لا أدري كيف ستكون القضية الفلسطينية لو لم يكن هناك مخيمــــات.. لا أدري كذلك كيف يمكن لنــــا أن نرى هويتنا الفلسطينية بدون المخيمـــــات .
إن المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج  أبرز الأسس المكونة لهويتنا  الوطنية ولهويتنا النضالية  حيث أن وجود سكانها في تلك البقعة المكانية الضيقة بهم وبأحلامهم وبحقوقهم تعبير يومي ولحظي عما تعرض له شعبنا الفلسطيني من ظلم تاريخي .
لقد شكلت المخيمات الفلسطينية مصنعا للرجال وسكانها أصحاب  تضحيات قد لا يوازيهـــــا أي فئة فلسطينية أخرى وهم في الغالب  والأعم من يدفعون يوميا" ثمن ضياع فلسطين .
هم الشاهد على ما حدث !!!! وهم الرواة الحقيقيون لما حدث !!!!
ليس من السهل أبدا" أن نتعامل مع أي ملف يتعلق بالمخيمـــــــــــــــــــــات فأهلنا هناك يعيشون أصعب الظروف ويتعرضون الى ما يفوق قدرة الإنسان العادي على الإحتمال .
مع ذلك...
تجدهم بغض النظر عن المعاناة ما زالوا يتمسكون بحلم العودة!!!!
في الغالب يدفع أهلنا في المخيمات ثمن أي تغيير وحرب وخلاف ونزاع.. فتجد أهلنا في اليرموك يدفعون ثمن حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وعندما يكون الحديث عن المخيمات يأتي الحديث مباشرة عن لبنان ومخيمات لبنان التي مثلت صفحة من صفحات الوطنية الفلسطينية الخالصة التي سنبقى نفاخر بها.
وهنا نود التأكيد على كامل إحترامنا وتقديرنا لكل مخيم.. فكل مخيم قدم لفلسطين الكثير .
بالنسبة لي أرى بأن المخيمات يجب أن تبقى مستقرة الى أقصى مدى ويجب أن يٌمنح سكانها حق الحياة بكرامة وبأفضل ظروف ممكنة  ويجب أن يكون هناك أمل لمستقبلهم لأنه من المخيم ستنبع فرصة السلام الحقيقي لو أردنا أنهاء الصراع مع الإحتلال وإقامة السلام الدائم والعادل الشامل بالمنطقة .
يجب تعويضهم ويجب ضمان حق العودة لهم بموجب القانون الدولي ..أعرف بأن عودتهم لقراهم ومدنهم ليست بالأمر اليسير بل هي واحدة من أكثر القضايا النهائية صعوبة ولكنها ببساطة حق يضمنه القانون الدولي لو كان هناك عدالة .
أين ستكون العودة ؟ وكيف ستتم ؟ وعلى من ستنطبق كلها قضايا شائكة ونأمل أن نرى هناك من يمتلك إرادة الحل السياسي وإرادة الحق والعدل ليكون كل ما سبق قد تم حله في إطار الحقوق المشروعة التي كفلتها المواثيق الدولية لشعبنا الفلسطيني.
المخيم فيه ما فيه من تنوع وفيه ما فيه من مشاكل ولكن المخيم بشكل عـــام يعيش حالة إهمال لا تتناسب مع المعاناة ومستوى التضحيات التي قدمها أبناء المخيم  .
نشير الى أنه في الوطن يجب أن يكون المخيم جزءا من القانون ويجب أن يتمتع ساكنوه بكامل حقوقهم ويجب أن يكون هناك حضور للسلطة الوطنية  لتطبيق القانون ولكن هذا لا يعني أن نقوم بعملية أمنية ضد المخيمات أو ضد هذا المخيم أو ذاك .
يجب أن نؤسس وعيا للتعامل مع المخيم شعبيا" ويجب أن يشارك الكل السياسي في التعاطي مع مشاكل المخيم وأهلنا هناك فلو أردنا جمع السلاح فهذا حتما" يجب أن يكون بدعم فعاليات وعائلات المخيم وقواه السياسية والثقافية والإجتماعية  وبهذا المنطق يتم عزل من لا يرغب بالإستجابة للقانون .
بالنهاية وكما أرى وبوضوح وببساطة ..فلسطين الهوية والقضية وفلسطين التضحيات والشهداء والأسرى جميعها مرتبطة بالمخيم باعتباره مدرسة النضال والإنتماء ولهذا يجب أن نحذر من التعميم فنقول (ضبط المخيم ) ويجب أن نحذر من قول (حملة أمنية ضد المخيم )  ويمكن لنا أن نقول بالتعاون مع فعاليات المخيم نبدأ في حملة ضبط مروجي المخدرات مثلا" .
المخيم راسخ في الهوية الفلسطينية والتعامل معه فقط بمنطق القانون له مخاطر كبيرة ويجب أن تبقى علاقتنا مع أهلنا أبطال المخيمات بأفضل ما يكون ويجب أن نتعامل مع قضاياهم بحساسية فهم مصنع الرجال ومدرسة التضحيات .
ويمكن حل مشاكل كل المخيمات بإلغاء وجود المخيم وهذا يتحقق فقط من خلال عودة أهلنا لوطنهم .
أستذكر هنــــا ما قاله الرئيس الشهيد أبو عمار وهو على فراش المرض والموت عندما أوصى بدفع رواتب لبنان وعدم تأخيرها وحتما" الرئيس محمود عباس أبو مازن باعتباره الرئيس الفلسطيني للكل الفلسطيني في الداخل والخارج هو الحريص الأول على أهلنا في المخيمات وهو من لا يقبل بتعرضهم لأي ظلم .
 أقول للفصائل وللمنظمة وللسلطة لا تتركوا المخيم وأعيدوا مقراتكم للمخيمات حامية المشروع الوطني الفلسطيني ومصدر القرار المستقل .
عودوا للمخيم وحتما" سيعود لكم  فهويتنا مخيم .