قالت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ويندي شيرمان "إن الولايات المتحدة تولي منطقة الشرق الأوسط اهتماما كبيرا، وتحرص عليها بسبب المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تربطنا بهذه المنطقة، والصداقات العديدة التي كوناها، والتقاليد الروحية والعرقية الغنية التي ورثناها".
وأضافت خلال محاضرة في جامعة جورج تاون بواشنطن "إن التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين قد يمثل التحدي الأكبر الذي يواجهنا في الشرق الأوسط"، مضيفة أن "حماس تواصل عمدا القيام بدور مدمر" حسب تعبيرها.
وقالت إن "الولايات المتحدة، عند المضي قدما، ستفي بالتزامها الثابت الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تقع على عاتق القادة الإسرائيليين والفلسطينيين مسؤولية مشتركة، ومصلحة مشتركة، تتمثل في خفض حدة التوترات، والتصدي للتطرف وإيجاد سبل للتعاون حيثما كان ذلك ممكنا".
وأضافت شيرمان إن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تبدأ بمفهوم أن "الانقسامات الداخلية، والخصومات التاريخية، والتنافس المعاصر تغذي بعضها البعض. كما أن الخوف والغضب يدفعان العديد من الناس في الكثير من الأماكن إلى الوقوع في فخ فكرة المعادلة الصفرية (إما الفوز بكل شيء أو خسارة كل شيء)، وبالتالي يتأجج الصراع وهو أمر يستغله أولئك الذين يريدون إلحاق الأذى بنا".
وتابعت "يتعين على الدول في سائر أنحاء منطقة الشرق الأوسط تغيير مسارها والبدء في الانتقال إلى أرضية مشتركة"، مشيرة الى أن هذا الأمر "يتطلب أن يكون قادة المنطقة عند مستوى مسؤولياتهم وأن يمارس المجتمع الدولي تأثيرا أكثر إيجابية".
وأكدت أن "السياسة الأميركية ترمي لمساعدة أولئك الذين يعتقدون، كما نعتقد نحن، أن الناس من مختلف الجنسيات والأعراق والعقائد يمكن أن يعيشوا جنبا إلى جنب مع بعضهم البعض بشكل بناء، وفي سلام".
وشددت على أنه كي يكون المرء "عنصرا فاعلا للبناء في الشرق الأوسط" لا بد أن يفهم ماذا يعني تاريخه وجغرافيته وتركيبته السكانية"؛ حيث إن جرعة صحية من التسامح، والأخذ والعطاء بين الطوائف والمجموعات يعد أمرا ضروريا ومهما، واستشهدت بحالة العراق كأمة يؤدي فيها فشل الحكومة في معالجة مظالم الأقلية السنية إلى تقسيم البلاد وجعلها عرضة للخطر".