عشية وصول جو بايدن، الرئيس الأميركي لإسرائيل في زيارة طارئة، وغير المبرمجة إلى إسرائيل، قامت الطائرات الحربية الاسرائيلية في الخامسة والنصف قبل المغرب أول أمس الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر الحالي بتوقيت القدس بقصف المواطنين العزل، الذين لجأوا للمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) لحماية ذاتهم وأبناءهم، مما أدى لوقوع مجزرة وحشية، أودت بحياة 471 شهيدًا فورًا و28 إصاباتهم خطرة جدًا، وما يزيد على 350 جريحًا، جلهم من الأطفال والنساء.


كارثة إنسانية يندى لها جبين البشرية، وتتنافى مع ابسط القوانين والأعراف الدولية، وفي اعتداء صارخ ومروع على مستشفى يضم بين جنباته المصابين والأطباء والممرضين، بالإضافة للأبرياء الذين آووا اليه لاتقاء موت طائرات وصوارخ وقنابل دولة الابرتهايد، التي ألقت على محافظات قطاع غزة قرابة عشرة أطنان من القنابل التي تزن مئات الكيلو غرامات من المواد المتفجرة والفسفور الأبيض المحرم دوليًا، مما أحدث ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية سريعة نسبيًا رفضًا لجريمة الحرب الجديدة، والتي هي جزء من جرائم الحرب المتعاقبة خلال الأيام الاحد عشرة الماضية.


كانت الأهداف المباشرة من المجزرة الوحشية أولاً التأكيد للرئيس بايدن، الذي يقود مع إدارته دفة حرب الإبادة على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أن إسرائيل ماضية في تنفيذ أوامره بقتل الأبرياء، وكي وعيهم الوطني؛ ثانيًا الدفع بعملية التطهير العرقي للفلسطينيين عن أرض وطنهم الأم فلسطين، وأرغامهم على الهجرة إلى مصر؛ ثالثًا قطع الطريق على القمة الرباعية، التي يشارك فيها الرئيس الأميركي مع زعماء الأردن ومصر وفلسطين في العاصمة الأردنية عمان التي كانت مقررة امس الأربعاء 18 من أكتوبر الحالي للبحث في تداعيات حرب الأرض المحروقة على القطاع، العمل على وقف الحرب فورًا، وتأمين الحماية الدولية للفلسطينيين، وتأمين ممرات إنسانية لدخول المواد الغذائية والتموينية والطبية واللوازم الصحية، والحؤول دون تهجير السكان الفلسطينيين من وطنهم آلام؛ رابعًا التأكيد لأبناء الشعب العربي الفلسطيني عدم وجود مكان آمن في محافظات الجنوب بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمؤسسات الحكومية أو الأممية الموجودة في القطاع؛ خامسًا الرد على الدعوات العربية والدولية الداعية لوقف الحرب الهمجية المسعورة على الأبرياء، ورفض دعواتها ومناشداتها الإنسانية؛ سادسًا عدم التمييز بين المواطنين الأبرياء والمقاتلين، واعتبار كل فلسطيني حي بغض النظر عن عمره أو جنسه أو دينه أو هويته السياسية هدفًا لقنابلهم وصواريخهم.


وحققت الكارثة اللإ إنسانية في المعمداني بعض أهدافها، بالمناسبة المشفى تابع للكنيسة الأرثوذكسية حيث قتلت المئات من أبناء الشعب الأعزل، والغت القمة الرباعية. لاسيما وأن ساكن البيت الأبيض اعلن صراحة أيضًا، أنه قادم لتأكيد دعمه للدولة الإسرائيلية اللقيطة وحكومتها الفاشية، مما دفع سيادة الرئيس محمود عباس لإعلان انسحابه من القمه بالتوافق مع أشقائه الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى اثر ذلك الغت المملكة الأردنية القمة.


ونتيجة ردود الفعل الغاضبة على جريمة الحرب، سعت القيادة الإسرائيلية لتزوير الحقائق، وادعت أن من يقف وراء القصف هي حركة الجهاد الإسلامي، بعد أن اعترف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائراتهم هي من قصفت المشفى، عندما أعلن، أننا حذرنا المعمداني بالاخلاء إضافة لخمسة مستشفيات أخرى في القطاع، تضارب الروايات الإسرائيلية في اعقاب الكارثة. كما أن سلاح الجو الإسرائيلي قام بقصف وحشي لمستشفى رفح قبل يوم، وبالتالي خيار القصف للمستشفيات الفلسطينية كان جزءًا من خطة حرب الموت الإسرائيلية، وجود المراسلين الإعلاميين وكاميراتهم التي لا ترمش، وشهود العيان من المواطنين أكبر دليل على أن الطائرات الحربية الإسرائيلية، هي من قام بتنفيذ المجزرة.


وللأسف تساوق مع الرواية الإسرائيلية المزورة العديد من وسائيل الإعلام الغربية، وممثلي بعض الدول الغربية، والبعض الآخر دعا لتشكيل لجان تحقيق بما في ذلك الإدارة الأميركية، التي أعلنت انها ستشكل لجنة تحقيق خاصة بها، أسوة بما حصل في جريمة قتل شهيدة الاعلام شيرين أبو عالقة، حاملة الجنسية الأميركية لتمييع وتغييب تحميل دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية المسؤولية عن الجريمة، وقطع الطريق على ملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية. مما دعى محكمة العدل الدولية أن تطالب الرئيس بايدن بالتوقف عن الدعم الاعمى المعلن لدولة التطهير العرقي الإسرائيلية، ومن خلاله أيضًا رسالة لقادة دول الغرب الرأسمالي.


أمام المجازر المتعاقبة على الشعب العربي الفلسطيني والتي ذهب ضحيتها ما يقارب 3500 شهيد حتى أعداد هذا المقال مساء أمس، وما يزيد على 13500 جريحًا، فضلاً عن التدمير المنهجي للبنية التحية والاف المساكن والابراج والمؤسسات والمدارس والمستشفيات مطلوب من هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة وخاصة محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان الاممي ملاحقة دولة التطهير العرقي الإسرائيلية على جرائم حربها ضد الأبرياء من الفلسطينيين. لأنها مخالفة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي وحقوق الإنسان، وعلى الأشقاء الحرب استخدام كل أوراق القوة المتوفرة في أيديهم للضغط على الولايات المتحدة ودولة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون، وعلى الأقطاب الدولية الزام أميركا وربيبتها إسرائيل بوقف الحرب فورًا.

لاسيما وأنها هي من يقود ويوجه الحرب الإسرائيلية.