شهدت السنوات العشر الماضية تحديدًا، تلاعبًا إعلاميًا معاديًا، بالغ المغالطات المقصودة، بمختلف شؤون القضية الفلسطينية، وواقعها، ولم يستهدف هذا التلاعب سوى تخليق وعي اليأس، والإحباط، والهزيمة، بين أوساط شعبنا الفلسطيني أولًا، وبين أوساط شعوب الأمة العربية ثانيا، وعلى أساس أن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لأحد!!! وأنها باتت  في دروب النهايات العدمية!!! إعلام  التطبيع، وعلى نحو محموم أكثر  حتى من الإعلام  الإسرائيلي اليميني، تصدى لهذه المهمة البائسة، وليس حتى بنصوص وسائله المختلفة، وإنما بأدوات صورها بأنها باحثة عن حياة رغيدة للشعب الفلسطيني، عبر مشروع السلام الاقتصادي المخادع!!! أدوات باتت تنطفئ كما تنطفئ الشمعة الرخيصة، خاصة تلك التي لا تضيء سوى خطابها المكرور، صاحب الادعاءات والشعارات الشعبوية الساقطة !!!

لم يخطر على بال أصحاب هذا الإعلام، وأدواته أن للقضية الفلسطينية جمرة لا تكف عن التوهج، مهما تراكم من فوقها رماد الأزمان الرديئة !!! جمرة لا تملك أية قوة على هذه الأرض إخمادها، بل هي كشمس ساطعة لا يمكن تغطيتها بغربال، وتلك هي القدس درة التاج الفلسطيني، وأيقونة قضيته العادلة.

توهجت القدس بهبتها من الشيخ جراح، وباب العامود، فملأت شوارع العالم بأسره بالعلم الفلسطيني يرفرف بحقيقة القضية الفلسطينية، وحضورها الحيوي الأصيل، الباعث لهتاف الحرية في كل مكان.

وعلى أرض الصراع كان أن أضاء نور هبة القدس، دروب الوحدة، والتآلف، والتعاضد النضالي، والتصدي الوطني الفلسطيني الموحد، من رفح حتى جنين، للاحتلال الإسرائيلي، وقطعان مستوطنيه.

سنروي بعد قليل: كان يا مكان فضائيات إخبارية، بمهرجين تملكتهم السلعة بثقافتها المنحطة، حاولوا بنباح محموم، تعميم وعي اليأس، والإحباط، والهزيمة، سنروي ذلك وقضيتنا الوطنية المقدسة تضيء بنور هبة قدسها، وبسالة غزتها، طريق الحرية، ونحن نخوض معركتنا الأخيرة ضد الاحتلال، لتحقيق الاستقلال .

عشر سنوات من ثرثرات الإعلام الاستهلاكي، ومغالطاته البائسة، في محطات موازناتها المالية، كموازنات إمبراطورية...!! والنتيجة استعراضات مسرحية باهتة، وخطاب متهالك، في أوهامه، وتمنياته المريضة، وادعاءات لا علاقة لها بالرأي، والرأي الآخر، اللهم إلا تعميمها لرأي جماعتها، وتحالفاتها المشبوهة، وحتى رأي دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تحاول بهذا التعميم أن تجعل من الصراع  مع الاحتلال، صراع وجهات نظر!!!!

ملأ الفلسطينيون وأصدقاؤهم شوارع العالم، بعلمهم وهتافهم، وأسندهم أشقاؤهم في الأردن، ومصر، ولبنان بتظاهرات وصلت الحدود مع أرض فلسطين، في رسالة بليغة أن القضية الفلسطينية، ستظل هي قضية العرب المركزية، وأن صبر الشعوب لن يطول بعد الآن على ظلم الاحتلال، وعدوانه، وغطرسته المتوحشة، وفي بغداد كانت التظاهرة تقول ذات الخطاب، وتردد ذات الهتاف، كذلك المغرب، وتونس، والجزائر، وقطر، وفي الكويت العربية الأصيلة، كان لمجلس الأمة خطابه الذي انطوى على فصل المقال، في شرح مواقف الأصالة والنضال.

القضية الفلسطينية، هي الجمرة الحرة، بقدسها، وغزتها، والتي ستبقى تضيء الضمير الإنساني من أجل انتصاره، حين ينتصر لقضية الحق، والعدل، والسلام، لتحقيق هذا الحق، وهذا العدل، وهذا السلام لفلسطين وشعبها في دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وعودة لاجئيه طبقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

ليجر أعلام التطبيع، وفضائيات المهرجين أذيال الهزيمة، فها هي القضية الفلسطينية بكامل حضورها، وبحقها الذي يعلو، ولا يعلى عليه، ولن  يعلو عليه، أي خطاب أبداً.