الجنازات دائما هي لحظات حزن وألم على فراق الراحلين عن الحياة لكنها في غانا تتحول إلى لحظات فرح ورقص وتباهٍ بالنعوش المزينة والهياكل الغريبة التي يتم إنشاؤها تكريما وتقديرا للراحل وتعبيرا عن حب عائلته ومحيطه له.

وتثير ظاهرة النعوش المزينة والجنازات المبهجة استغراب كل من يكتشف طقوس وداع المتوفى في مناطق متعددة بغانا، حيث تختار بعض العوائل وداع فقيدها بطقوس تتخللها رقصات مبهجة ونعوش مزينة وأغان تتم كتابتها لتأبين الميت والتخفيف من حزن الأسرة ومساعدتها على تجاوز لحظات الفراق والرحيل.

وفيما يكتفي الكثير من الغانيين بإبقاء الميت مسجى في نعشه وتوديعه بالورود والكلمات، يتم في بعض المناطق بغانا إخراج الميت من نعشه وإجلاسه في مقعد رئيسي مخصص له وسط الحفل، ليحضر طقوس الجنازة ويسمع كلمات الرثاء والثناء التي تتلى في الحفل الجنائزي.

تابوت لكل مهنة

غالبًا ما يتم اختيار هياكل النعوش تبعا لطبيعة عمل ونشاط الراحل، فمن كان يعمل بحارا أو صيادا يتم صنع النعش على شكل مركب، ومن كان يعمل مدرسا يُصنع التابوت على شكل قلم.

وتتواجد في ورش النجارة بغانا نعوش مختلفة تناسب كل مهنة، تعرض جاهزة لكل راغب في الاحتفاء بفقيده ولم يسعفه الوقت لصنع نعش خاص بالراحل، في هذا الصدد يقول الباحث الغاني توماس ديسي "لكل صاحب مهنة تابوت خاص به، فهناك توابيت مصنوعة لإرضاء ذوق كل من يرغب في الاحتفاء بفقيده بهذه الطريقة ويمكن للأسر أن تصنع توابيت خاصة أو أن تكتفي بما يتواجد في السوق".

ويضيف، هذه التوابيت تمنح الجنازة طابعا خاصا، فبمجرد عرض النعش يعرف الجميع مهنة المتوفى وميدان تخصصه، فإن كان الشخص طيارًا سيكون التابوت على شكل طائرة، هذا يمنح الجنازة ميزة خاصة".

تكريم للميت

يؤكد الباحث أن هذا التقليد ليس متبعا في جميع مناطق غانا بل هو خاص بمناطق محددة خاصة بالغرب ممن يفضلون الاحتفاء بالمتوفى بطريقة احتفالية، ويشير إلى أن البعض يكتفي بتوابيت عادية تحمل رسومات تظهر العمل الذي قام به المتوفى في حياته.

ويقول إن الرقصات التي يؤديها حاملو النعوش تدخل في إطار الطقوس المبهجة التي تتخلل بعض الجنازات خاصة حين تفقد عائلة شابا في مقتبل العمر فيكون هذا كتعبير منها على حبها وألمها في وداعه الأخير.