين في كل مكان في العالم، وان كانت الفاتيكان من أصغر دول العالم جغرافيًا إلا انها من اكبر دول العالم تأثيًرا وعندما يقول رئيس الفاتيكان الحبر الاعظم عن رئيسنا انه ملاك للسلام فهذا يساعدنا على التصدي لمقولة اسرائيلية وصفت الرئيس الراحل ابو عمار بأنه ارهابي ولا يرغب في السلام وهذا ما ساعد اسرائيل في اقناع بعض العواصم الاجنبية على حصاره، ثم قتله، واليوم فعلوا ذلك برئيسنا محمود عباس ووصفوه بالارهابي الدبلوماسي غير الراغب بالسلام، رغم تناقض مصطلح دبلوماسي وارهابي مع بعضهما، بسبب تخبّطهم ورغبتهم بتغطية نهبهم وقتلهم وعدم رغبتهم  بالسلام. وفي ظل كل ما يجري لا بد من أن نبدي اعجابنا بما استطاع سيادة الرئيس والقيادة الفلسطينية تحقيقه برغم قلة مواردنا، فتمكّن من قلب الطاولة وإعادة تعريف مبدأ ومنطق ومنهج حقنا بالمقاومة الذي تنظّمه قوانين دولية ضمن الاساليب المشروعة، ولكن في المقاومة كذلك عليك اختيار الشكل الذي يتواءم معك ويؤذي عدوك اكثر، ولهذا يمثّل الرئيس عباس كابوسًا لإسرائيل وحركة "فتح" هي كابوس لاسرائيل، ويقولون ذلك في كل مكان، فحركة "فتح" اليوم تشكل التصدي والاشتباك الحقيقي بشكله الأخلاقي مع الاحتلال،  وهذا يؤذي المشروع الصهيوني الاسرائيلي اكثر من كل ما قد نفعله عسكريًا. فعندما تذهب حركة "فتح" وتشتبك دوليًا وتأتي لفلسطين بإعتراف بدولة من السويد ومن البرلمانات الدولية، كما تشتبك شعبيًا ضمن المقاومة الشعبية في القدس، وليس غريبًا أن امين سر إقليم القدس حاليًا  تم الافراج عنه قبل ايام معدودة من المعتقلات الاسرائيلية، وامين السر السابق كان موجودًا بالمعتقلات وحُكِم عليه. وبالتالي نحن نتقدّم تدريجيًا إلا أن معركتنا لا تزال طويلة، ولكننا بتنا نعرف أن السبيل الوحيد لانهاء الاحتلال هو تسجيل النقاط، وكأننا في حلبة ملاكمة مع العدو، وضرباتنا لاسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية والنقاط التي سُجَلت لصالحنا كانت موجعة لهم لكن يجب ان يكون لدينا صبر ووحدة وايمان وامل، وأن نتخلّص من ثقافة التخوين والتخوف، ويجب ان نفهم وان نغلق بيتنا الداخلي ونوقِف الحديث عن مفاوضات مباشرة او غير مباشرة ودردشات بين حماس واسرائيل لأن الأمر خطير جدًا وهو يتواهى ويتماهى بمسعى تصفية القضية الفلسطينية، ولا بدّ أن نؤكّد أن قوة الشعب الفلسطيني ليست بسلاحه، بل قوتنا في اننا في العام 1965 عندما اعلنا ثورتنا اغلقنا سقفنا على انفسنا واصبح العالم واشقاؤنا العرب هم ظهير اساسي لنا، ولكن نحن من نتعامل مع قضيتنا، وبالتالي فإن فتحَ المساحة للآخرين للتدخّل من شأنه مساعدة نتنياهو في مهمته. لهذا فالمطلوب أن نفهم استراتيجية الرئيس واستراتيجية حركة "فتح" وأن نعمّق نظرتنا ونراجع خطواتنا فليس كل شيء صحيحًا وربما نخطئ. كما علينا أن نتخلّى عن ثقافة الدونية والسلبية والمغرضة من اجل المعارضة والعرقلة. نحن اليوم بحاجة لوضع أيادينا مع بعضها بغض النظر عن المخطئ والمصيب، وحركة "فتح" جمالها وقوتها في مرونتها. فنحن حركة دائمة التغيير والمراجعة والتصحيح، فنحن من صحّحنا انفسنا، واتخذنا القرار بوقف المفاوضات وبتلازم المسارات وبفتح مسارات جديدة، فالمشكلة ليست في وقوع الخطأ بل بالتصميم عليه. لذا علينا اليوم ان نمد الايدي للدفاع عن كينونة مشروعنا الوطني وعن وجودنا وعن ارضنا وعن قدسنا وعن غزتنا وعن حضارتنا وثقافتنا التي اعترفت بها الفاتيكان، وهذا الدفاع لا يأتي فقط من خلال مواقف سياسية، بل بتوجه وطني وبالالتفاف حول بعضنا والتعاون في هذا الاشتباك المتسارع بيننا وبين الاسرائيليين باختلاف مساراته.