رفض بلال عبد الفتاح جبر (24 عاما) فكرة ارجاء عقد قرانه المقرر يوم غد الجمعة في قاعات بدران، بسبب العدوان الاسرائيلي الاجرامي على قطاع غزة، لكنه قرر ان يتبرع بكافة الاموال التي تقدم له بهذه المناسبة "النقوط" تضامنا مع شعبنا في قطاع غزة، مؤكدا ان هذه الخطوة جاءت نتيجة قناعته بأن الاحتلال اراد من هذه الحرب الغاء الفرح لدى شعبنا.
"عين تدمع واخرى تبتسم" بهذه العبارة لخص جبر تضامنه مع شعبنا في غزة، مؤكدا ان تبرعه لصالح أهالي غزة ياتي في اطار حرصه وايمانه المطلق باهمية الحفاظ على الحياة وقال " نحن نريد ان نزرع الحياة لان الاحتلال يزرع الموت".
والتبرع بقيمة "النقوط" من قبل جبر قد لا يشكل اضافة نوعية لمجموع الاموال التي يحتاجها شعبنا خاصة في ظل التقديرات الاولية التي تشير الى ان حجم الخسائر المالية المباشرة وغير المباشرة بقطاع غزة وصلت الى 9 مليارات دولار، لكن بالنسبة له تمثل الشيء الكبير لا سيما انه اقترض من احد البنوك ما قيمته 12 ألف دولار لاقامة حفل زفافه، حيث يلتزم بدفع 720 شيقلا قسطا شهريا لسداد قرضه، اضافة الى اجرة شقة بقيمة 400 دولار شهريا.
ويعمل جبر موظفا في الكلية الامنية في اريحا ضمن طاقم اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي شجعه على هذه الخطوة بما لا يقل عن مباركة وتشجيع امه وابيه وعروسه.
وقال جبر الذي يعيش في مخيم الامعري لـ(الحياة الجديدة)،:" حصلت على دعم ومباركة ابي وامي وعروسي وجميع الاصدقاء على هذه الخطوة، رغم ادراكي بان قيمة المبلغ قد تكون متواضعة جدا امام حاجة شعبنا في قطاع غزة".
واضاف:" التكافل والتضامن الشعبي هو قيمة ثمينة وعلينا الحفاظ عليها وحمايتها من محاولات التمزيق وبث الفرقة بين ابناء الشعب الواحد"، مؤكدا "ان الغاء الافراح والاعراس تضامنا مع شعبنا في غزة غير واقعي بل علينا تحويل افراحنا الى مناسبات وطنية حقيقية في تكريس التضامن وافشال محاولات الاحتلال في مخططاته".
وتابع جبر الذي امضى 10 اشهر في سجون الاحتلال: "هناك الكثير من المواطنين في الضفة قرروا الغاء اعراسهم تضامنا مع غزة ويجب احترامهم على هذا الموقف، لكن علينا دائما ابتداع وسائل جديدة في مواجهة الاحتلال ومخططاته".
واشار الى ان قراره التبرع بـ"نقوطه" جاء رغم حاجته لكل قرش من اجل تسديد التزامات الفرح، موضحا ان كافة الاصدقاء والاقارب عبروا عن دعمه ومساندته في قراره.
ويخطط جبر لتحويل عرسه لمناسبة وطنية من خلال الاغاني الوطنية ورفع الاعلام الفلسطينية ورايات الحداد على ارواح الشهداء وقال:" على الاحتلال ان يعرف اننا على هذه الارض سنزرع الحياة".
واضطرت العديد من العائلات الى الغاء حجوزات افراح اولادها بسبب حالة التضامن الشعبية العارمة في الضفة الغربية مع شعبنا في قطاع غزة الذي تعرض لجرائم ابادة انسانية وتدمير واسع للمنازل والممتلكات، في حين ان بعض العائلات تعاملت مع الوصول الى وقف اطلاق النار والهدنة بانه قد يكون مناسبة لتجديد الحياة التي لم ينجح الاحتلال في وقفها بالنسبة لشعبنا.
وحسب ما أكده جبر فانه سيتوجه برفقة عروسه الى ضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات من اجل قراءة الفاتحة على روحه وتجديد العهد والقسم للسير على دربه ودرب الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل القضية والوطن وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.