عاصمةٌ للجليلِ هي، وإحدى أقدم مُدن فلسطين التاريخية التي تأسّستَ على يدِّ الكنعانيين، ومركزٌ لقضاء يحمل اسمها يقع بين سوريا ولبنان وقضاءَي عكّا وطبريا، واليومَ هي واحدةٌ من المدنِ الفلسطينية التي يوجد فيها عدد قليل من الفلسطينيين، إنَّها مدينةُ صفد.

 

تقعُ مدينةُ صفد شمالي فلسطين المحتلة، حيثُ تبعدُ عن الحدود اللبنانية 29 كيلو مترًا، وتُطِلُّ على بحيرة طبريا ومرج بيسان من الجهة الشرقية الجنوبية، وجبال زمود والجرمق شرقًا، وأراضي مرجعيون وصور شمالاً، وجبل الجرمق وسهول عكا والبحر المتوسط من الجهة الغربية، وترتفع فوق مستوى سطح البحر ما بين 790 و840 مترًا.

وتعتبر مدينة صفد مركزًا تجاريًّا مهمًّا بسبب موقعها الجغرافي الذي جعل منها أيضًا مركزًا سياحيًّا، وأحد أهمِّ مصايف فلسطين، بالإضافة إلى غناها بالموارد السياحيّة، كالمناظر الطبيعيّة الجميلة، والأشجار العالية، والأسواق.

 

معالم المدينة

للمدينةِ معالمُ تاريخيةٌ عريقةٌ أبرزُها: المسجد الأحمر المشيَّد من الأحجار الحمراء، ومسجد الشيخ عيسى، ومسجد السوق، بالإضافة إلى قلعة صفد التي شيَّدها الصليبيون، وجبل بلد كنعان، ومتحف المدينة، وبرج الساعة، ومبنى السرايا الذي شكَّل مركزًا إداريًّا خلال الحكم العثماني للمدينة، إلى جانب بعض الزوايا؛ مثل: زاوية الأسدي، والشيخ العثماني، وحسام الدين بن عبد الله الصفدي، وزاوية الشيخ شمس الدين.

كما تشتهر المدينة بأشجار اللوز والزيتون وينابيعها الكثيرة حيثُ تَعبُرُ أراضي المدينة أربعة أنهار تنبعُ من جبل الشيخ وتصبُّ في نهر الأردن، كما تتعدَّد الصناعات الموجودة في المدينة، ومن أهمِّها: الصناعات الغذائيّة، والسجائر، والمطابخ، والدراجات.

 

احتلالُ صفد بشكلٍ تدريجي

حرِصتَ جميعُ الدول المستعمرة في غزواتِها على احتلال صفد لوقوعِها على الطريق الواصل إلى دمشق من جهة الشمال وكونها عاصمةً للجليل في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الأهميّة التجاريّة للمدينة، حيثُ كانت في القديم إحدى محطّات البريد بين الشام ومصر.

ومن الاحتلالات التي تعرَّضت لها صفد، احتلال الصليبيين لها لأكثرَ من أربعين عامًا، حيثُ شيّدوا فيها قلعة صفد التي سيطروا من خلالها على شمال الجليل، وطريق عكا، وطريق دمشق، وقد حُرِّرَت من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي. وفي العامِ 1517، بسطت الدولةُ العثمانيةُ سيطرتَها على المدينة، وفي عام 1918، خضعت المدينةُ للحكم البريطاني حتى العام 1948، ومن ثُمّ احتلّتها العصاباتُ الصهيونية.

وفي العاشرِ من نيسان آنذاك، وقعت صفد تحت سطوة إسرائيل، ولا تزالُ في قبضةِ الاحتلال حتى يومنا هذا.

 

صفد تنتظرُ عودةَ أهلها

كلُّ الأمكنة في صفد تبكي الغائبين عنها، وعلى الرغم من غياب أهلها عنها أكثر من سبعين عامًا، لن يروي عطش الأرض سوى أصحابها الحقيقين، فالحقُّ سيعود لا مُحال، وسيعود الصفديّون أينما كانوا إلى مدينة صفد.
تقرير: فاطمة المجذوب