تقرير: بلال غيث كسواني

"الرسالة وصلت...ولن نلتزم بها، ولن نتخلى عن أهلنا في القدس المحتلة، وسنواصل العمل من أجلهم"، مواقف لقيادات مقدسية ردا على اقتحام قوات الاحتلال محافظة القدس الذين تعرض مقر عملهم في ضاحية البريد.

دمار في كل مكان...زجاج محطم...أجهزة حاسوب مفككة...أوراق في كل مكان...أبواب مخلوعة... موظفون تعرضوا لضرب وكدمات".

هكذا بدى المشهد في مقر محافظة القدس المحتلة، بعد انسحاب قوات الاحتلال ومخابراته من المكان، حيث اقتحمت مقر المحافظة لساعات عديدة قبل أن تسحب وقد خلفت دمارا وخرابا في المكان.

الحصيلة إصابة ثلاث موظفين وأحد المراجعين باعتداء قوات الاحتلال جرى نقل أحدهم إلى المشفى فيما تلقى الآخرون العلاج في المكان.

وتبليغات للحضور إلى مقر مخابرات الاحتلال في معتقل المسكوبية بالقدس الغربية، سلمت لكل الموظفين العاملين في محافظة القدس من حملة الهوية الزرقاء يوم غد.

وفي وصفها لما حدث، قالت سوسن عثمان، إن الموظفين فور رؤيتهم لجنود الاحتلال أغلقوا كل أبواب المكاتب، وتواجدوا على الأدراج لمنعهم من اقتحام مقر المحافظة، لكن الجنود اقتحموا المقر بهمجية شديدة، وقاموا بدفعي والاعتداء على زملائي الذين حاولوا منعهم، وقاموا بتكسير الأبواب بعد إخراج جميع موظفي المحافظة إلى الخارج".

وأضافت: "لم يبقى في مقر المحافظة سوى الوزير الحسيني، ومدير مكتبه محمد هلسة، وقد صادروا أجهزة الحاسوب وبعض الملفات".

بدوره، قال محمد هلسة: إن الاحتلال تذرع لاقتحام مقر المحافظة بأنها مؤسسة تقدم خدمات لأبناء القدس من الحكومة الفلسطينية، وحاولنا منعهم من دخول المقر وأقفلنا الأبواب لكنهم عاثوا فسادا في كل مكاتب المحافظة، والوزارة وعلى رأسها مكتب وزير القدس ومكتب المحافظ".

وتابع "طلبوا منا التوقيع على تفاصيل ما قاموا بسرقته من المحافظة من أوراق وحواسيب ورفضنا ذلك، وبعد ساعتين ونصف انسحبوا من المكان، وقد صادروا بعض الخزن الخاصة بالأوراق بعد أن فشلوا في فتحها، ونقوم حاليا بمحاولة لحصر الأضرار".

وفي تعليقه على ما جرى في مقر المحافظة، قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني: "إن الرسالة التي أرادوا أن يوصلوها هي أنه يمنع علينا العمل في القدس، ولكننا لن نرضخ لهم وسنواصل العمل لخدمة أبناء شعبنا".

وأضاف الحسيني: "إن ما يجري هو تنفيذ لقرار الرئيس الأميركي ترمب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال، وأن إسرائيل اليوم تقوم بتطبيق هذا القرار بالبلطجة وباقتحام المقرات، وباستهداف الموظفين".

وتابع: "سلمونا قرار من محكمة الاحتلال يتيح لهم اقتحام مقر المحافظة والوزارة، وطلب جنود الاحتلال من الموظفين العاملين في المحافظة من حملة الهوية المقدسية مراجعة مقر التحقيق في معتقل المسكوبية بالقدس الغربية يوم غد من أجل التحقيق معهم".

وأوضح أن ما جرى غير مقبول وغير مبرر، فالاحتلال يتحمل مسؤولية كل تبعات هذه الاقتحامات غير المبررة وغير المفهومة والمرفوضة.

وقال الحسيني: "موجودون لخدمة أبناء شعبنا في القدس المحتلة، وسنواصل تقديم الخدمات لأبناء شعبنا هناك، ولن يثنينا الاحتلال عن القيام بدورنا في دعم صمود المقدسيين".

من جانبه، قال محافظ القدس عدنان غيث: "إن الرسالة التي أراد الاحتلال ارسالها لنا هي أن لا نعمل في القدس ولكن مهما بلغ بطش الاحتلال ستبقى القدس وجهتنا، وما جرى هو اعتداء على المؤسسات وعلى شعبنا وعلى كل ما هو فلسطيني بغطاء أميركي".

وأوضح غيث أن الرد على اقتحام المحافظة، هو مزيد من الصمود في وجه الاحتلال، ومزيد من التمسك بالثوابت الوطنية، والتمسك بالهوية المقدسية، والاستمرار بالعمل للوصول إلى اهداف مشروعنا بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

واكد أن القيادة تعمل مع كل أحرار شعبنا وشرفاء العالم لتحقيق أهداف شعبنا، فسعي الاحتلال للتخلص من كل ما هو فلسطيني في القدس سيفشل، فشعبنا وأهلنا في مدينة القدس هم اصحاب السيادة في القدس".

وقال امين سر حركة فتح في القدس شادي مطور: "إننا سنواصل ملاحقة مسربي العقارات للاحتلال في القدس ولن تثني إجراءات الاحتلال هذه أبناء شعبنا عن نبذ المسربين والتصدي لهم من اجل حماية عقارات القدس من التهويد".

وأضاف: "ان رسالة الإرهاب التي أراد الاحتلال إيصالها لأبناء شعبنا وصلت وسنرد عليها بمزيد من الصمود ومزيد من تقديم الخدمات لأبناء شعبنا في مدينة القدس، ومزيدا من دعم صمودهم ولن ينجح الاحتلال ثنينا عن الدفاع عن قدسنا."

وأوضح مطور "حتى لو استهدفوا المقرات والمؤسسات سنعمل انطلاقا من الشوارع لخدمة أبناء شعبنا في القدس".