لقي خمسة مواطنين مصرعهم وأصيب 16 آخرون بجروح، ثلاثة اصابتهم بالغة في انهيار مبنى في البلدة القديمة من عكا بعد انفجار انبوبتي غاز في مدخل المبنى. ووقع الانفجار عند الساعة الثانية من فجر أمس وادى الى انهيار المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق وتقطنه عائلات فلسطينية.
وأعلن في مدينة عكا الحداد تضامنا مع العائلات المنكوبة، كما أعلن عن إضراب شامل في المدارس والمحال التجارية.
والضحايا هم: محمد بدر (43 عاما)، وزوجته حنان (38 عاما)، ورائق سرحان (55 عاما) وزوجته نجاح (51) وابنهم نصر الدين (8 سنوات)، فيما أصيبت ابنتهم ابنة السنوات العشر بجراح طفيفة وبقيت يتيمة الأبوين. ووصفت جراح أحد المصابين بالخطرة.
وقال محمد سعدي (25 عاما)، الذي أصيب بجراح طفيفة إثر إنهيار المبنى: "لم استطع التنفس وشعرت بالاختناق. رقدت على الأرض لمدة ساعة تقريبا، حتى حضر ابن عمي ونجح في تخليصي من المكان".
وقال رجل الإطفاء سامر بطاح، إن السكان المحليين هم الذين قاموا بعمليات الإخلاء الأولية. وأضاف ان طواقم الإطفائية وصلت إلى المبنى واستعانت بمتطوعين عرب في عمليات الإنقاذ. وتابع "الأهالي وجهونا إلى مكان وجود العالقين، وقمنا بإخراج عائلة وامرأة مسنة من الطابق الثالث".
وقال شقيق أحد القتلى إنه "على يقين أن الحادث مدبر وجنائي، حيث تلقى شقيقه تهديدات مؤخرا". وأضاف خالد بدر، شقيق المرحوم محمد بدر الذي قتل مع زوجته حنان: "أنا على يقين أن عبوة ناسفة هي التي أدت إلى انفجار المبنى".
أما مدير مستشفى "بوريا" بنهاريا، الدكتور مسعد برهوم، فقال ان الطواقم الطبية في المشفى استعدت لاستقبال العديد من الجرحى، إلا أن طواقم الإنقاذ أخلت المصابين، حيث وصل سبعة جرحى إلى المستشفى بينهم حالة خطيرة والبقية بين المتوسطة والطفيفة.
وفي أعقاب الحادث المأساوي دعا عضو الكنيست د.جمال زحالقة إلى إعلان الحداد العام للجماهير العربية في الداخل، وطالب رئيس لجنة المتابعة العليا محمد زيدان بإجراء المشاورات اللازمة لذلك. وحمل زحالقة السلطات الرسمية، محليا وقطريا، مسؤولية الحادث نتيجة الإهمال ومنع الترميمات، وطالب السلطات بترميم المباني المجاورة التي تصدعت نتيجة الانهيار بشكل فوري لمنع كارثة اضافية.
وكتب زحالقة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: "مأساة كبيرة في عكا التي نحب.. هي جريمة وخلفها مجرمون نعرف بعضهم ونجهل بعضهم، الذين نعرفهم بالتأكيد هم السلطة محليا وقطريا.. الدول تقوم بترميم وتقوية المباني في البلدات القديمة، لكن في عكا السلطة لا تقوم بواجبها بترميم البيوت لصالح سكانها, لا بل تمنعهم من تقوية بيوتهم". وأضاف: "لو كانت البناية أقوى لكانت المأساة أهون، عكا في القلب، وتحية لشبابها الذين هبوا للنجدة وعرضوا حياتهم للخطر في سبيل إنقاذ حياة من وقعوا تحت الردم. نحن في حداد، وعلى المتابعة ان تعلن الحداد العام".
وقال أحد المصابين انه سمع ثلاثة انفجارات على الأقل. وأضاف "كنت في الحمام في الطابق الثاني، وسمعت انفجارا واحدا بعد بضع ثوان دوى انفجار ثان تبعه انفجار ثالث ثم سقطت الجدران والسقف علي".
وتقوم الشرطة الاسرائيلية بالتحقيق في ملابسات الانفجار وسط شكوك بوجود دوافع جنائية خلف عملية التفجير، حيث أشار موقع صحيفة "معاريف" الى ان الشرطة ترجح القاء قنبلة يدوية على خط الغاز في العمارة السكنية ما تسبب في الانفجار، على خلفية جنائية ناجمة عن مشكلة بين العائلات مرتبطة بالبرج الهوائي الخلوي على العمارة السكنية.