بمناسبة يوم الأم الذي يحتفي فيه العالم كل عام تكريماً للأم ونظراً لعظيم دورها في الحياة، ولما لها من أهمية في تربية أجيال المستقبل، حيث أن الشاعر قال فيها "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق"، وكعادتها من كل عام كرّمت حركة "فتح" قيادة بيروت، الشعبية الغربية و"المكتب الحركي الكشفي- مجموعة الكرامة الكشفية" عدداً من الأمهات الفلسطينيات، تقديراً لعطاءاتهن اللا متناهية في تربية جيل وطني واعد، وذلك بتقديم شهادات تكريم وهدايا رمزية ضمن احتفالات وطنية ودبكات تراثية وإلقاء كلمات سياسية وكلمات للمناسبة، وذلك السبت 21 آذار 2015.

ففي الشعبة الغربية، وفي قاعة الضمان الصحي – مخيم مارالياس، وبحضور عضو إقليم لبنان إم ساري، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، ومسؤول الشؤون الإدارية في سفارة فلسطين خالد عبادي، وأمين سر الشعبة الغربية وأعضائها، وعدد من الأمهات الفلسطينيات.

 وبعد الكلمة الترحيبية من زينب الصالح، ألقى أبو عفش كلمة بدأها بآيات قرآنية جاء فيها: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغ الكبر عندك أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً".

ولفت أبو عفش إلى أولئك الذين عندما يبلغ الكبر عند والديهم فيتخلون عنهم ويضعونهم في مأوى، رافعين المسؤولية عنهم، ولا يعلمون انه مثل ما يعاملون سيعاملون في المستقبل.

وأشاد بدور الأم وما تعانيه في تربية أولادها تربية صالحة وخاصة الأم الفلسطينية التي باتت تحمل أعباءً فوق أعباء تربية الأولاد، وأصبحت تمتهن مهنة للتخفيف من متطلبات الحياة، إضافة إلى دورها النضالي إلى جانب الرجل.

وتحدث أبو عفش عن شهر العطاء، شهر آذار وما يحمل معه من خيرات، فتحدث عن عيد المعلم، مربي الأجيال، مستشهداً بقول الشاعر "قف للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، وعن عملية كمال عدوان التي نفذتها دلال المغربي والتي أعلنت قيام دولة فلسطينية، ورفع العلم الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، وعن يوم المرأة العالمي، ومعركة الكرامة حيث واجه قلة من الفدائيين الفلسطينيين أرتالاً من الدبابات والجنود الإسرائيليين المدججين بأحدث الأسلحة والعتاد وكبدوهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وعن يوم الطفل معقباً على حرمان الطفل الفلسطيني من حقوقه وعدم تمتعه بطفولته، وعن يوم الأرض الفلسطينية حين انتفض أبناء الجليل على قوات الاحتلال معلنين تمسكهم بأرضهم، فسقط ستة شهداء وجرح واعتقل المئات.

وفي الجانب السياسي تحدث عن المؤامرات التي تحاك ضد القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس أبو مازن، معلناً الوقوف خلف الرئيس بتوجهه إلى الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أبشع المجازر بشعبنا الفلسطيني، مشيراً أن هذا التوجه سيرسخ للفلسطينيين حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم التي اقتلعوا منها في العام 1948، وختم أبو عفش متمنياً للأمهات الاحتفال بعيدهن القادم في ربوع وطنهم فلسطين.

ثم تحدثت ندوة الشهابي مسؤولة المرأة في بيروت عن دور المرأة الفلسطينية والفتحاوية التي ضحت وما زالت خلال المسيرة النضالية الطويلة لشعبنا الفلسطيني، وعن دور المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي وما تعرضت له من قهر وذل واهانة ولكن بانتمائها العربي الأصيل استطاعت المواجهة والانخراط في المقاومة ضد الاحتلال، وأشارت إلى دور المرأة الفلسطينية في لبنان وأنها لم تكن أقل عنفواناً وجدارة حيث شكّلت مثالاً حضارياً ووطنياً وكانت أخت الرجال في قضايا الحرية والنضال عبر السنوات التي عصفت بحركة "فتح".

ثم تحدثت مسؤولة الأخوات في الشعبة الغربية أم سليمان فقالت: يحتفل العالم بأسره في 21 آذار  بعيد الأم، وهو بداية ربيع الحياة والأمل، وفيه تتفتح الزهور، وهو شهر العطاء والمحبة بعد فصل اجتاحته الأعاصير والثلوج والأمطار، انه ولادة فجر جديد، ونحن نساء فلسطين في الداخل والشتات كباقي نساء الأرض، نصنع الأمل، نصنع الحياة رغم الأحزان والآلام.

وأضافت: "في عيد الأم تبقى الكلمات عاجزة في سطورها عن التعبير عن مكانة الأم وتبقى الحروف صغيرة جداً عن تكوين كلمة شكر لهذا المخلوق الذي كرّمه الله قبل أن يكرمه البشر".

بعدها تم تكريم عدد كبير من الأمهات، وتم تقديم الحلويات.

أما في مخيم برج البراجنة فقد أقيم احتفال التكريم في قاعة الكشاف وبحضور أعضاء قيادة منطقة بيروت وأمين الشعبة الجنوبية وأعضائها، ومشاركة عدد كبير من الأمهات وخاصة أمهات الشهداء وكبار السن. بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة، وبعد الكلمة الترحيبية من آمال دياب، ألقت مسؤولة الأخوات في الشعبة  أم حسن كلمة وجدانية للأم جاء فيها: "الأم هي نور الفجر ومصباح الحياة، هي رمز الحب ومنبع العطاء الذي لا ينضب أبداً، نسجت من الظروف القاسية نجاحات أقرب إلى الأساطير".

مضيفة: "الأم الفلسطينية الكاسرة العنيفة اللينة الطاهرة البريئة، يا لها من أم جبارة قوية القلب والنفس، ماذا نقول لها؟ كيف نصفها؟ هل رأيتم الحجر في يد الأم الفلسطينية، كيف يكون شكله وحجمه ولونه وقوته؟ هو بيدها بحجم سلطة، بحجم دولة، بحجم قوة جبارة، قوة لا ولن تقوى عليها قوتهم التافهة المزيفة، من لا يعرف الأم الفلسطينية لا يعرف التضحية والعزة".

بعدها قدمت المجموعة الكشفية والزهرات وصلات فنية ودبكات وقصائد شعرية وأناشيد للأم مما حدا بالحضور إلى عقد الدبكات وخاصة كبار السن.

بعد تقديم العروض الفنية، تم توزيع شهادات التكريم وهدايا للأمهات.