بسم الله الرحمن الرحيم

 

يُهمّنا في إعلام حركة "فتح" في لبنان أن نوضح الحقائق التالية:
إنَّ الحوادث المؤسِفة والـمُدانة واستعمال السلاح بهدف ترويع أبناء شعبنا الآمنين لهو جريمةٌ بحدِّ ذاتها، هدفها أجندة وحيدة أصبحت واضحة المعالم. وهنا نحذّر من عواقب هذا العبث بأرواح الناس والذي سيُغيّر كلَّ قواعد العمل والأخلاق الفلسطينية التي جمعتنا من خلال عملنا المشترك والتي من خلالها استطعنا تجاوز تحديات كبيرة كانت مُعدَّة لمخيّماتنا. وإذ نضع ما حصل في عهدةِ السلطات اللبنانية، بعد تسليم المتسبِّبين والمنخرطين في أعمال العبث الأمني في مخيَّمنا- الرشيدية مساء الخامس والعشرين من أيّار الجاري، والأحداث المؤسفة قبل هذا التاريخ وما رافقها من حملات تشويه ومواقف أصبحت واضحة الهدف، فإنّنا نحذّر كلَّ مَن تسوّل له نفسه استخدام الدم الفلسطيني والإخلال بأمن مخيّماتنا، ونحذّر من الخروج عن عهد حرمة الدم الفلسطيني.

إنّنا وفي هذا الصدد نرى في كلِّ سلاح لا يلتزم البعد الوطني لقضيتنا وأمن مجتمعنا سلاحًا مشبوهًا، هدفُه تشويه صورة شعبنا وقضيته الوطنية، وبالتالي فردعه واجب وطني وأخلاقي. وأية خسارة تحصل نتيجة ذلك هي خسارة صافية علينا جميعًا، فلا يحسبنَّ أحدٌ أنه معفى من مسؤولية الإسهام في أمن مجتمعنا الفلسطيني، وأن جلَّ دوره يُختصر بإثارة الانتقادات وتوجيه الاتهامات يمنةً ويسرة. المسؤولية تقع على الجميع، كلّاً من مكانته.

لقد عملت قيادة حركة "فتح" في منطقة صور وقوّات "الأمن الوطني الفلسطيني" منذُ اللحظة الأولى لوقوع الحدث المؤسِف على متابعته وتطويق ذيوله ومنع توسعه وامتداده، وبلسمة جراح المظلومين، وتسليم كلّ مَن ثبت تورطه، كما دأبت بشكل دائمٍ على متابعة كل أوضاع أهلنا في مخيّمات وتجمُّعات المنطقة، ومواكبة كل الأحداث والتحديات التي يتعرّض لها أهلنا، التزامًا بتعليمات قيادة الحركة والأمن الوطني في الساحة، وهي في ذلك لم تألُ جهدًا أو تدّخر أيّة إمكانيات، وإنّما كانت على قدر المسؤولية المناطة بها، متوخيةً مصلحة أهلنا وسلامتهم وأمن واستقرار مخيّماتنا مهما بلغ حجم التضحيات. ولكن على الجميع أن يعي أنَّ أمن وأمان المخيّم وأهله يتطلّب تضافر كل العناصر المجتمعية لتفويت التآمر القديم المتجدد.

ومن هنا، إنَّنا في إعلام حركة "فتح" في لبنان ندعوكم أهلنا الكرام إلى الحفاظ على العلاقات الأخوية والمودة والتراحم وتمتينها والتحلّي بالوعي الكامل لمصالح شعبنا والتعامل بالحسنى فيما بيننا، وحل أي خلاف قد ينتج بالحوار من خلال العقلاء في مجتمعنا، فنحن أبناء شعب واحد وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء. كما أنَّ المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية تتطلّب منّا جميعًا نبذ كلِّ ظواهر الفتنة والعنف والإخلال بالأمن، ورفع الغطاء والحماية عن أي شخص تسوّل له نفسه تهديد استقرار المخيّم والعبث بأمنه وترويع الآمنين فيه، لأنّ في ذلك تماهيًا مع أهداف ومصالح المتربّصين شرًّا بقضيتنا ومشروعنا الوطني.

كما ندعو جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية إلى التحلّي بروح المسؤولية الوطنية والمساهمة في حفظ الأمن، دون تورية أو تمييع أو تهرُّب.

لأهلنا آل سالم عزاؤنا وتقديرنا لمظلوميتهم واحترامنا الشديد لموقفهم المشرِّف والنابع من صميم أصالتنا الوطنيَّة. ولشهيدهم الطيّب والبريء جمال سالم الرحمة وطيب الذكر والحشر مع الأولياءِ والصدّيقين، وللجرحى الشفاء العاجل والناجز.

وأخيرً فإنّنا نُحذّر من مخاطر هذا المشروع وتداعياته.


وإنّها لثورةٌ حتى النصر


إعلام حركة "فتح" في لبنان
٢٦-٥-٢٠٢٠