ما الذي جعل فيروس كورونا سارحاً في محافظة الخليل الأبية، والتي طالما هي قاعدة من قواعد النهوض الوطني الفلسطيني البناء، بحكم قوتها الإنتاجية، وأصالة انتمائها، وبسالة أبنائها من أمثال باجس أبو عطوان؟؟ هذا سؤال مشروع لأن الخليل باتت كمثل بؤرة لهذا الفيروس الخطير، ولأن وجعها كما وجع نابلس، ووجع كل محافظات الوطن، وحيثما انتشرت جائحة الكورونا، هو وجع كل فلسطيني حريص على عافية أهله، وجيرانه، وأبناء شعبه.

نعرف وأهل الخليل الشجعان يعرفون قبلنا، وأفضل منا، أن بيانات ما يسمى حزب التحرير، أنكرت وجود الفيروس الخطير!!! بل وقالت إن شائعة وجود مثل هذا الفيروس، ليست إلا مؤامرة من السلطة الوطنية، لإغلاق بيوت الله!! وغايات أخرى، لم تكن إلا في مخيلة هذا الحزب المصابة بهوس إرجاع الماضي كي يكون مستقبلاً لهذه الأمة!!! لا مناص من التقدير أن بيانات هذا الحزب، وشائعاته وفبركاته الإسلاموية، هي التي كانت وراء انتشار "الكورونا" على هذا النحو الموجع والخطير في محافظة الخليل بعد أن صدّق وليس لأسباب حزبية أو فئوية العديد من أهالينا في هذه المحافظة هذه البيانات ودون أي تفحص أو مراجعة!!، ولم تكن بيانات حزب التحرير، بيانات اعتراض بلغة السياسة، وإنما بلاغات تحريض ضد السلطة الوطنية، وبلغة النكايات المريضة، التي قامرت بعافية أهل الخليل، لصالح غايات حزبية، ليست ضيقة فحسب، وإنما غير وطنية تمامًا!!

وبحكم حالة الطوارئ، فإن ملاحقة مروجي الشائعات والبيانات الكاذبة، تصبح ملاحقة لأزمة وقانونية تمامًا، لأن حالة الطوارئ إنما تستهدف ملاحقة فيروس الكورونا ومحاصرته على طريق دحره، ولأجل أن تظل السلامة العامة لشعبنا ممكنة بأفضل وأوسع حالاتها، وليست بيانات حزب التحرير وشائعاته وفبركاته غير هذه التي تريد ضرب السلامة العامة في خاصرتها، وكل ذلك لأن رؤية هذا الحزب لا ترى غير ما تريد من استقطاب عصبوي ضيق، وبحسابات لا علاقة لها بمصالح عامة الناس وعافيتهم، وقد أنكرت وجود الفيروس لمناكفة السلطة الوطنية وعلى نحو "عنزة ولو طارت"!! وليس هذا الموقف لحزب التحرير من مواقف أحزاب المعارضة، التي عادة ما تنحي خلافاتها السياسية إذا ما كانت المصالح الوطنية العليا في خطر، وتحقيق السلامة العامة في مواجهة وباء خطير، تظل من أبرز هذه المصالح، غير أن ما يسمى "حزب التحرير، وبما ارتكب بحق خليل الرحمن، لا علاقة له بسلوك وسياسة المعارضة، ولا بأي حال من أحوالها، وقد أكد وبما يصر على ارتكابه، أن لا علاقة له بمصالح الوطن والناس، عليا كانت أو دون ذلك، وعلى ما يبدو في كلمة أخيرة، أن الجهل والتخلف قد أحالا "الرويبضة" إلى حزب...ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.