منذ إجراء الانتخابات الرابعة في إسرائيل في الثالث والعشرين من شهر آذارالماضي أي قبل اسبوعين، والسعار الملتهب في إسرائيل يصل إلى درجات عالية جدًا لتشكيل حكومة جديدة، اللعبة الداخلية التي لها امتدادات خارجية أيضًا لم تتوقف سخونتها، ليس ذلك كله من موجات الديمقراطية التي تتشدق بها الأحزاب الإسرائيلية كثيرًا، معسكر نتنياهو ومعسكر لا لنتنياهو لم يحصل أي منهما على الرقم واحد وستين في الكنيست الرابعة والعشرين، هناك خوف يصل إلى حد الذعر من الذهاب إلى انتخابات خامسة فلا يمكن الادعاء بأن هذا أمر طبيعي، وقد تنفجر المشكلة الداخلية في إسرائيل إلى انفجارات أكثر خطورة، وهذا يدل على حجم الاعتماد الخارق على الهدايا التي قدمها الرئيس السابق لأميركا دونالد ترمب لإسرائيل، ومحاولة الإدارة الأميركية الحالية إسقاط  تلك الهدايا ومحوها من الوجود، فقد قالت إدارة الرئيس جو بايدن إن الضفة الغربية هي أرض فلسطينية محتلة وهذا معناه أن القدس الشرقية العاصمة الأبدية لفلسطين هي قدس محتلة، كما أضافت الإدارة الجديدة أيضًا أن الجولان السوري هو محتل بما فيه المستعمرة التي أقامها نتنياهو لصديقه ترامب كعربون صداقة!!! كما أن إدارة بايدن تسعى لإلغاء العقوبات الأميركية ضد محكمة الجنايات الدولية، هذه التطورات كلها تجاوزت الألعاب التقليدية التي اعتاد عليها نتنياهو داخل السياسة الإسرائيلية، هو الآن مكشوف بقوة أمام عمق السياسة التي تمتلكها القيادة الفلسطينية الشرعية التي تسير بخطى ثابتة نحو انتخابات فلسطينية تشريعية حيث ستكشف رئاسة الانتخابات عن القوائم التي تم اعتمادها لخوض هذه الانتخابات دون أن يلحق بها أي نوع من العوار القانوني، وسلاما يا فلسطين، ها أنت تذهبين بثقة عالية إلى الانتخابات بينما إسرائيل رغم ادعاءات الديمقراطية ذاهبة إلى ما هو أكثر من الفوضى أو الأزمة السياسية، إنها ذاهبة إلى مأزق وجودي أكثر خطورة، وعلينا أن نراقب بكل قوة وفطنة لنرى أين تصل الأمور ونستعد كما يجب.
أهدافنا التي نطرحها دون كلل أو ملل وهي الدولة المستقلة، والعودة، وجدار الحماية المتين وهو الوحدة الوطنية، هو ليس فقط هدفا فلسطينيا، بل هو جوهر السلام الذي نريده، وجوهر الاستقرار في المنطقة، نحن مهيأون لما نطالب به، نستحق ما نطالب، مؤهلون له رغم أننا لا نخلو من موجات الضجيج الفارغ التي تجتاحنا بين وقت وآخر، ولكننا مطمئنون إلى أن ما ينفع الناس هو ما يمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاءً.