بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية 
النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 28-9-2020

*رئاسة  
الرئيس بذكرى إنشاء الأمم المتحدة: قضية فلسطين تبقى الامتحان الأكبر للمنظومة الدولية ومصداقيتها

قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن قضية فلسطين تبقى الامتحان الأكبر للمنظومة الدولية ومصداقيتها.
وأضاف سيادته في كلمة ألقاها يوم الأحد، في الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، "لا نطلب أكثر ولن نقبل بأقل مما أقرت به هذه المنظومة حقا أصيلا للشعوب كافة".
وأكد الرئيس أن الالتزام بالقانون الدولي الضمانة لتحقيق العدالة، وأن القانون الدولي لا يسقط بالتقادم بل يصبح ضرورة أكثر إلحاحاً.
وتابع الرئيس: في الوقت الذي يشتد فيه الهجوم من سلطة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية على المنظومة الدولية وعلى قرارات الشرعية الدولية يزداد تمسكنا بهذه المنظمة التي تمثل حصناً للقانون الدولي وللعلاقات متعددة الأطراف في العالم.
وأكد سيادته أن شعبنا الفلسطيني ما زال ينتظر من الأمم المتحدة إتمام مسؤوليتها الكاملة في تحقيق التسوية السلمية لقضية فلسطين وفق الشرعية الدولية.
واستعرض الرئيس الإنجازات التي حققتها فلسطين على المستوى الدولي، وقال: "بدأنا ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية بالحضور في الجمعية العامة للأمم المتحدة كمراقب عام 1974، وأصبحنا دولة مراقبًا عام 2012، وسنواصل العمل لنيل حقنا في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفي العام الماضي تمكنا بنجاح أن نكون أحد رواد المنظومة الدولية في تحقيق التكافؤ بين الشعوب من خلال ترؤسنا لمجموعة الـ77+ الصين، كما انضمت دولة فلسطين للعديد من المعاهدات والاتفاقات الدولية".
وأكد سيادته أن دولة فلسطين ملتزمة بتعزيز حقوق الإنسان وســـيادة القانون وضمان دور أكثر فعالية للمرأة ودور أكبر تأثيرًا للشباب.
وتساءل الرئيس: هل ستلتزم إسرائيل بالقواعد التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن؟. ألم يحن الوقت لإنهاء خرقها للقانون ومساءلتها عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بدلا من مكافأتها؟ 


*فلسطينيات 
رئيس الوزراء: الحكومة تبذل قصارى جهدها لانجاح الانتخابات المتفق عليها بين "فتح" و"حماس"

أكد رئيس الوزراء محمد اشتية، أن الحكومة ستبذل كل الممكن لانجاح الانتخابات التي تم الاتفاق عليها بين حركتي "فتح" و"حمـاس" وبقية الفصائل الفلسطينية، ونباركها وهي البند الأول في رسالة التكليف من الرئيس للحكومة.
وقال رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة، اليوم الاثنين، عبر تقنية زووم "سوف نصمد ولن نهزم في وجه المؤامرات التي تحاك بحقنا، فإسرائيل وامريكا تريدان أن تهزمنا، لكي نستسلم، ونقبل بمشروعهما، ولكننا لن نستسلم".
وفي سياق آخر، أكد اشتية أن رواتب الموظفين العموميين ستدفع كاملة، عندما نحصل عليها، دون أي ابتزاز سياسي من اسرائيل، أو من الولايات المتحدة، وإنّا على ثقة أن هذا اليوم ليس ببعيد، مشيدًا بتفهم رجال الأمن والأطباء والعاملين في الصحة الذين لم ينقطعوا عن عملهم ولو ليوم واحد، وكذلك المعلمين الذين يدركون ما يمر به الوطن.
كما حيّا الموظفين وشعبنا على وقفتهم ودعم صمود الرئيس محمود عباس والقيادة معه في هذه المواجهة السياسية والصحية وانعكاساتها المالية.
وفيما يتعلق باجراءات الوقاية من "كورونا"، قال رئيس الوزراء "فقط مطلوب منكم لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي، وهي الوسيلة الوحيدة الناجحة والناجعة حتى الآن لمقاومة انتشار المرض".
وقدم اشتية تعازي الحكومة لعائلة الشوامرة في قرية دير العسل جنوب الخليل، التي فقدت أبناءها في حادث مأساوي، وعائلة الزعزوع أيضًا التي فقدت أبناءها شهداء لقمة العيش في حادث مؤسف في عرض البحر، وعائلة السلايمة في مدينة القدس.

*مواقف "م.ت.ف" 
السفير عبد الهادي يستقبل ممثلة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا

استقبل مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السفير أنور عبد الهادي، يوم الأحد، السيدة ماريان غاسر، ممثلة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، في مقر الدائرة السياسية بدمشق.
وفي بداية اللقاء وضع السفير عبد الهادي السيدة غاسر بصورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث أكد عبد الهادي على أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه والقيادة الفلسطينية الممثلة بالرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، لن تتخلى عن الثوابت الوطنية وقرارات الشرعية الدولية التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها.
ووضع عبد الهادي السيدة غاسر، بصورة كلمة الرئيس محمود عباس التي القاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ75 والتي دعا من خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بالبدء وبالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن في ترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، بمشاركة الأطراف المعنية كافة ابتداء من مطلع العام القادم، بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة.
وجدد عبد الهادي الموقف الفلسطيني الثابت من الأزمة السورية بدعم الحل السياسي والحفاظ على وحدة سوريا وعدم التدخل الخارجي بشؤونها، وضرورة فك الحصار عنها، لأنه غير شرعي ويضر بكافة شرائح المجتمع السوري.
وأشار إلى دعم اللجنة الدستورية بقيادة سورية وعدم التدخل بشؤونها من أي طرف خارجي لأنها حق فقط للسوريين

*عربي ودولي 
كورونا عالميًا: اكثر من مليون وفاة و33 مليون إصابة

بينت أحدث الإحصاءات العالمية المعلنة حول جائحة كورونا المستجد- " كوفيد19"، حتى صباح اليوم الإثنين، أن عدد الوفيات جراء الاصابة بالفيروس تخطى حاجز المليون بالفين و383 وفاة، فيما تبلغ حصيلة أعداد المصابين المعلن عنها اكثر من 33 مليوناً و 303 آلاف إصابة مؤكدة، تعافى منهم ما يزيد عن 24 مليونا و635 الف مريض.
وتواصل جائحة كورونا تفشيها في 213 دولة وإقليم ومنطقة حول العالم، حيث اكتشف أمس، نحو 252 ألف إصابة جديدة، وأوقعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة لنفس اليوم 3.873 حالة وفاة.
وبينت الاحصاءات أن الدول الخمس التي سجلت الأحد أعلى حصيلة وفيات خلال يوم واحد في العالم، كانت على التوالي، الهند (1,040 وفاة)، والمكسيك (399 وفاة)، والبرازيل (335 وفاة)، وأميركا (276 وفاة)، والأرجنتين (206 وفيات).
فيما بينت الاحصاءات أن الدول الخمس عالميا التي سجلت أمس أعلى حصيلة اصابات جديدة خلال يوم واحد، كانت على التوالي، الهند (82,767 إصابة)، واميركا (33,782 اصابة)، والبرازيل (14,194 إصابة)، وفرنسا (11,123 إصابة)، والأرجنتين (8,841 إصابة).
ولا تزال اميركا تتصدر دول العالم بأعلى حصيلة وفيات وبأعلى عدد اصابات اجمالي، وأوضحت الإحصاءات أن الدول الخمس التي تعتبر حتى صباح اليوم الإثنين الأكثر تأثرًا جراء الجائحة في العالم من حيث الحصيلة الإجمالية لاعداد الوفيات، هي: أميركا (209,453 وفاة)، والبرازيل (141,776 وفاة)، والهند (95,574 وفاة)، والمكسيك (76,430 وفاة)، وبريطانيا (41,988 وفاة).


*إسرائيليات  
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال.
وجرت هذه الاقتحامات وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت منذ ساعات الصباح الباكر قوات كبيرة تابعة لشرطة الاحتلال في باحات الأقصى، وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، في المقابل منعت تلك القوات المصلين من الوصول للمسجد؛ بحجة منع التنقل لمسافة لا تزيد عن 500 متر عن المنازل لمنع انتشار فيروس "كورونا".


*أخبار فلسطين في لبنان
المكتب الطلابي الحركي ينظّم وقفةً تضامنيةً مع سيادة الرئيس محمود عبّاس في مخيّم الجليل

نظّم المكتب الطّلابي الحركي-شُعبة الجليل وقفةً تضامنيةً مع سيادة الرئيس محمود عبّاس ورفضًا للتطبيع مع العدو الصهيوني، في قاعة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في مخيّم الجليل، يوم الأحد 27-9-2020.
وشارك في الوقفة عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع أ.أحمد عيسى، وأمين سر حركة "فتح" -شُعبة الجليل خالد عثمان، وأمين سر المكتب الطلابي الحركي في البقاع أ.مصطفى عمايري، وعدد من ممثّلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم، والأخوات في مكتب المرأة الحركي، وعدد من الكوادر التنظيمية.
تخللت الوقفة قصيدة ألقتها الطالبة رغد عبد القادر، وكلمة المكتب الطلابي الحركي-شعبة الجليل ألقاها أمين سر المكتب الطلابي الحركي في مخيّم الجليل سامر الحاج، ممّا جاء فيها: "تنكشف إلينا اليوم وبوضوح بعض اتفاقات الذل والعار والتطبيع بين بعض الدول العربية والكيان الغاصب برعاية أمريكية لتكون طعنة في ظهر القضية الفلسطينية".
وأعرب الحاج عن إدانته واستنكاره الشديدين لهذه الاتفاقات، مشيرًا إلى أهمية التمسك بحقوق شعبنا ومواصلة النضال ضد كل المؤامرات، والتضامن مع سيادة الرئيس محمود عبّاس ومواقفه الشجاعة الرافضة للإملاءات الأمريكية.
كما أشار الحاج إلى أهمية اجتماع الأمناء العامين الذي عُقِدَ في رام الله -بيروت، والذي أكّد أهمية تبني المقاومة الشعبية للتصدي لجميع المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية.


*آراء
القادة العظماء والتاريخيون لا يتشاءمون/ بقلم: الحاج رفعت شناعة  
يقع على عاتق رئيس دولة فلسطين، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في هذه المرحلة جبلٌ من الهموم، والتحديات، والتهديدات، والمتغيِّرات الدولية، والإقليمية، والمحلية التي لها أول ولكن لا يبدو أن لها نهاية، ورغم ذلك كله لم تصدر عنه عبارات اليأس، فهو ما زال كما كان منذ نهاية الخمسينيات، وسيبقى متماسكًا دون التردد لأنَّ قادتنا كما اعتدنا عليهم في مسيرتنا مع ياسر عرفات يزدادون إبداعًا، وعطاءً، وتحديًا، وصلابةً كلما اشتدت الأزمات، وكلما تشابكت المؤامرات، وكلما برزت أنيابُ الغدر والأحقاد.
اليوم، يسعى ترامب الصهيوني لفرض صفقة القرن على المنطقة بشكل عام، ولكنَّ العين الصهيونية محمرَّةٌ أكثر على القدس الفلسطينية الكنعانية، وترسانات الأسلحة والكراهية الصهيونية تتهيأ للانقضاض على الشعب الفلسطيني، ونسف وجوده، لأنه هو الذي يقف بالمرصاد، وهو الذي ردَّ الصاعَ صاعين، وهو أيضًا الذي يسعى جاهدًا، ولن يتردد في ليِّ ذراع ترامب وصفقته، وزبانيته، لأنه صاحبُ الأرض والمقدسات، ومن سلالة الكنعانيين واليبوسيين، ومن سلالة الأنبياء.
الرئيس أبو مازن كان صلبًا متماسكًا في خطابه أمام الأمم المتحدة، وخاطب قادة العالم من موقعه القيادي لأعظم شعب مجاهد في سبيل حقوقه الوطنية، وكقائد لأطول وأعنف ثورة في العالم، بدأت ولم تنتهِ بعد، وهو واثقٌ من نفسه ومن شعبه بأن النصر قادم في أرض الأنبياء والمقدسات.
ولذلك هو في خطابه الذي تميَّز بالشمولية والجدية لم يستجدِ، ولم يستغثْ، وإنما دعا العالم وذكَّره بضرورة القيام بدوره تجاه آخر شعب لم يتحرر حتى الآن بسبب التآمر الصهيوني عليه وعلى أرضه، وبسبب خذلان الهيئات الدولية صاحبةِ القرار وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، والمؤسسات الأخرى التي طبَّقت قراراتها وقوانينها على كافة الدول التي تحررت شعوبها باستثناء فلسطين. والرئيس محمود عباس المؤمن بحقوق شعبه، والمؤمن بتحرير المقدسات قدَّم مشروعًا سياسيًا مشرِّفًا لدول العالم التي تنتصر للحق والسلام والحرية، وهذا المشروع الذي عبَّر عنه الرئيس بحكمةٍ، ورويَّةٍ، واتزان بعيداً عن الانفعال، هو الذي يستطيع أن ينقذ دول العالم وهيئاته الدولية من مستنقع الحقد والعنصرية والكراهية الصهيونية، الذي صنعه ترامب ورفيق دربه نتنياهو المجبول بالكراهية والإرهاب ضد الإنسان، كإنسان، وخاصة الإنسانَ الفلسطيني المتمسك بالارض.
لقد كان العامل الأبرز في مشروع الإنقاذ هو التأكيد على الحقائق الجوهرية، والتي لا تخضع للمساومة لأنها هي جوهر القضية الفلسطينية:
أ‌- إن منظمة التحرير الفلسطينية لم تفوِّض أحدًا للحديث أو التفاوض باسم شعبنا الفلسطيني، وهذا يعني أن رأسمالنا النضالي هو استقلالية القرار الفلسطيني، وهو ملك للشعب الفلسطيني، ولا نسمح بتأجيره لأي جهة كانت. فنحن الذين نقرِّر مصيرنا، ونحن أسياد أنفسنا، وتاريخيًا كنا قد حوصرنا، وتألَّمنا، وتقطَّعت بنا السُبل لكنَّ قرارنا ظلَّ بأيدينا حتى الآن.
ب‌- القرار واضح وهو ميداني ومُلزم عندما قال: "واهمٌ من يظن أنَّ شعبنا يمكن أن يتعايش مع الاحتلال، أو يخضع للضغوطات والإملاءات ". والذي لا شك فيه أن التجارب الوطنية منذ ما قبل النكبة وحتى الآن، ورغم الجرائم والمجازر الصهيونية، فإنَّ شعبنا ظلَّ صامدًا صابرًا ومقاومًا، ولم يحد عن ثوابته الوطنية.
ج- كان سيادة الرئيس واضحًا وجريئًا وحاسمًا عندما قال: لن يكون أي سلام ولا أمن ولا استقرار، ولا تعايش في منطقتنا مع بقاء الاحتلال، ودون الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، التي هي أساس الصراع وعنوانه. وأهمية هذه النقطة أن التحدث عن السلام لا يعني الاستسلام، وإنما يعني التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية.
د- أكد الرئيس في خطابه وهذا قمة التحدي لترامب وفريقه:
إننا سوف نواصل صناعةَ الحياة، وبناءَ الأمل تحت راية الوحدة الوطنية والديموقراطية، والتصدي لمحاولات ومخططات شطبنا وإلغائنا، وسوف نستمر في انتزاع مكانتنا الطبيعية بين الأمم، وفي ممارسة حقوقنا التي كفلتها الشرائع الدولية، بما في ذلك حقنا في مقاومة الاحتلال وفقًا للقانون الدولي.
ه- ولتعزيز هذه الخطوات السابقة عمليًا فقد بشَّر الرئيسُ الشعبَ الفلسطيني وأحباءَه والحريصين على حريته: إننا نستعد لإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية بمشاركة كل القوى والأحزاب والفعاليات الوطنية، وهذا تحوُّل مهم في الساحة الفلسطينية يُغضبُ الاحتلال وأعوانَه.
ثم يضع الرئيسُ الختمَ الفلسطيني لتوثيق كل ما تقدم وطنيًا ورسميًا من خلال قوله الواضح والصريح وبالصوت المرتفع: برغم كل ما تعرَّض ويتعرَّض له، وبرغم الحصار الظالم الذي يستهدف قرارنا الوطني، لن نركع، ولن نستسلم، ولن نحيد عن ثوابتنا، وسوف ننتصر بإذن الله.
بعد ذكر الحقائق الجوهرية الوطنية التي تتعلق بنضال شعبنا وصموده، وتمسكه بثوابته، واستقلالية قراره، وقدسية أراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وحقه في مقاومة الاحتلال استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، يكشف الرئيس بألمٍ الحزنَ العميقَ والاستغراب من الموقف الدولي تجاه ما فعله الكيان الصهيوني عمليًا وميدانيًا من نسف مباشر للقرارات والمبادرات والاتفاقات الدولية، وكل ما يتعلق خاصة باتفاق أوسلو الذي أصبح هيكلاً عظميًا. وقد اختصر الرئيس هذه الجرائم السياسية بالتالي: لقد تنصَّلت واشنطن وربيبتها من جميع الاتفاقات الموقَّعة معها، وقوَّضت حلَّ الدولتين من خلال ممارساتها العدوانية، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبخاصة المسجد الأقصى، واستمرار الاستيطان الاستعماري على أرضنا وشعبنا، وتعمُّد الإجراءات الأحادية.
الرئيس وفي سياق التعاطي مع المستجدات الواقعية فلسطينيًا، وبعد أن كشف الواقع المؤلم على حقيقته حمَّل المسؤولية الدولية عمَّا فعله الاحتلال الصهيوني بأرضنا وبشعبنا بالجهات المعنية مباشرة، والتي هي صاحبة القرار في تحريك عجلة الحلول السياسية: إنني أدعو أن يبدأ الأمينُ العام للأمم المتحدة بالتعاون مع الرباعية الدولية، ومجلس الأمن في ترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات وبمشاركة الأطراف المعنية كافة، ابتداء من مطلع العام القادم، بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية، والمرجعيات المحددة، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين استنادًا للقرار 194.
فالشعب الفلسطيني مصرٌّ ورغم الجراح النازفة، وعشرات آلاف الشهداء أن يواصل مسيرة الكفاح الوطني، مسيرة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير، وعزالدين القسَّام وعبدالقادر الحسيني والقافلة تطول، وأن يشقَّ طريقه نحو الحرية والاستقلال.
وما لم يقلْهُ الثابتُ على الثوابت الوطنية الرئيس محمود عباس، وهو جوهر الموضوع في هذه المرحلة المعقَّدة والخطيرة، وتركَهُ لنا، بأنَّ كلَّ ما تقدم في هذا الخطاب التاريخي يحتاجُ إلى تشغيل المحرك الأساسي لهذا الجسد الفلسطيني، وهو الذي يمنح الطاقةَ الكامنةَ القادرة على التفعيل، واشعال الفتيل، وصناعة الأساطير، وقلب المعادلات لصالح فلسطين، لنكون أمام إنطلاقة ثورة جديدة، ومعركةِ كرامةٍ جديدة، وصمودٍ بيروتي جديد، وأُسطورةٍ غزاوية غلبت فيها الدماءُ إرادة الاحتلال، إنَّ هذا المحرِّك الأساسي هي حركة فتح الصلبة والمتماسكة، والأبية، التي صنعت المعجزات والتي ترفض إلاَّ أن تكون في المقدمة، وترفض إلاَّ أن تكون حركة فتح الأبيَّة، العصيَّة على كل من يسعى للتآمر عليها، أو إضعافها، أو استخدامها، فهي الضمانة، وهي التي أعادت لنا كرامتَنا وعزتنا، وهي عنوان أصالتنا، وهي الوحيدة القادرة على حَمْلِ الأعباء الثقيلة، والجسيمة، وصناعة التحولات المستقبلية والمصيرية. فهل يستطيع أبناءُ حركة فتح استنهاضَ حركتهم التاريخية، لتستعيد عظمتَها، ودورَها، فهي قلبُ الثورة، وهي أمُّ الجماهير، وهي المؤتمنة على وصايا الشهداء، والأسرى والجرحى، وهي صاحبةُ الخبرة المخضرمة في الضبط والربط، وأخذ القرارات المصيرية.