نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال وقفةً تضامنيّةً دعمًا للقيادة الفلسطينية في وجه "صفقة القرن" الصهيوأمريكية، اليوم الخميس 5-7-2018 أمام محطة سرحان في مخيَّم البداوي، شاركَ فيها ممثِّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وفعاليات وهيئات ومؤسّسات والآلاف من جماهير مخيَّمات الشمال ومدينة طرابلس والمنية والضنية وعكّار.

واستُهِلَّت الوقفة بكلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرِّها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض جاء فيها: "نلتقي هُنا في مخيَّمات الشتات رفضًا لصفقة القرن، ودعمًا للقيادة الشرعية الفلسطينية ولمواقفها الرافضة لسياسة الإدارة الأمريكية المتصهينة التي تسعى لفرض صفقة القرن من خلال التنسيق مع القادة العرب المتخاذلين، والضغط على القيادة الفلسطينية عبر وقف المساعدات المالية عن السلطة الوطنية، وتخفيض المساعدات الأميركية لوكالة "الأونروا" لإرباك هذه القيادة".

وأكَّد فيّاض التمسُّك بـ"الأونروا" كونها الشاهد السياسي على لجوء شعبنا القسري ونكبتنا منذ سبعين عامًا، وشدَّد على رفض أيَّة تقليصاتٍ تطال ميزانية "الأونروا"، وتُؤثِّر على خدماتها الأساسية التي تُقدِّمها للاجئين الفلسطينيين منذ تأسيسها، أو تشمل وقف عقود العمل والتوظيف منوِّهًا إلى أنَّ إجراءاتٍ كهذه ستؤدّي إلى كارثة إنسانية في المخيَّمات وخصوصًا في لبنان حيثُ يُعاني الفلسطينيون من البطالة جرّاء حِرمانهم من مزاولة نحو 72 مهنة، وانعدام فرص العمل للخرّيجين، وإغلاق دول الخليج العربي أبوابها في وجههم .

كما أكَّد رفضَ حركة "فتح" لـ"صفقة القرن" ولكلِّ أشكال الضغوطات التي تمُارَس على القيادة الشرعية، ومواصلتها النضال والكفاح والمقاومة بجميع أشكالها حتى طرد المحتلين الصهاينة عن أرضنا المباركة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذًا للقرار الدولي 194، وأضاف: "إنَّ موقف الرئيس أبو مازن الصّلب والمتماسك الملتزم بالثوابت الوطنية يحتاج إلى وحدة أبناء شعبنا خلف قيادتهم وصمودهم وثباتهم في أرضهم المباركة".

وقال فيّاض مخاطبًا القادة العرب: "اخجلوا من تضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني وشهدائنا الأبرار! اخجلوا من شلال الدم الفلسطيني الذي جُبِلَ بأرض الآباء والأجداد!"، ونوَّه إلى أنَّ أبرز مخاطر صفقة القرن على قضيتنا هي أنَّها سمحت للعدو الصهيوني بالتمادي في استخدام القوة القصوى ضدَّ أبناء شعبنا، وأعطت الضوء الأخضر لقطعان المستوطنين لاستباحة أملاك أهلنا في القدس والضفة عبر مصادرة الأراضي والاستيطان وتدنيس المقدَّسات.

وأوضح فيّاض أنَّ الولايات المتحدة الأميركية صاحبة "صفقة القرن" تحاول فرضها على القيادة الفلسطينية خِدمةً للمشروع الصهيوني في المنطقة، بعد إثارة الحروب والفتن التي تهدف إلى تفكيك وتدمير منطقتنا العربية تحت شعار ما يُسمَّى بـ"الربيع العربي"، واستنكرَ مجاهرة ترامب بأفكاره الهدّامة والتآمرية على مصير الشعب الفلسطيني والرامية إلى تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية من خلال نقل سفارة بلاده إلى القدس، وتصفية قضية اللاجئين، وإلغاء حل الدولتين، ودعم قيام كيان صهيوني تحت مسمَّى يهودية الدولة ليتزعّم المنطقة بدعم أميركي تحت شعار حماية المنطقة العربية من الخطر الإيراني.

ودعا حركة "حماس" إلى الالتزام بالاتفاق الذي وُقِّع في القاهرة، واتمام المصالحة، وإنهاء الانقسام البغيض وقال: "إنَّ مصلحتنا في الوحدة الوطنية، فهي السلاح الأقوى والأمضى في مواجهة المحتلين الصهاينة، ومَن يقف خلفهم. لنكن صفًّا واحدًا نُدافع عن مصير شعبنا رافضين كلَّ المشاريع المطروحة المدمِّرة لقضيتنا العادلة".

وأكَّد فيّاض أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد لأبناء شعبنا في الوطن والشتات، وأنَّ قرارات المجلس الوطني الأخيرة ارتقت إلى مستوى تضحيات أبناء شعبنا، ودعا كلَّ الطّيف الفلسطيني للانخراط والمشاركة في مؤسسات "م.ت.ف" ووضع خطة استراتيجية من خلالها لجميع الفصائل والقوى الفلسطينية لمواجهة "صفقة القرن" التي تحاول تصفية قضيتنا الوطنية مشدِّدًا على أنَّ "الانقسام هو خنجر في الخاصرة يقضي على الجسد الفلسطيني".

وأكَّد أنَّ حركة "فتح" صاحبة الطلقة الأولى، التي قادت انتفاضة الحجارة في وجه الاحتلال الصهيوني، وانتفاضة الأقصى عام 2000، ستبقى مستمرّةً في المواجهة حتى إقامة الدولة المستقلّة على ترابنا الوطني، وقال: "إنَّ القيادة الشرعية، وفي مقدّمها الرئيس محمود عبّاس، يدفعون ثمنَ صمودهم وتشبُّثهم بمواقفهم المبدئية، وهم يدافعون عن حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، ولن يقبلوا بدولة ذات حدود مؤقّتة، وقد قال الرئيس أبو مازن: (لا دولة بدون قطاع غزّة ولا دولة في قطاع غزّة)، فهناك عروضات يتم تقديمها لفصل قطاع غزّة ومعها مليارات الدولارات، ومشاريع اقتصادية واستثمارية، وإعادة بناء المطار والمرفأ، ورفع الحصار الصهيوني عن غزّة، وتوسيع قطاع غزة باتجاه رفح وسيناء لتصبح مساحة القطاع 750 كلم مربّع لتدمير الحلم الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة ولتمرير صفقة القرن".

وتمنَّى فيّاض للبنان الشقيق الاستقرار والأمان، وأضاف: "نُطمئِن إخوتنا اللبنانيين قيادةً وشعبًا بأنَّنا نرفضُ التوطين في أيّ بلد في العالم، وسنبقى متمسّكين بحق العودة إلى ديارنا رغم لجوئنا القسري منذ 70 عامًا آملين من الحكومة اللبنانية إعطاءنا الحقوق المدنية، وخاصّةً حق العمل وحق التملّك، لنعيشَ بكرامة إلى حين عودتنا إلى وطننا الغالي فلسطين".

ولفت فيّاض إلى أنَّ الوضع الأمني في المخيَّمات مستقر، وأنَّ حركة "فتح" ستبقى ملتزمةً وداعمةً للقوة الأمنية المشترَكة في المخيَّمات كافّةً وخاصةً مخيّم البداوي، وأضاف: "لن نسمح بنقل الفتن من غزّة إلى مخيَّمات لبنان. إنَّ سلوك أمن "حماس" مرفوض ومُدان من قِبَلنا، بدءًا من منع مهرجان الأسرى المحرَّرين الداعي للوحدة الوطنية، ومنع الصلاة على جثمان الشهيد مهند أبو طاحون بذريعة أنَّ جسده الطاهر قد لُفَّ بعَلم فلسطين وراية حركة "فتح"، وليس انتهاءً بمنع إقامة بيت عزاء للشهيدة رزان النجّار التي قتلها الاحتلال بدم بارد لأنَّها من حركة "فتح"!".

واختُتِمَت الوقفة بدعاء لشهداء فلسطين وقيادتها ومقاتليها تلاه فضيلة الشيخ أبو عثمان.

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان