بقلم: محمد سعيــد

دبابةٌ قصفت طفلاً حاول العبور

عكس الموت

شأنُ الدبابة

شأنُ البارجة والطائرة

التي تقصف مع مدفع الافطار

العائلات التي تخشى الغولة

صدر بيان تم توزيعه

على الارصفة والبيادر

إنهم سيقتلونَ

في أيّ لحظة

كلّ من يتحرك طوال عمره

ماذا سيفعلُ الأهل

بما لا نهاية له

إنه لأمرٌ مهول

أن تبقى مساربُ الدم

مسدودة بالمتاريس

والمناظر المفجعة

ينادونك الآن

يا محمد

ويوزعون حزنك في الكهوف

وينثرون روحك

في البيوت

ويجلسون تحت نجمة داود

ليستريحوا بعض الوقت

تقولُ كفى

سقط ثلاثة

سقط خمسة

الفٌ سقطوا مثل الهواء

بلا ضجة

تقولُ رأسي لا يحملُ

العبارات المخدرة

تقولُ سبق وأن رأينا الموتَ بأعيننا

سبق وأن رأيناه في الجسد

سبق وأن بنينا له مصيدة

خلف الباب

تقولُ:

تعالوا نحتسي رائحة الفجر

تعالوا نركض بين الألغام

كغزلان مذعورة

من الجثث والهراوات

تقولُ:

تعالوا نلهو

على سرير الموتِ بالقنابل

تقولُ:

لديك قلبٌ خاص

سريع الاشتعال

تقولُ:

ماذا يفعلُ القتيل بالقوانين

ماذا تفعل الارواح التي طارت فجأة

بالإدانات على البريد الالكتروني

تقولُ:

أين غدت البيوت

التي كانت هنا

ولم يبق منها حجرٌ في شارع

يحدّثونك عن اللّص

وتكسير الموائد المصنوعة

من لحم الضحيّة

ثمة هتلر يقتل الناس بالغاز

وهتلر آخر في بلاد العم سام

فما نفع البلاهة في الأمم المتحدة

لو رأيتَ وجهك ينزف في المرآة

ووجوهاً كثيرة لا تعرفها

لقلت ما معنى الوجع

الطويل آلاف الأمتار

إذا لم يسأموا من حياتنا

ويتركوا دمنا

يأخذ مجراه

بدون تدخل أحد

قد يكون الأمر كذلك

ولكن أزيز الزلزال في ضواحي غزة

لا يطاق

لا بد من احراق اليأس

في كومة قش

وإقفال فم الاحلام

في الليل حتى لا ينزعج

النائمون في المقابر.