بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 28- 2- 2024

*رئاسة
سيادة الرئيس يستقبل وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني

استقبل سيادة الرئيس محمود عباس، مساء يوم الثلاثاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني تسوجي كيوتو.
وأطلع سيادته، الوزير الضيف على آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، والجهود المبذولة لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء شعبنا فورا، مشددا على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى داخل القطاع وزيادتها، لتتمكن مراكز الإيواء والمستشفيات من القيام بدورها في تقديم ما يلزم للتخفيف من معاناة المواطنين، خاصة في الظروف الجوية الصعبة الحالية.
وجدد سيادته، رفض دولة فلسطين القاطع لتهجير أي مواطن فلسطيني سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية أو اقتطاع أي شبر من أرضه، أو إعادة احتلاله.
وأكد الرئيس عباس وجوب وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارساتها واعتداءاتها المستمرة تجاه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وجرائم المستوطنين الإرهابيين، ووقف حجز أموال "المقاصة" الفلسطينية.
وأشاد سيادته بمواقف اليابان الداعمة لوقف إطلاق النار واحترام قواعد القانون الدولي، كما قدم سيادته الشكر لليابان على مواصلة دعمها الحل السياسي على أساس حل الدولتين المستند للشرعية الدولية، وكذلك ما تقدمه من مساعدات إنسانية وتنموية وبناء المؤسسات.

*فلسطينيات
د. اشتية: إسرائيل حولت قطاع غزة لميدان للقتل وهو يواجه كارثة إنسانية كبيرة

قال رئيس حكومة تسيير الأعمال د. محمد اشتية إن "إسرائيل تمارس أبشع أشكال الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا، وتعمل على تكريس الفصل العنصري، وتتصرف على أنها دولة فوق القانون".
جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه بمدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني تسوجي كيوتو، بحضور ممثل اليابان لدى دولة فلسطين السفير يوئيتشي ناكاشيما، حيث أطلعه على مستجدات الأوضاع وتداعيات عدوان الاحتلال على شعبنا.
وأضاف د. اشتية: "إسرائيل حولت قطاع غزة لميدان للقتل، ويواجه كارثة إنسانية كبيرة بفقدانه أدنى مقومات الحياة، بلا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا دواء، حيث ارتقى ما يقارب 30 ألف شهيد منذ بداية العدوان، وأكثر من 70 ألف جريح".
وشدد على أن الأولوية هي وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وفتح المزيد من المعابر مع قطاع غزة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة، وإعادة الكهرباء والمياه، ووقف كافة محاولات تهجير أبناء شعبنا.
وتابع: "يجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ على حل الدولتين وتطبيقه على أرض الواقع، وتحقيق ذلك من خلال إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وتلبية تطلعات شعبنا بتقرير المصير والحرية والاستقلال".
وأردف رئيس الوزراء: "يجب تحميل إسرائيل مسؤولية القتل والتدمير في قطاع غزة، وتحمل تكلفة إعادة الإعمار".
وأشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة ما بين البلدين، وأعرب عن تقديره لإعلان اليابان عن تقديم مساعدات طارئة بقيمة 32 مليون دولار، استجابة لتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.

*عربي دولي
الملكة رانيا العبدالله: التضامن مع الفلسطينيين يجب ألا يكون أمرًا عابرًا

قالت الملكة رانيا العبدالله، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: إن "التضامن مع الفلسطينيين يجب أن لا يكون أمراً عابراً، فالملايين ممن رفعوا أصواتهم يجب ألا يسمحوا بتراجع قصة فلسطين إلى الهامش مرة أخرى".
وأكدت الملكة رانيا العبدالله، خلال مشاركتها، في قمة الويب المنعقدة في قطر، على أن الواقع الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، نقل الحرب على قطاع غزة بتفاصيلها المرعبة ولحظاتها الدموية.
وأضافت: "أتردد مرات عديدة في مشاهدة ما وراء هذه التحذيرات، فبعد أكثر من 140 يوماً من الحرب أعلم تماماً ما ينتظرني: لقطات مروعة للحياة والموت من ذلك المكان الذي أصبح الأكثر بؤساً في عالمنا. رضع تغطي أجسامهم حروق موجعة، أطفال استبدلت أطرافهم بضمادات غارقة بالدماء، وأمهات يكشفن الأكفان عن وجوه ملائكية لقبلة وداع أخيرة".
وقالت: "أعتقد لبرهة، وأنا أقلب مشاهد تلك الحرب التي خلت من الرحمة، أن الحال لن يزداد سوءاً... إلا أنه يتفاقم. يهوي مقياس الإنسانية إلى مستويات جديدة. أفعال لا يمكن تصورها... أصبحت أموراً اعتيادية: مستشفيات تتعرض للقصف، أماكن عبادة تُدمر، مدنيون يقتلون وبأيديهم الرايات البيضاء".
وأضافت: "سواء على الإنترنت أو أرض الواقع، لم تخدم المعايير المبهمة الفلسطينيين يوماً. انظر إلى الأسس العالمية لحقوق الإنسان، القانون الدولي، والقيم العالمية للمساواة والعدالة، ستجد أن بعض المبادئ الأساسية تُعرّف من جديد لتبرر مستوى من العنف لا يمكن تبريره إطلاقاً".
وتساءلت "لماذا يُشجب قتل البعض لكن يبرر قتل آخرين؟ لماذا يعتبر حرمان طفل من الطعام جريمة، في حين يعتبر تجويع مليون طفل غزي نتيجة مقبولة للحرب؟ وما فائدة تغيير الاعتقادات إن لم نستطع تغيير الواقع؟ لماذا يجب اختبار إنسانية الفلسطينيين؟ لماذا على البعض أن يعمل على قدم وساق لنيل التعاطف، في حين يقدم للآخرين بلا مقابل؟ وما أهمية إيمان الملايين بأنك قد تعرضت للظلم، إذا سُمح للظلم بالاستمرار؟"
وقالت: "لم يكن أهل غزة يوماً أكثر ارتباطاً بالعالم من أي وقت مضى – لكنهم لم يكونوا أكثر عزلة في الوقت ذاته. قُطعت عنهم سبل الماء والغذاء والدواء والوقود وكل ما يلزم لاستمرار الحياة، لكنهم استمروا في استخدام هواتفهم للوصول إلينا".
وأضافت: "قد حلم الفلسطينيون بذاك اليوم الذي سيخبرون فيه قصتهم للعالم. واليوم أصبح صوتهم مسموعاً بوضوح، لكن بأي كلفة؟" مشيرة إلى أن "الدعم الجماعي جاء على حساب القتل الجماعي".
وشددت الملكة رانيا "نحن بحاجة لوقف لإطلاق النار. وقف للدمار، وقف للنزوح.. ووقف للحرمان المتعمد، يجب على هذه الحرب أن تنتهي الآن، العرقلة المتعمدة لدخول المساعدات يجب أن تنتهي، وعلى الرهائن والمعتقلين من كلا الطرفين أن يعودوا إلى بيوتهم".
وقالت: "لكن هذه هي البداية فقط. فالفلسطينيون يريدون ما يعتبره أغلبنا حقوقاً بديهية: حقهم في تقرير المصير، القدرة على حكم أنفسهم بكرامة وأمان. والتحرر من الاحتلال، ولا يمكن تحقيق أي من ذلك، دون دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل".
وأكدت "علينا أن نُصر على عالم حيث السلام والكرامة والحرية هي حقوق بلا منازع. لأجلكم ولأجلنا... ولأجل شعب فلسطين. لأن قصتهم هي جزء من قصتنا. وفي وقوفنا معهم، نقف مع أنفسنا أيضاً".
وقالت "لوقت طويل، تم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ومصداقيتهم، وتم تحويلهم إلى شعب يمكن استباحته دون عواقب، تم تجاهل واقعهم كشعب تحت الاحتلال، وتشويه مجتمعهم المتنوع من أطباء وأساتذة وناشطين، وسحق وتجريم محاولاتهم العديدة للمقاومة غير المسلحة – من حملات الإضرابات والعصيان المدني التاريخية إلى مسيرة العودة الكبرى في غزة".
وأضافت: "أفعال الحرب لا تكون دائماً واضحة على هيئة قصف جوي أو كمين أو عملية اختطاف، أحياناً، يأتي العنف على صورة حصار مطبق يمتد لأكثر من سبعة عشر عاماً، أو عقود من عمليات القتل اليومية، يأتي على شكل نقاط تفتيش أو جدار عازل أو عنف من مستوطنين مسلحين أو اعتقالات بلا سبب واهانات لا تنتهي تحت وقع احتلال".

*إسرائيليات
بذريعة محاربة الجريمة: مشروع قانون يركّز قوة كبيرة بأيدي بن غفير

حذر مسؤولون في وزارة القضاء الإسرائيلية، من سن مشروع قانون "يركز قوة كبيرة" بأيدي رئيس حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وصادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع القانون، الذي طرحه عضو الكنيست موشيه سعدة من حزب الليكود، ورئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست تسفي فوغيل من حزب بن غفير.
ويقضي مشروع القانون بأن بإمكان بن غفير كوزير للأمن القومي، أن يعلن من خلال مرسوم أن مجموعة من الأشخاص العرب خصوصًا هي "تنظيم إجرامي"، استنادًا لتوصية يقدمها المفتش العام للشرطة، ولا يوجد حتى الآن أي إجراء كهذا في القانون الإسرائيلي، وإنما بإمكان المحكمة أن تدين شخصًا كناشط في تنظيم إجرامي خلال محاكمة جنائية.
ويسمح مشروع القانون لبن غفير بإصدار أمر يقضي بمصادرة ممتلكات أو تقييد استخدامها من تنظيم إجرامي لفترة محدودة، علمًا أن للشرطة صلاحية حاليًا للقيام بذلك من دون تدخل وزير الأمن القومي.
كذلك ينص مشروع القانون على منع لقاء مشتبهين مع محام، وأن بإمكان المسؤول عن التحقيق ضد مشتبهين منع محام من تمثيل أكثر من مشتبه في حال اعتقد أن من شأن ذلك عرقلة التحقيق.
وخلال اجتماع لجنة الأمن القومي أمس، لإعداد مشروع القانون للقراءة الأولى بعد أن صادقت عليه اللجنة الوزارية للتشريع بشكل مشروط، قالت مندوبة وزارة القضاء المحامية ليلاخ فاغنر: إن "مصادقة اللجنة الوزارية كانت على جزء واحد من مشروع القانون والمتعلق بتمثيل مشتبهين".
وقال سعدة: "إنه بعد الانتهاء من إعداد مشروع القانون للقراءة الأولى، سيقدم مرة أهرى إلى اللجنة الوزارية للتشريع من أجل المصادقة عليه قبل التصويت بالقراءة الأولى في الهيئة العامة للكنيست، حسبما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" اليوم أمس الثلاثاء.
وأضاف: أن "هدفي أن يسمح القانون بوجود إطار يسمح بواسطة أوامر احترازية الإعلان عن تنظيم إجرامي واتخاذ إجراءات ضد، والدولة فعلت ذلك من خلال قانون الإرهاب".
وفقًا للصحيفة،قال ضابط الشرطة من دائرة الاستشارة القانونية لشعبة التحقيقات والمباحث ألكسندر فايسبورد: "إنه توجد صعوبة بالسماح للمستوى السياسي أن يطلع على مواد سرية من شأنها أن تقود إلى إعلان عن تنظيم إجرامي".
ولفتت المحامية فاغنر إلى أنه بالرغم من أنه يجب محاربة التنظيمات الإجرامية، لكن وزارة القضاء لا تؤيد مقولة أن الجرائم مساوية للإرهاب، وصحيح أن هناك جرائم خطيرة تهدد الأمن الشخصي للمواطنين وتزهق الأرواح، لكن هذا لا يعني أننا نقوم بعملية نسخ  لصق للتنظيمات الإجرامية.
وأضافت فاغنر: أن "مشروع القانون يبالغ بما يتعلق بـ"قانون مكافحة الإرهاب"، وحتى أن مشروع القانون يخرق التوازنات والكوابح التي جرى إقرارها في قانون مكافحة الإرهاب، ويعتقد جميع المسؤولين المهنيين أنه ليس من الصواب الإعلان عن تنظيمات إجرامية، خلافًا عن تنظيمات إرهابية".

*أخبار فلسطين في لبنان
"فتح" في صور تشارك بالوقفة التضامنية التي نظمتها الجبهة الديمقراطية أمام مكتب الأونروا

نيابة عن أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، شارك وفد من قيادة الحركة في منطقة صور وشعبها التنظيمية بالوقفة التضامنية المركزية التي نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دعما وإسنادا لصمود شعبنا ومقاومته الباسلة في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي جاءت بالتزامن مع الذكرى الخامسة والخمسين لإنطلاقتها المجيدة يوم الثلاثاء ٢٧-٢-٢٠٢٤ أمام مكتب الأونروا في منطقة صور. 
وذلك بحضور قيادة الجبهة الديمقراطية في منطقة صور وممثلو الفصائل والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية والاتحادات والنقابات والشخصيات السياسية والاعتبارية وحشد من أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور، حيث رفع المشاركون في المناسبة الاعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالمجازر والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف.
وألقى كلمة الاحزاب والقوى اللبنانية مسؤول العلاقات الفلسطينية اللبنانية لحركة أمل في جنوب لبنان صدر الدين داوود، أكد من خلالها على تلاحم الشعبين اللبناني والفلسطيني وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين في التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين ولبنان حيث اختلطت الدماء اللبنانية والفلسطينية بأرض الجنوب المقاوم.
واستنكر داوود المجازر والجرائم النازية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وقتلهم بدم بارد مدعوما من الإدارة الأميركية المنحازة وبالصمت الدولي والعربي على ما يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي من حرب إبادة للفلسطينيين وتدمير شامل لقطاع غزة.
وألقى كلمة الجبهة الديمقراطية عضو قيادتها في لبنان ومسؤولها بالجنوب عبد كنعان جاء فيها: "أمام عظمة اللحظة التاريخية التي تمر بها قضية شعبنا نؤكد على أن لا مهمة تعلو على مهمة إسناد ودعم شعبنا ومقاومته الباسلة، بكل ما يلزم في التصدي للحرب الهمجية، وكسر الهجمة الدموية، وكسر الحصار عن قطاع غزة".
وحيا كنعان، القافلة الطويلة من شهداء الجبهة وعلى رأسهم أعضاء مكتبها السياسي ولجنتها المركزية وجناحها العسكري القوات المسلحة الثورية وكتائب المقاومة الوطنية قوات الشهيد عمر القاسم، وشهداء فلسطين ولبنان والأمة العربية وأحرار العالم، ووجه التحية للجرحى وللأسرى والمعتقلين فرسان الحرية، ولشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكافة الأجنحة والتشكيلات العسكرية.

*آراء
بوشنيل النموذج الأميركي الاخر/ بقلم: عمر حلمي الغول

عندما يذكر اسم الولايات المتحدة الأميركية يستحضر المتلقي جرائم الإبادة التاريخية المرتبطة بتأسيس الدولة، التي قامت على أنقاض إبادة جماعية طالت 105 مليون إنسان من سكانها الأصليين، ومئات الحروب وعمليات القتل والانقلابات العسكرية في العشرات من دول العالم، التي راح ضحيتها عشرات الالاف والملايين من الضحايا باسم "الديمقراطية" و"حقوق الانسان"، والحقيقة عكس ذلك تمامًا. لأن هدفها الرئيس نهب ثروات الشعوب، واغتيال الزعماء الوطنيين والقوميين والديمقراطيين، وتنصيب الطغاة وقتلة الشعوب من العملاء والمأجورين خدم الامبريالية، وأدواتها الوظيفية لتحقيق الربح الاحتكاري لشركاتها وكارتلاتها القومية وفوق القومية. 
وهي حامية وداعمة وصانعة دولة إسرائيل اللقيطة مع بريطانيا وغيرها من دول الغرب الإمبريالي، التي أقيمت كخندق امامي في فلسطين العربية على حساب نكبة الشعب العربي الفلسطيني لتفتيت وحدة شعوب الامة العربية، ونهب ثرواتها وخيراتها، وابقاءها في دائرة المحوطة والتبعية، والحؤول دون نهوضها وتطورها ولحماية مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط، واستخدام أراضي العرب قاعدة ارتكاز لمواجهة منافسيها من الأقطاب العالمية الأخرى. 
كما أنها الشريك والقائد الفعلي لحرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني مع إسرائيل النازية وحلفائها من الغرب الرأسمالي، والتي حالت وتحول حتى اليوم 145 للحرب دون وقفها فورًا على قطاع غزة، التي أودت بما يزيد عن 100 ألف مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير مئات الآلاف من الوحدات السكنية والبنى التحتية وإخراج 31 مستشفى عن الخدمة وتدمير المئات من المدارس وأماكن العبادة المسيحية والإسلامية والمؤسسات والورش والمصانع.. الخ
لكن هذه الصورة البشعة والكريهة للامبراطورية الأميركية لا تتماثل مع روح قطاع واسع من الشعب في الولايات المتحدة، فهناك صورة أخرى لا تشبه وجهها القبيح، نموذجها راشيل كوري عضو حركة التضامن العالمية، التي سافرت لقطاع غزة في الانتفاضة الثانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقتلتها الجرافة الإسرائيلية في 16 مارس 2003. لانها حاولت بجسدها الغض ان تمنع تلك الجرافة من هدم بيوت الفلسطينيين في مدينة رفح، معتقدة انها بجنسيتها الأميركية تملك حصانة من القتل، إلا أن دولة الموت والمحرقة والإبادة الإسرائيلية الخارجة على القانون قتلتها دون أن يرف لقادتها جفن. 
ونموذج بطولي آخر مثله البطل الطيار الأميركي آرون بوشنيل، ابن ال25 عامًا، الذي رفض مشاركة وقيادة دولته في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فقام بحرق جسده أمام سفارة تل ابيب في واشنطن يوم الاحد في 25 فبراير الحالي، وتوفي في يوم أول امس الاثنين 26 فبراير متأثرًا بالحروق الخطيرة التي أصيب بها، واعلن وهو يلبس زيه العسكري قبل ان يشعل النار بجسده وروحه العظيمة قائلاً "لن أكون متواطئًا في الإبادة الجماعية" للشعب الفلسطيني، وهو يصرخ "فلسطين حرة"، وبدل أن يقدم حراس السفارة الإسرائيلية من القوات الأميركية لبوشنيل الرعاية الفورية، قام أحدهم بتوجيه مسدسه نحو المناضل الأميركي الأممي، الذي شاء أن يعبر عن رفضه للإبادة الجماعية، ومطالبته بوقف الحرب فورًا بحرق نفسه على مرآى من أركان الإدارة الأميركية والعالم أجمع، ليفضح ويعري تواطأها وقيادتها لحرب الأرض المحروقة في محافظات الجنوب الفلسطينية. وشاء من خلال إضرام النار في جسده أن يضاعف من تحريك الرأي العام الأميركي ضد إدارة الرئيس بايدن المتصهينة، وليؤكد أن الشعب الأميركي ليس انعكاسًا لصورة اليانكي القاتل، ولا هو صدى لصوتها وجرائم حربها، وخرقها للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. 
راشيل كوري وارون بوشنيل وغيرهم المئات والآلاف والملايين من الشعب الأميركي، الذين خرجوا في عشرات المظاهرات في حالولايات المتحدة الأميركية المختلفة المساندة والمؤيد للشعب العربي الفلسطيني، والمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية الصهيو أميركية، هم نموذج آخر، النموذج الحي والإنساني، النموذج الرافض للظلم والقهر والوحشية الأميركية والإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والمطالبين بإنصافه ومنحه حقوقه السياسية والقانونية والإنسانية. 
وكل من راشيل وبوشنيل يستحقون من القيادة الفلسطينية التكريم، ومنحهم الأوسمة التي تليق بتضحياتهما البطولية، وأطلاق أسماءهم على الميادين والشوارع في المدن الفلسطينية المختلفة، وحتى إقامة نصب لتخليد أرواحهم الأبية، وتأبين أرواحهم في بيوت عزاء تأكيدًا على الوفاء لهما، وعرفانا من الشعب الفلسطيني بدورهما البطولي الخالد، وردًا على فجور الإدارة الأميركية، وهذا اقل الممكن وفاءً لأرواحهما. فهل نحن فاعلون؟