نظّمت سفارة دولة فلسطين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان اليوم الخميس ٣١-٣-٢٠٢٢ حفلاً تأبينيًّا في سفارة دولة فلسطين، تكريمًا لأرواح شهداء قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان القادة اللواء محمد زيداني، اللواء عاطف عبد العال، العميد أكرم بكار والعميد عليا زمزم.

حضر الحفل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات وقيادة الساحة، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء الإقليم وقيادة المناطق التنظيمية، عضوا المكتب السياسي لحركة أمل محمد جباوي وحسن قبلان، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم، منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، نائب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله عطا الله حمود، قيادة الفصائل الفلسطينية وممثلو الأحزاب اللبنانية، أهالي الشهداء.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وأمتنا العربية ثم عزف النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

وفي كلمة له تحدث أبو العردات عن يوم الأرض الذي هبّت فيه جماهير شعبنا الفلسطيني داخل أرضنا المحتلة ضد مصادرة الأراضي، موجهًا التحية إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا في تلك المواجهه البطولية.

وأضاف: "اليوم نحيي ذكرى أو تأبين ثلة من قادة حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية المعاصرة أعضاء لجنة إقليم لبنان الراحل الكبير أبو أحمد زيداني والراحل الكبير عاطف عبد العال، والراحل الكبير أكرم بكار والأخت المناضله عليا زمزم الذين كانوا من أوائل الذين انتموا لهذه الحركة العظيمة وأخلصوا لحركتهم ولأُمّتهم ولثورتهم مع رفاق سبقوهم على درب الشهادة والحرية والتضحية وعلى خطى زعيمنا الخالد الرئيس الشهيد ياسر عرفات وكل أعضاء لجنتنا المركزية وكل شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة لنؤكّد روح النضال والكفاح والتضحية التي تحلّى بهم كل واحد منهم لأنهم تركوا بصماتهم وتركوا لنا إرث نضاليًا فتحاويًا عربيًا قوميًا إسلاميًا وجسدوا من خلال عملهم ادبيات ومنطلقات حركة فتح". 

وأكّد أبو العردات أنَّ حركة "فتح" هي رأس الحربة في معركة التحرير والعودة إلى فلسطين وتجسيد ما كان يقوله الشهيد ياسر عرفات دائمًا (سيرفع شبل من أشبال فلسطين علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومساجد القدس). 

 

وقال: "إنَّ طريقنا مفروشة بالأشواك والتآمر والطعن بالخاصرة كما يجري اليوم من تطبيع ولقاءات تجري فوق أرضنا الفلسطينية من قبل بعض الدول التي أصبحت اليوم تعتبر الكيان الصهيوني صديقًا لها وبعض العرب والمسلمين هم خصومها وأعدائها"، مؤكدًا أنَّ هؤلاء لن يفلحوا لأنّ "شعوبهم ترفض هذه السياسات الانتحارية التي تقدم للاحتلال الصهيوني صك براءة تحت عنوان دعم الشعب الفلسطيني وهم في ذلك بعيدون كل البعد عن عملية الدعم بل هي كما قال الرئيس محمود عباس (طعنة مسمومة في خاصرة الشعب الفلسطيني)". 

 

وشدّد على أنَّ هذا التآمر لا يزيدنا إلا إصرارًا على مواصلة درب الشهيدة دلال المغربي ورفاقها الأبطال وأبطال معركة الكرامة.

واعتبر أبو العردات أنَّ هناك صفحات مضيئة في كل ثورة وهناك صعود وهبوط ويجب علينا دائمًا أن لا نضيع البوصلة نحو القدس وفلسطين، مؤكدًا أنّ القدس هي ركن من أركان هويتنا في الثورة الفلسطينية وهويتنا الإسلامية والمسيحية والإنسانية. 

 

وأكّد أن أهل القدس وأبناء حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية يصرون على المواجهة ودحر الاحتلال والصمود في أرضهم. 

ووجه التحية إلى الأسرى الأبطال في المعتقلات الذين يجسدون الكبرياء والعنفوان وكسروا منظومة الأمن الإسرائيلي.

وشدّد أبو العردات على أنَّ وحدتنا ضمان انتصارنا والوحدة الحقيقية كما قالتها حركة "فتح" هي على أرض المعركة، موجهًا التحية إلى الشهداء الذين يرتقون اليوم في كل فلسطين وجنين وغزة وينيرون لنا درب الحرية مؤكدًا أنّهم الشموع التي تهدينا إلى طريق الصواب.

 

وأضاف: "لذلك نحن في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" نقول وما زلنا نردد إن المقاومة بكل أشكالها، ونعرف متى نُصعّد ومتى نذهب إلى المقاومة الشعبية المتدرجة ومتى نلجأ كما لجأ بطل من أبطالنا إلى العمليات النوعية". وختم أبو العردات قائلاً: "يجب أن تبقى ثقتنا بالذين فجّروا الثورة واستمروا لغاية اليوم يحملون الأمانة وأن تبقى قائمة وأن تعزّز يومًا بعد يوم لأنّ المعركة مع الاحتلال هي معركة أجيال بالصمود اليوم وبالمقاومة بكل أشكالها وبالوحدة الوطنية الفلسطينية الصادقة والصافية نستطيع أن نحقق أهدافنا". 

 

من جهته قال قبلان: "للقامة الممشوقة كزيتونة من فلسطين وكشلح أرز من لبنان، للرحل الذي لوحة جبهته شمس بحر صور، للعَلم الذي صار جسر تواصل وصمام أمان علاقات مخيمات الجنوب مع محيطها اللبناني، للذي عرفتهُ كل بيوت برج رحال والعباسية وطورا وصور وقانا للذي كان تجسيدًا حيًّا لمقولة الإمام القائد السيد موسى الصدر عن التحالف المصيري بين المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم لأبي أحمد الزيداني، لإخوته الشهداء الذين اليوم نؤبنهم، للحاجة عليا زمزم والأخ عاطف عبد العال، والأخ أكرم بكار، في ذكراهم نرى كم هي عظيمة هذه الحركة التي كانت أمينة على الطلقة الأولى وعلى المشروع الوطني وهي التي أخرجت قضية فلسطين من قضية لجوء وبؤس ومخيمات إلى آفاق حركات التحرر الوطني في العالم إلى حركة "فتح، حركة الشهداء ياسر عرفات وأمير الشهداء أبو جهاد، لأبي علي إياد، لدلال المغربي، ولمروان البرغوثي، ألف تحية في هذا اليوم في يوم الأرض ويوم الكرامة ويوم وداع الاخوة الأعزاء".

 

وأضاف: "باسم حركة أمل أطرح عددًا من النقاط بحرص شديد. إنّ شعبًا لم ينجز حتى تاريخه كل مشروعه بتحرير الأرض ودحر أولئك الآتين من خلف البحار ويقيموا على حساب حقنا الديني والوطني والحضاري مشروعهم وكيانهم هذا الشعب قواه الثورية والمناضلة مسؤولة عن إنجاز وحدة وطنية كفاحية مناضلة على قدر أحلام الشهداء والجرحى والأسرى وأولئك الفلسطينيين المنتشرين في أربع رياح الأرض ذ، وحدة الفلسطينيين هي مربط خيل الفرس في كل ملفاتنا ودون هذه الوحدة بين القوى المؤمنة بهذا المشروع المقاوم عبثًا نقاوم، ووحدة ليست على الحد الأدنى، وحدة عنوانها القدس والأرض والعودة وتراكم المنجزات ودحر العدو عن أرض فلسطين كل فلسطين لأنه في حال ضياع القدس هناك ضياع للإسراء وعندما تضيع الإسراء يضيع القرآن وعندما يضيع القران ضاع الإسلام وعبثًا كل ادّعاء بارتباط بهذا الإسلام". 

وتابع قبلان: "من أجل كل ذلك على أكتافكم أنتم يا طليعة الملتزمين والمجاهدين إنجاز هذا المشروع وحركة أمل بشخص رئيسها دولة الأخ الرئيس نبيه بري على التزاماتها كاملة من أجل الدعم والدفع بهذه الخطوات العملانية أمام التضحيات ولا يجوز أن نبقى على هذه الحالة من التنابذ والانقسام، فوحدة المشروع الوطني الفلسطيني لقاء وتعاون حركة "فتح" وحركة "حماس" والجهاد والشعبية والديمقراطية والجميع هو مطلب اللبنانيين والثوريين والأسرى وعوائل الشهداء". 

 

وأضاف قبلان: "الدولة اللبنانية على الرغم حالة الاستقصاء وحالة الاختناق النقدي والمالي والاقتصادي حيث أطبقت الأزمات على كل اللبنانين من كل الجهات، وهذا لا يعفي الدولة اللبنانية من أن تلتزم بموجبات الضيافة وموجبات الالتزام الوطني والقومي وعلى هذه الدولة أن تضع القوانين والمراسيم التطبيقية لقرارات العمل وحق تملك سقف وشقة ولا يجوز هذا النزوع العنصري واليميني في التعامل مع ملف المخيمات ونحن لا نرى المخيمات معازل وتجمعات بشرية لا تتفاعل مع محيطها، فالمخيمات كانت ويجب أن تعود بؤرًا للتنوير والتعليم ولا أنسى كيف كان الطلاب بالسبعينيات يأتون إلى المخيم كي ينهلوا العلم ويدرسوا المواد العلمية على أيدي أبناء المخيمات". 

 

وختم قبلان: "أيها الإخوة والأخوات مزيدًا من النضال ومزيدًا من العطاء ومزيدًا من تفعيل المعركة بكل أوجهها عسكريةً مدنيةً حضاريةً ثقافيةً عندها فقط نسقط معًا مشروع التطبيع وهو مشروع تطور بخطورته إلى أن أصبح مشروع التتبيع كي يتبع هؤلاء المطبعون هذه القاطرة الصهيونية التي تجر المنطقة من أزمة إلى أزمة ومن مشكلة إلى أخرى وعلينا نحن أن نحدد من هو العدو ومن هو الصديق ومن هو الحليف ومن هو ملتزم بهذه القضية ومن يتآمر على هذه القضية". 

وتحدث باسم أهالي الشهداء أحمد زيداني نجل الشهيد القائد محمد زيداني الذي شكر كل من واسى أهالي الشهداء في مصابهم الجلل، موجهًا التحية والشكر الكبير لربان سفينة عودتنا السيد الرئيس محمود عبّاس وإلى القيادة الفلسطينية في الوطن والشتات.

وأضاف: "وأخص بالذكر سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ القائد والأب المناضل أشرف دبور وإلى كل الأحبة والإخوة رفاق درب الشهيد اللواء أبو أحمد زيداني الذي أفنى حياته في سبيل قضيتنا والحفاظ على أهلنا في المخيّمات والجوار اللبناني". 

كلمة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد وعضو اللجنة المركزية مفوض الأقاليم الخارجية ألقاها نائب المشرف العام على الساحة اللبنانية السفير أشرف دبور الذي قال: "نقفُ اليوم وفاءً وإجلالاً لإخوة ورفاق المسيرة تميّزوا بمواقفهم الملتزمة بالمبادئ والفكرة والحق والحقيقة بالمنعطفات المصيرية المفصلية التي مررنا بها في لبنان، وتقاسمنا وإياهم قساوة الأيام ومرارتها وعشنا معًا سنوات النضال والثبات والتحدي في مواجهة الصعاب ومحاولات حرف المسار والمسيرة عن الهدف الأساس لحركتنا الرائدة "فتح" لإضعافها واحتوائها، وأثبتت "فتح" أنّها عصيةٌ على الاحتواء". 

وأضاف: "غادَرَنا الأحباء ونرثيهم اليوم وذكراهم ستلازمنا وستبقى للدهر وللتاريخ لنرويها، فإن غابوا عن العيون فهم في أعماقنا باقون، وبهم قلوبنا تنبض خفّاقةً تردد نشيدنا: عائدون وإنّا حتمًا لمنتصرون". 

وفي ختام الحفل قدم السفير دبور وأبو العردات وفيّاض دروعًا تكريمية لأهالي الشهداء تقديرًا وتكريمًا لأرواح الشهداء الأبرار الذين عبّدوا بتضحياتهم درب كفاحنا العتيد نحو النّصر والتحرير والعودة.