اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني خطوة مهمة وضرورة ملحة في الوقت الراهن نتيجة التطورات والتغيرات التي تعصف بالساحة السياسية خاصة بعد أن اقتربنا من نهاية نيسان ونحن على اعتاب ايام قليلة وقليلة جداً من الموعد النهائي للمفاوضات التي افشلها اليمين المتطرف في اسرائيل والمهيمن بافكار الاستيطان والتهويد على مصدر صنع القرار في حكومة الاحتلال, الأمر الذي جعل الكثير يحلل ويدقق ويفسر ويوضح الخطوة التالية لما بعد نهاية الموعد الأخير للمفاوضات وللخطوات الفلسطينية التي سوف تكون بعد ان اتخذت اولى هذه الخطوات بالتوقيع على الانضمام لعدد من المواثيق والمؤسسات الدولية, حيث راح البعض الى الرهان على فكرة تمديد هذه المفاوضات, واجتهد البعض في الحلول والمقترحات الضعيفة كما يروج في الآونة الأخيرة, وراح بعضٌ آخر الى أبعد من ذلك بينما الحقيقة هي أن المجلس المركزي هو سيد القرار حين يعقد وهو جهة الاختصاص التي وضع الرئيس ابو مازن هذا الملف وملفات أخرى امامه ليفصل فيها ويقرر باعتباره المرجعية صاحبة الاختصاص بعد أن يدرس الافكار التي قدمت سواء من اطراف عربية أو أوروبية أو تلك الأفكار التي قدمها الجانب الاميركي باعتباره الراعي لهذه المفاوضات كما وسيحدد المجلس المركزي الخطوات القادمة التي سوف تضع المعالم الاساسية للمرحلة الصعبة والدقيقة الحالية والمستقبلية وهنا فان المجلس المركزي امام دورة ليست عادية فهمي محملة بالأعباء ومثقلة بالملفات الكبيرة التي تنتظر منه القرار المناسب والذي بناء عليه ستحدد طبيعة وشكل المرحلة القادمة, وهذه الملفات لن تقتصر على ملف المفاوضات فحسب بل ان هناك ملفات اخرى عديدة نرجو ان يحسم فيها القرار وأن يتخذ دون تردد وعلى رأسها ملف المصالحة وانهاء حالة الانقسام وعودة الوحدة لجناحي الوطن بالاضافة الى القضية المهمة وهي قضية الانسان الفلسطيني في مخيم اليرموك وما تعرض له ولا يزال يتعرض من جوع كافر وقتل وتدمير وصل حد الخراب الكبير.
هناك الكثير الكثير من التأويلات وهناك ايضا الكثير من الاجتهادات التي تصيب احياناً وتخطيء في أحيان أخرى, لهذا لا أحد يستطيع أن يجزم طبيعة تلك القرارات التي سوف تصدر في ختام اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني ولهذا لن أخوض بها حتى لا أقع في الخطأ وسأنتظر مثلكم ونحن نترقب ما قد يتخذه المجلس المركزي من قرارات ستحدد سمة المرحلة القادمة وتضع معالمها وتفصل في كل التكهنات الحاضرة والتي تسبق انعقاده في دورته التي يجري الاستعداد لها والمنوي عقدها بعد ايام قليلة تسبق الموعد النهائي المحدد للمفاوضات.