كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات حول الخلافات الظاهرة بين الإدارة الأميركية وبين رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

* لتوضيح الأمر أقول

هناك فرق بين دعم الولايات المتحدة الأميركية المطلق لوجود دولة الكيان والمحافظة على تفوقها عسكريًا في المنطقة، وبين الخلاف مع نتنياهو، فلا تأثير على هذا الخلاف على ذلك الدعم.
ومع جنون العظمة الذي نمى عند نتنياهو لوجوده بالحكم فتره طويلة، اعتقد أنه يستطيع نقل دولة الاحتلال من دولة وظيفية في الشرق الأوسط إلى دولة شريكة في السيطرة على الشرق الأوسط، وهذا ما لا يمكن لأميركا الموافقة عليه.
وخلال العدوان الأخير مزج بين مصالحه الشخصية السياسية وبين أهداف هذا العدوان، وعمد إلى إطالة هذا العدوان بما أصبح يشكل تهديد للمصالح الأميركية في المنطقة.

بنظر أميركا فإن نتنياهو يعمل على خسارة دولة الاحتلال "أغلى ما تملكه"، وهو القبول الدولي، باستمرار العدوان على قطاع غزة وهذا يشكل خطر وجودي على الكيان.
في حين أن أميركا تريد احتواء الصراع في الشرق الأوسط ومنع تحوله إلى حرب إقليمية، يعمل نتنياهو جاهداً لتوسيع رقعة الصراع واستمراره سيؤدي إلى انشغال أميركا عن مناطق ودول وصراعات أهم من الصراع في الشرق الأوسط الذي يبعد تركيزها عن أزماتها القومية الاستراتيجية مع كل من الصين وروسيا.

لكل ذلك وغيره، أصبح نتنياهو يشكل خطر على الاستراتيجية الأميركية وعلى الدعم الدولي لدولة الاحتلال، وهذا ما يشكل الخلاف بين إدارة بايدن ونتنياهو، وبات التخلص منه يشكل مصلحة أميركية إسرائيلية.