بعد الاعتراف من قبل البرلمان الاوروبي بالدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين، تكون اوروبا رغم الضغوط الاميركية التي نزعت الدسم الرسمي من الاعتراف قد أبدت وجهة نظرها شعبيا بحتمية اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال. فالكرة الآن ليست في الملعب الاسرائيلي الرسمي بل في الملعب الاسرائيلي الشعبي والملعب الاميركي الرسمي، ولعل الموقف الفلسطيني الذي سمعه الوزير جون كيري هو اننا أعطينا الوساطة الاميركية عقودا من الفرص وآخرها فرصة كيري، لكن لم تسفر عن شيء بل كانت السياسة الاسرائيلية الوقحة توقيت الاعلان عن مشاريعها الاستيطانية مع زيارة أي مسؤول اميركي سواء كان كونداليزا رايس او كيري او جو بايدن او أوباما نفسه، في تحد استفزازي للاميركيين، ولعل الوزير كيري تعرض الى حملة مسمومة من الانتقادات والشتائم من نتنياهو الى ليبرمان الى بينيت ثم يعلون، فهل بقي لديه أمل في أي تغير اسرائيلي؟
لسنا معنيين بنتائج الانتخابات الاسرائيلية، فلا تناقض بين قرار دولي بانهاء الاحتلال والاعتراف بدولتنا سواء كان من يحكم اسرائيل مؤمنا بالسلام أم كافرا به، فالمطلوب انهاء الاحتلال ولا يصب في مصلحة نتنياهو انتزاع اعتراف دولي بنا ولا في مصلحة خصومه، لأن طلوع الشمس لا يؤرق سوى الخفافيش والظلاميين، وهذا لا يردع الشمس عن الشروق يوميا.
القرار الفلسطيني لا يقبل التأجيل في الذهاب الي مجلس الأمن سواء ترصد بنا الفيتو الاميركي من عدمه، فالفيتو قد يعطلنا بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت لأن ساعة انهاء الاحتلال قد دقت وستدق أعناق دعاة الحرب والاستيطان معا.