تحقيق: أمل خليفة- رام الله

خاص/ مجلة القدس، معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال مستمرة وان اختلفت أشكالها، ابتداء بطرق الاعتقال والتحقيق والحرمان من ابسط حقوق الإنسان، مرورا بالاهانة النفسية والجسدية، وصولا إلى الأحكام الجائرة التي تتنافى مع أي قانون دولي. فالحكم بالاعتقال الإداري التي تمارسه سلطات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، هو أيضا مصدر معاناة لا تنتهي بالنسبة للأسير ولعائلته. وهو يعني "الاعتقال الذي يصدر من جهة ما تجاه شخص ما دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام، بحيث يكون الاعتقال بناء على ملفات سرية استخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد متهم ما". وهو ما مارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد المناضلين الفلسطينيين الذين لم يثبت ضدهم "مخالفات معينة". ويقبع داخل سجون الاحتلال أكثر من 309 أسرى فلسطينيين يقضون الأحكام الإدارية، منهم ثماني نساء واربعة وعشرون طفلا.

 

هناء الشلبي هي من بين العديد من الأسرى الذين خاضوا ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد الاعتقال الإداري، هي وسيلة وجد الأسير والأسيرة نفسيهما مضطرين لها أمام ظلم الاحتلال. هناء من عائلة تتكون من أربعة إخوة احدهم سقط شهيدا بنيران الاحتلال وخمس أخوات هي سادستهن. اعتقلت الشلبي لمدة عامين ونصف قبل الافراج عنها ضمن ما يسمى بصفقة شاليط، حيث أعيد اعتقالها وبعد أربعة شهور مرة ثانية. الحاج يحيى الشلبي والد الأسيرة هناء يقول "اعتقلوا ابنتي من المنزل بعد اقتحامه ليلا، ومنذ لحظة اعتقالها قررت هناء الإضراب عن الطعام بسبب الاعتقال المجحف بحقها دون سبب يذكر، كونها أسيرة محررة ومنذ خروجها وهي تحاول لملمة حياتها من جديد بعد غياب". ويضيف والد الأسيرة  واصفا وضعها الصحي والقانوني "منذ 35 يوما لم يدخل أمعاء ابنتي سوى الماء والملح، ووضعها الصحي سيئ جدا وبتدهور مستمر ونقلت إلى مستشفى الرملة بسبب تدهور وضعها، فهي لا تستطيع الخروج من فراشها في غرفة العزل ولا الوقوف على قدميها إلا أنها مصممة على الاستمرار حتى لو كلفها ذلك حياتها".

أما عن وضع هناء القانوني يؤكد الوالد انه لم يتم توجيه اي تهم مباشرة لهناء بل يستمرون بالتشدق بأنها خطيرة على امن "إسرائيل" حسب قولهم.

 

الموت ولا المذلّة

الحاجة بديعة احمد والدة الأسيرة هناء المضربة عن الطعام كان لها رأي بإضراب ابنتها قائلة "الكلام لا يعبر أمام معاناة ابنتي والتي لم أرها او اكلمها منذ إعادة اعتقالها وإضرابها عن الطعام، وانأ  أشجعها على موقفها هذا فالموت ولا المذلة، نعم الموت مرفوعة الرأس اشرف لنا من ظلم الاحتلال ومذلته لنا. وأنا أقف تضامنا مع ابنتي وامتنع عن الأكل او الطبخ حتى الإفراج عنها وتراجع سلطات الاحتلال عن اعتقالها غير المبرر، وأهالي البلدة كلهم يقفون معنا ويتضامنون مع هناء في محنتها وموقفها ضد الاحتلال".

هي من قرية برقين الواقعة شمال الضفة الغربية بالقرب من محافظة جنين، تبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، طالبة في معهد التمريض  حكمت عليها المحكمة بالسجن الاداري لمدة ستة شهور قابلة للتجديد. هناء ليست الاسيرة الوحيدة التي خاضت هذه المعركة وانما وقبل فترة وجيزة عاش نفس الظروف الاسير خضر عدنان موسى، هو من بلدة عرابة احدى قرى جنين، وبعد اعتقاله باسبوع اعلن الاسير خضر اضرابه عن الطعام وخاض معركة الامعاء الخاوية لمدة ستة وستين يوما كاملة، احتجاجا على اعتقاله الاداري وما تعرض له من اهانات خلال فترة التحقيق. الحاجة ام خضر تحدثت عن اوضاع ولدها الذي خرج من المستشفى الواقع في الرملة، وقد زارته المحامية من نادي الاسير وأكدت انه تم اجراء عملية جراحية له بسبب مشاكل في امعائه وبسبب قلة الطعام، حيث نقل مرة اخرى الى السجن لإكمال مدة محكوميته، إذ انه انهى اضرابه عن الطعام بعد تعهد سلطات الاحتلال بعدم تجديد مدة اعتقاله مرة اخرى والاكتفاء بالمدة الاساسية لسجنه.

معركة الامعاء الخاوية، معركة يخوضها الاسرى لرفع المعاناة عنهم ، وخوض المعارك جنبا الى جنب وليس فرادى، فعندما يضرب الاسير منفردا يتم نقله الى زنزانة العزل لابعاده عن رفاقه وزملائه الاسرى وبدون اي شيء من لوازم الحياة سوى سرير ومكان يقضي فيه حاجته، في حين عندما تكون المعارك جماعية يبقى الاسرى داخل غرفهم مع بعض التضييق على تسهيلاتهم الممنوحة من قبل سلطات الاحتلال.

 

معاناة الزيارة

عطاف محمد عبد الوهاب سواعدة امينة سر لجنة اهالي الاسرى في محافظة رام الله والبيرة وزوجة الاسير اللواء سمور، تصف لنا معاناة الزيارة الى السجون قائلة "يعاني اهالي الاسرى منذ لحظة قطع تذكرة الزيارة من الصليب الاحمر وحتى عودتهم من الزيارة، بداية بسبب كثرة عدد الاهالي الذاهبين للزيارة وهذا نتيجة لعدد الأسرى المعتقلين لدى سجون الاحتلال، وتبدأ معاناة يوم الزيارة من الساعة الخامسة فجرا حيث نتوجه إلى الباصات التي تنقلنا إلى معبر بيت سيرا ، حيث يبدأ الإذلال من خلال التفتيش غير المنطقي من قبل مجندات الاحتلال والتي تصل في بعض الأوقات إلى تعرية النساء، رغم مرورهن تحت آلة التفتيش الالكتروني". وتتابع "بعد ازمة التفتيش يتوجه الأهالي إلى الباصات التي تنقلنا إلى السجون، وفور وصولنا تبدأ حملة تفتيش أخرى هي أصعب من الحملة الأولى على المعبر، هذا ناهيك عن التعجيز والاهانات التي نتعرض لها". وأخيرا "يأتي موعد الزيارة لنلتقي بالأحباء خلف القضبان، ليبدأ الكلام عبر تلفون ويفصل بيننا وبينهم الزجاج المقوى، وتمر الخمس وأربعون دقيقة كاللحظات، لا نستطيع لمسهم او حضنهم او حتى السلام عليهم باليد، وينقطع الكلام عندما يقطع الخط ونبدأ الكلام بالإشارة والدموع في أعيننا جميعا، فكيف لا ونحن نرى أبناءنا وأزواجنا وإخوتنا خلف القضبان مكبلي الأيدي والأرجل بلباسهم البني الخاص بالمعتقلين الأمنيين حسب التسمية الإسرائيلية".

 

الاسرى الاطفال

ما زال في الأسر العديد من الأطفال القصّر والذين لا يمكن إحصاؤهم، فالإسرائيليون يعتقلون الأطفال كل يوم وحجتهم الأولى والأخيرة هي ضرب الحجارة على جيبات الجيش، حجر ربما لا يصيب الجيب الإسرائيلي، ولكنهم بذلك لا يعاقبون الأطفال فقط وانما يعاقبون أسرهم أيضا. وتقول عطاف بهذا الصدد "عندما يقتحمون المنازل ليلا لاعتقال الأطفال يعيثون فسادا، ناهيك عن الترهيب الذي يقومون به بسبب الكلاب المدربة التي ترافقهم في كل حملة اعتقال. وهناك العديد من الأطفال لصغر سنهم واقتحام الغرف عليهم وهم نيام يفقدون السيطرة على انفسهم، ورغم ذلك يقومون باعتقالهم ويضعون في أيدهم الأصفاد ويسحلونهم أمام أعين أمهاتهم وأهلهم  وإخوانهم الصغار أيضا. ومن ثم يحكمونهم إداريا ودون ملفات أمنية ودون لوائح اتهام، بل فقط لإذلالنا ووضعنا تحت الأنظار من قبل الشاباك والمخابرات الإسرائيلية".

وتضيف "للخروج من هذه الأزمة على الأسرى داخل السجون الوقوف وقفة رجل واحد، ليضعوا أيديهم بأيدي بعض وليقفوا إمام السجان بإضراب مفتوح عن الطعام، كما حصل عام 2004 عندما اضرب الجميع لمدة 19 يوما، كل أسير وأسيرة وكل طفل وشيخ اضرب  ووقفوا معا في معركة الأمعاء الخاوية. ونعم حققوا العديد من الانجازات داخل السجون وحصلوا على العديد من التسهيلات، فالإضراب الجماعي ينهك الإسرائيلي ويضعه أمام مسؤولية دولية على حياة هؤلاء الأسرى، فيضطروا إلى الرضوخ أخيرا لمطالب الأسرى"، مشيرة إلى أن هذا ما يجب ان يحصل، وعلى نادي الأسير ووزارة الأسرى التضامن المستمر مع الأسرى في تنظيم المسيرات والوقفات التضامنية وليس فقط عندما يكون هناك حدث ما كإضراب احد الأسرى أو في يوم الأسير اي 17 نيسان، بل يجب ان يكون التضامن مستمرا وليس مربوطا بحدث".

وتلفت إلى ان هناك العديد من الأسرى المرضى وهناك العديد من الأسرى يعيشون اوضاعا في السجن الانفرادي سيئة للغاية، وهناك التعذيب الذي يتعرض له الأسرى خلال فترة التحقيق من منع للنوم والحرمان من قضاء الحاجة وغيرها العديد العديد من المعاناة التي تتطلب الوقفة المستمرة من قبل نادي الأسير ووزارة الأسرى. وتتساءل "هناك داخل السجون الف هناء شلبي والف خضر عدنان، هل يجب ان ننتظر حتى يصلوا إلى مرحلة الهلاك؟ إن وحدة الأسرى ووحدة قرارهم هي الأساس ونحن جميعا مهما فعلنا سنبقى مقصرين تجاههم".

 

الاعتقال الاداري

يوضح مدير عام نادي الأسير الفلسطيني  عبد العال عناني أن الاعتقال الإداري "يعتبر من أسوأ أنواع الاعتقال، فهو اعتقال تعسفي سافر ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ سنين الاحتلال طال الآلاف من أبناء شعبنا. وأقر هذا الاعتقال بداية الانتداب البريطاني ضمن قانون الطوارئ، واخذ الاحتلال الإسرائيلي هذا الشكل من أشكال الاعتقال حتى أيامنا هذه رغم المحاذير الدولية. والاعتقال الإداري بحد ذاته اعتقال احترازي، لا يستند لأي أساس قانوني، ولا يوجد لائحة اتهام ضد المعتقل، أي أن محامي الدفاع لا يمتلك اي معلومة من شأنها ان تساعد في الدفاع أمام المحكمة العسكرية أو أمام القضاة او أمام النيابة، كل ما هنالك الاستناد إلى ملف سري والاعتماد على معلومات استخبارية تقوم أجهزة الأمن الإسرائيلي بجمعها عبر مصادرها المختلفة". وبالتالي العنوان العريض بالتهمة الموجهة لأي معتقل إداري فلسطيني انه يشكل خطرا على امن "إسرائيل"، وهذه التهمة العريضة، بحسب عناني لا يمكن ان تفصح النيابة في المحكمة عن تفاصيلها، وبالتالي نحن نعتبر المحاكم الإدارية عبارة عن محاكم مسرحية ومحاكم صورية ودون تكافؤ، اي عندما يتوجه المحامي الى المحكمة للدفاع عن اي معتقل يجب ان يكون المحامي مطلعا على ملف قضية الأسير وإلا فإنه لن يستطيع الدفاع عنه او معرفة التهم الموجهة اليه".

 وفي الاعتقال الإداري لن يستطيع المحامي بناء على المعطيات سابقة الذكر، لا الدفاع عن المعتقل ولا حتى التخفيف من فترة الحكم، وبالاستناد الى التجارب السابقة هناك اسرى امضوا عدة سنوات من الحكم الإداري بحيث يتجدد الأمر الإداري فور انتهاء السابق اي يجدد تلقائيا لتصل فترة البقاء في الحكم الإداري لأكثر من ثمان سنوات ومنهم الشيخ صالح العاروري، وأقدم أسير إداري اليوم في السجون هو احمد نبهان صقر من مخيم عسكر والذي أمضى قرابة الأربعين شهرا على التوالي، بحيث يصدر الأمر الإداري لمدة ست شهور ويثبت من المحكمة ويقدم له استئناف ويذهب إلى محكمة الاستئناف ويرفض. هكذا تمر الستة شهور ويصدر الأمر الإداري الجديد وهكذا دواليك.

وعن فاعلية الإضراب عن الطعام وخوض معركة الأمعاء الخاوية يقول العناني "لا يمكن للاحتلال ان يستجدي للتجاوب مع الرغبة الوطنية بقضية إغلاق ملف الاعتقال الإداري، بالتالي "إسرائيل" لا تطبق قانون ولا تنظر بعين الاعتبار الى القانون الدولي ولا تطبق اتفاقيات جنيف بحق الأسرى". وعلى ضوء ذلك، يرى أنه "يجب وفورا مقاطعة المحاكم الإدارية بكافة أشكالها تثبيتاً او استئنافاً او حتى ما يسمى بالعدل العليا الإسرائيلية، نحن نراهن بأنه عندما تكون الخطوة جماعية من قبل كافة الأسرى الإداريين، يكون لها جدوى وتأثير مباشر على العدو الإسرائيلي، خاصة بعد تجربة الأسير خضر عدنان الذي خاض معركة الأمعاء الخاوية ضد الاعتقال الإداري لمدة 66 يوما على التوالي. فحرك هذا الملف داخل السجون في اوساط المعتقلين الاداريين وفي الشارع الفلسطيني ومؤسسات حقوق الانسان اطلعت وعن كثب على ماهية هذا الاعتقال السافر بحق ابنائنا". ويستطرد "على نفس الدرب تخوض الاخت هناء الشلبي نفس المعركة لتحقيق نفس الهدف، آن الاوان واكثر من اي وقت مضى تجاوز رفع الشعارات وتجسيد القناعات على ارض الواقع بالممارسة العملية من خلال عدم الاعتراف لا بشرعية القاضي ولا بشرعية المحاكم الادارية".

 

"الكرامة أغلى من حياتي"

يتعرض الاسرى المضربون عن الطعام لمخاطر عديدة يمكن في الكثير من الاحيان ان تودي بحياتهم بحسب العناني، إذ ثبت من خلال المعاينات الطبية وبتقارير طبية انه من يضرب عن الطعام لأكثر من ثلاثين يوما على التوالي تصبح حياته مهددة بالخطر، بسبب حالة التعفن التي يمكن ان تحصل للامعاء وتأثر الجهاز الهضمي والنقصان الحاد بالوزن وعدم حصول الجسم على الغذاء بشكل طبيعي، خاصة ان المضربين يمتنعون عن تناول المغذيات عن طريق الوريد، واذا كان الاسير مريضا اصلا ويمتنع عن اخذ الادوية فإن الامر يسوء اكثر.

فالمضرب عن الطعام يكون تحت رحمة الله معرضا بأية لحظة للانتكاسة، فيشعر الانسان المضرب بالدوخة والدوار، ولا يقوى على المشي ولا يستطيع النهوض من الفراش والشعور بصداع دائم ومستمر مع ارتفاع درجة حرارته وهبوط حاد في ضغط الدم.

 

الحركة التضامنية

لم ولن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام معاناة أبنائه وبناته وأطفاله وشيوخه داخل سجون الاحتلال، ففي غزة هاشم وفي القدس وفي رام الله والخليل، في كل قرية ومدينة خرج الشعب الفلسطيني مساندا ومتضامنا مع كل عنوان وطني. وهذا ما يؤكده العناني بقوله "هناك أكثر من جبهة مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني المشبع بالهموم بسبب هذا الاحتلال الظالم، فبالإضافة إلى جدار الفصل العنصري وتعديات المستوطنين وتهويد القدس، وشعبنا الفلسطيني يناضل على كافة الجبهات دفاعا عن المقدسات وعن الأرض وأيضا عن حرية أسرانا البواسل". وتتركز هذه الوقفات برأيه عندما تكون هناك وقفات كوقفة هناء الشلبي المضربة لليوم 35 على التوالي عن الطعام ليهب الشعب الفلسطيني لنصرة الحق، خاصة لمن يتقدم الصفوف في التضحية والوفاء من اسرانا واسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال.  والحركة الشعبية في تنام وتصاعد، فالحراك الشبابي من كل الفصائل والنقابات والاتحادات شاركت في معركة الدفاع عن حرية الاسيرة هناء وتضامنا معها ومناصرة لها في هذه المعركة، شعبنا يبذل قصارى جهده تجاه الوقوف مع قضايانا الشرعية والوطنية في القرى والمخيمات والمدن وفي غزة ايضا هناك تحركات شعبية وتناغم ما بين الجهد الرسمي والشعبي تجاه الضغط على حكومة الاحتلال من اجل وضع حد لاستمرار اضراب الاسيرة لانه فعلا يشكل خطرا على حياتها من جهة ومن اجل وقف سياسة الاعتقال الاداري على طريق اغلاق هذا الملف الذي يعاني منه الاسرى.

ويبقى القول ان قدرنا كشعب فلسطيني مقاومة أعتى وأشرس احتلال على وجه الارض عندما يخرج علينا الاسرى في سجون الاحتلال موحدين على قلب رجل واحد وبعيدا عن انتماءاتهم السياسية، ويخرجون ببرنامج نضالي موحد ويخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام، لتحصيل الحقوق الانسانية التي كفلتها كافة الشرائع. الا ان حكومة الاحتلال تنقض بين الفترة والاخرى على مكتسباتهم التي حققت بالدم  وبالمعاناة، وقتها سوف يهب شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة ومن الداخل الفلسطيني ومن الخارج لنصرة هؤلاء خلف السجون. ولن يقف شعبنا الفلسطيني مكتوف الايدي ولن يرفع الراية البيضاء بوجه الاحتلال خاصة عندما يعتقد الاحتلال ان الاسرى هم فريسة سهلة وينقضون عليهم ليل نهار، ولن يترك شعبنا الفلسطيني أسراه وحيدين في خندق المواجهة لهذا الاحتلال. فهم الوقود المحرك وهم على التماس المباشر مع الاحتلال وعندما يقدمون على خوض معركة نضالية مع ادارة ما يسمى بمصلحة السجون العامة في اسرائيل يكونون واثقين بالامتداد الطبيعي للشعب الفلسطيني من  خلال مؤسساتهم وذويهم وعائلاتهم وقيادتهم ووسائل الاعلام. وباختصار المعركة يجب ان تمشي بالتوازي بين معارك الاسرى ووقوف الشعب ومساندته لهم.