نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين في منطقة صور، وآل عوض، حفلًا تأبينًا بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد العميد غسان مفلح عوض "أبو رامي"، اليوم ٢٨-٣-٢٠٢٤ في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيم الرشيدية.

تقدم الحضور أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان حسين فياض على رأس وفد من قيادة الإقليم، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، وقيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني، والهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، وقيادة وكوادر الحركة التنظيمية والعسكرية، وأمناء سر المناطق والشعب التنظيمية، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطيني، وعدد من رجال الدين الأفاضل،  واتحاد نقابات عمال فلسطين وجمعية التواصل اللبناني الفلسطيني والمكاتب الحركية واللجان الشعبية، والشخصيات السياسية والاعتبارية، وحشد من أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية.

بدايًة رحب عريف الحفل المسؤول الإعلامي لحركة فتح في منطقة صور الحاج محمد بقاعي بالحضور الكريم، ومن ثم تلاوة سورة المباركة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين ولبنان وعلى روح الشهيد العميد "أبو رامي"، وتحدث عن مأثر الشهيد وتاريخه النضالي الحافل في الثورة الفلسطينية وحركة فتح في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات حياته، وعن دوره البارز في حماية أمن أهلنا واستقرار مخيم الرشيدية.

ومن ثم آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها القارئ محمد قاسم.

بعد ذلك كانت موعظة دينية حسنة لفضيلة الشيخ معين المهداوي تحدث فيها عن الموت ورحيل الأحبة وعن فضائل الشهداء في الإسلام وإنهم يشفعون لأهلهم ولهم مكانه في الجنة، وهم أحياءً عند ربهم يرزقون.

ومن ثم كلمة حركة "فتح" القاها أمين سر حركة فتح وفصائل م.ت.ف اللواء توفيق عبدالله: رحب في بدايتها بالحضور الكريم كل بإسمه وصفته وما يمثل، وتوجه بتحية إجلال وإكبار واعتزاز لشهداء شعبنا الفلسطيني في الوطن الحبيب الذين يرون أرضنا بدمائهم الطاهرة ويسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء.

وأضاف، سلامًا على هذه لدماء أطفالنا ونساءنا وشبابنا وشيوخنا في غزة هاشم والضفة الأبية والقدس الشريف الذين يدفعون ثمن الدفاع عن كرامة الأمة ويغسلون عار الملايين المتخاذلة التي تركت الشعب الفلسطيني وحده بين أنياب جرافات وتحت جنازير الدبابات الإسرائيلية.

ونوه إلى ان هذا المشهد اليوم يتكرر، أفلم يتركوننا في حصار بيروت تحت قصف أطنان الصواريخ والقنابل الإسرائيلية، أولم يتركوا قائدنا ورمزنا أبا عمار محاصرًا في المقاطعة برام الله حتى اغتاله العدو الصهيوني وهم يتفرجون، لكن نعدهم إرادة شعبنا لن تلين حتى النصر والتحرير والعودة. 

وقال، سلامًا لروح أبا رامي السابحة في سماء المخيم، والتي أبت أن ترحل إلا في شهر الرحمة والمغفرة، نعم إنها رحمة من  رب العالمين لمن كان يسعى ليبلسم جراح أهله فأكرمه الله تعالى بأن أختاره في شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة.

وأكد، أن أبو رامي كان الإنسان الوفي الأخ الصادق والسند للجميع، عشق فلسطين وترعرع على حبها فالتحق بالثورة الفلسطينية وحركة فتح، وكان علمًا من أعلامها وصاحب بصمة نضالية منذ البدايات في التنظيم والعسكر ناضل في صفوفها حتى الرمق الأخير، نتذكرك أبا رامي، في الخلايا الأولى لحركة فتح عندما كنت تعمل بصمت وحذر في أصعب الظروف بروح الفدائي وصلابة وعزيمة الثائر، ففي أزقة الرشيدية ورمال شواطئها وأرض الجنوب لك ذكرى وبصمة لن تمحى من الذاكرة الثورية والوطنية الفلسطينية. 

وقال ان أبا رامي، كان الرجل العنيد الصلب بسجون الاحتلال في عتليت وأنصار، وتحمل مرارة الأسر وقهر السجان فكان الفدائي الثائر والمناضل الذي لا ينكسر بل ازداد صلابة وإرادة، وخرج من الأسر وقام بعنفوان وعزيمة الفتحاوي مع ثله من إخوانه بإعادة بناء خلايا التنظيم بصمت المناضل وسرية الفدائي الذي يعمل بعيدا عن الأضواء والشهرة، وكان المقدام والسباق بين إخوانه لتنفيذ أصعب المهمات وأعقدها، وتعرض لظلم الأعراب وسجنهم من أجل القضية الفلسطينية، وذقت مرارة السجن الكبير في المخيم نتيجة لإلتزامك بالمهمات الوطنية والأمنية الصعبة التي كلفتك بها حركتك فتح.

أبا رامي، نفتقد اليوم الاخ العطوف والحنون والطيب فكل بيت في مخيم الرشيدية يعرفك، فتجده في أفراحهم وأحزانهم واقفًا إلى جانبهم يتابع قضاياهم ومشاكلهم، ساعيًا لحلها، إنه الموت يا رفيق الدرب الحق الذي لا مفر منه فكلنا سنرجع إلى الله جل جلاله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون".