منذ 18 عاما، ارتبط شهر نيسان/ إبريل بذاكرة الأسير أيسر عاهد الأطرش (42 عاما) من بلدة كفر راعي، بالحرمان من الحرية والغياب القسري عن عائلته؛ عقب اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان يرقد بسرير الشفاء في مستشفى جنين الحكومي.

في الشهر ذاته قبل تسعة أعوام، وتحديدا في الأول من نيسان/ ابريل عام 2012، ازدادت مرارة الأطرش داخل سجون الاحتلال، بعد أن كانت آخر مرة تنظر فيها عيناه لوالدته، التي حرمها حزنها على فراقه بصرها، فلم تقوَ بعد ذلك على زيارته.

قبل يومين، 22 نيسان/ ابريل تنسم الأطرش الحرية واجتمع بعائلته على الإفطار الرمضاني لأول مرة منذ 18 عاما، وعانق والدته أم أنس ورد لروحها انتعاشها، لكن لا عناق لوالده عاهد الذي غيبه الموت عام 2009، وهو داخل الأسر.

"أفتقدت والدي لحظة الإفراج، الحرية لا تقدر بثمن، أجمل أيام حياتي منذ زمن طويل هو يوم الحرية، لكن تبقى غصة بالقلب فقد تركت الأسرى خلف القضبان، وأصعب اللحظات عند مغادرة بوابة السجن ترك أحبة خلفك"، يقول المحرر الأطرش لـ"وفا.

ويضيف: الاستقبال الحافل من أهل بلدته وأبناء وطنه بعد غياب طويل أنساه عذابات السنين الطويلة في سجون الاحتلال، متمنيا الفرج القريب لجميع الأسرى.

ويشير الأطرش إلى أن أصعب لحظات السجن مرارة كانت في بداية  كانون أول/ ديسمبر عام 2009؛ عندما كان ينتظر زيارة والديه، ليتلقى خبر وفاة والده بذات اليوم المقرر فيه زيارتهما له في سجنه.

ولد الأطرش في الخامس من حزيران 1979، واعتقل في 23 ابريل/ نيسان 2003 من داخل مستشفى جنين الحكومي، أثناء معالجته بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد الأطرش أن حياة الأسر صعبة، لكنه لابد من التغلب عليها عبر التعلم، فقد تمكن من إنهاء دراسة بكالوريوس التاريخ من جامعة الأقصى خلال سنوات أسره، ويطمح بعد تحرره للزواج والاستقرار بمنزله الجديد الذي بنته له عائلته أثناء سجنه، وإكمال تعليمه.

والدة الأسير الأطرش، أم أنس قالت": "18 سنة بستنى بهذا اليوم، الحمد لله ابني رجعلي، أثمن اللحظات في الحياة أن تحضن ولدك بعد طول انتظار، بفارغ الصبر وأحر من الجمر على قلب الأم كسر القيد وأشرقت شمس الحرية".

وتضيف أن التسع سنوات الماضية كانت الأكثر مرارة على فراق نجلها من سنوات سجنه الـ18، والتي لم تستطع بها زيارته بعد أن فقدت بصرها.

"بعد شهر رمضان سنعقد قرآن أيسر ونفرح بزواجه"، تضيف أم أنس.