يصوّت الإسرائيليون الثلاثاء في انتخابات تشريعية يتواجه فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمر في السلطة منذ عقد، مع رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، بعد خمسة أشهر على مواجهة أولى بينهما لم تكن حاسمة.
وتجري هذه الانتخابات وسط منافسة حامية بين نتنياهو اليمينيّ الساعي إلى ولاية سادسة، رغم ملفات الفساد التي تلاحقه، وغانتس على رأس تحالفه الوسطي "أزرق - أبيض".
والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى مسألة البقاء في منصب رئيس الوزراء الذي شغله لأول مرة بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه فيه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عامًا، أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.
ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى للحصول من الكنيست على حصانة من المحاكمة، في وقت يواجه احتمال توجيه اتهامات إليه في الأسابيع المقبلة في قضايا فساد.
وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم توجيه التهم إلى نتنياهو بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة، بناءً على جلسة استماع مقررة في أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر، بعد أيام قليلة على الانتخابات.
ولن يُطلب من نتنياهو التنحي في حال اتهامه، بل فقط إذا ما أدين وبعد استنفاذ جميع الطعون. وإدراكًا للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية محاولًا اجتذاب القوميين اليمينيين الذين يشكّلون مفتاحًا لإعادة انتخابه، وتحفيز قاعدته الانتخابية على التصويت. وفي هذا السياق قطع نتنياهو تعهدًا مثيرًا للجدل بضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه.
في المقابل، قدم غانتس نفسه على أنه بديل مشرّف لنتنياهو، وتحدث مرارًا عن رغبة نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.
ويقول غانتس إنه يعتزم مع ائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. وصرح أن "نتنياهو يواصل نشر الأكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته" مضيفًا "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".
ومع أن نتنياهو وغانتس هما اللاعبان الأساسيان، إلا أن وزير الجيش السابق أفيغدور ليبرمان الذي كان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحوّل إلى منافس له، قد يلعب دور صانع الملوك بعد حملة خاضها تحت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".
وتمكن ليبرمان من منع نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات نيسان/أبريل، إذ تمسك بمطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين. وليس من الواضح ما إذا كان ليبرمان سيؤيد تعيين نتنياهو لولاية جديدة رئيسًا للحكومة. وإن لم يفعل، فقد يكون ذلك كافيًا ليقرر الرئيس تكليف غانتس تشكيل الائتلاف المقبل.
وتظهر استطلاعات الرأي شعبية كبيرة لليبرمان بسبب حملته ضد الأحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءًا مهمًا من ائتلاف نتنياهو المزمع. ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل وهو يعتزم الدفع لإصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، بعد إغلاق الصناديق مباشرة عند العاشرة مساء اليوم، على أن تعلن النتائج الرسمية الأربعاء.
وتتوقع استطلاعات الرأي حصول كل الليكود وأزرق وأبيض على 32 مقعدًا لكل منهما في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
وبعد تعادل نتنياهو وغانتس في الانتخابات الماضية في نيسان/أبريل، كلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بعد التشاور مع الأحزاب، نتنياهو تشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته. ويعتبر هذا الفشل أكبر هزيمة لحقت بنتانياهو في حياته السياسية.
وبعد أسابيع من المناقشات غير المثمرة، فضّل نتنياهو التوجّه إلى انتخابات جديدة بدل المجازفة بأن يوكل ريفلين المهمة إلى شخص آخر.