إسراء غوراني 

في ساعات الصباح الباكر استيقظ الفتى رشيد محمد أبو عرة (16 عاما) لممارسة عمله المعتاد أثناء الإجازات المدرسية، فهو يساعد والده في بسطة لبيع الخضروات أمام منزلهم في بلدة عقابا شمال طوباس.

خلال قيام الفتى بتفقد البسطة وترتيبها استعدادا للعمل فيها، كانت قوات الاحتلال تقتحم البلدة لاعتقال أحد جيران العائلة، وفي تلك الأثناء أطلق جنود الاحتلال رصاصتين باتجاه الفتى، إحداهما أصابته في رقبته والأخرى في صدره ما أدى لاستشهاده، لتودع بلدة عقابا شهر رمضان وهي مكلومة على ابنها الشهيد، الذي انضم إلى قافلة شهداء الوطن في الضفة وغزة.

يروي جمال أبو عرة رئيس بلدية عقابا في حديثه تفاصيل ما جرى، مشيرا إلى أن "قوات الاحتلال كانت تتصرف بشكل جنوني خلال اقتحام البلدة الساعة السادسة صباحا لاعتقال مواطن، علما أن منزل الشهيد يقع بمحاذاة منزل المواطن الذي تم اعتقاله".

ويضيف أن قوات الاحتلال أطلقت رصاصتين على الفتى الشهيد بشكل مباشر أثناء تواجده عند بسطة الخضار أمام منزله.

فور انتشار الخبر في البلدة توافد العشرات من المواطنين إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي الذي تم نقل الشهيد إليه.

فور وصولنا إلى المستشفى، كان عشرات الشبان يجلسون في باحاتها على الأرض وسط حالة من الصدمة والحزن على فقيدهم الذي خسروه وهو في ربيع العمر.

في إحدى زوايا المستشفى كان الشبان يتحلقون ويهتفون حول والدة الشهيد المكلومة، والتي كانت تجهش بالبكاء تارة وتجهر بالدعاء لنجلها الذي فقدته تارة أخرى، فيما كان شبان آخرون يسندون والده الذي أغشي عليه من صدمة فقدان نجله، ويحاولون التخفيف عن أشقائه الثلاثة مصابهم.

قبيل أذان الظهر، انطلق المئات من أبناء عقابا ومحافظة طوباس في موكب مهيب من مستشفى طوباس باتجاه بلدة عقابا يحملون شهيدهم ملفوفا بالعلم الفلسطيني على أكتافهم.

انطلق المشيعون إلى منزل عائلة الشهيد لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وهناك كانت شقيقتا الشهيد في انتظاره بالزغاريد والبكاء.

غادر جثمان الشهيد منزل العائلة، حيث جاب الشبان طرقات البلدة وشوارعها وهم يرددون الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل.

يشار إلى أن الشهيد أبو عرة ثالث شهيد يرتقي برصاص الاحتلال في الضفة منذ أمس، بعد الشهيد أحمد ضراغمة من اللبن الشرقية جنوب نابلس والذي استشهد برصاص الاحتلال على حاجز زعترة، والشهيد حسين الطيطي الذي استشهد فجر اليوم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم الفوار بالخليل.