اليوم السبت يلتئم مجلس الجامعة العربية على مستوى وزارة الخارجية بحضور الرئيس محمود عباس استعدادا لاجتماع باريس الذي يعقد خلال اقل من اسبوع من اجل مؤتمر دولي جديد للسلام بعد قرابة ثلاثة وعشرين عاما على اضخم اتفاق عقدناه بحضور العالم اجمع في حديقة البيت الابيض في واشنطن عام 1993، اقمنا بموجبه اول سلطة وطنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ولكن هذا الاتفاق انتهى الى الفشل الكامل بسبب التوحش الاسرائيلي الذي لا يعترف باتفاقات ولا بالقوانين الانسانية او الدولية، ولا يقيم وزنا إلا لعربدة القوة وهذا هو جوهر الحركة الصهيونية، والقوة غائبة بسبب الوضع العربي الراهن، وبسبب الوضع الدولي الذي لديه اولوياته الاخرى، وبسبب الانقسام الفلسطيني الذي فشلنا في القضاء عليه بسبب طبيعة الاخوان المسلمين الذين منهم حماس، فهي تعرف أن الانقسام صناعة اسرائيلية ورغم ذلك فقد ذهبت اليه بكل تعمد واستسلمت له بكل شهوة، مع ان الانقسام يعني اسرائيليا أن على غزة ان تذهب الى الجحيم حتى لا تبقى جزءا من المسار الفلسطيني، وان لا دولة فلسطينية في الضفة بل حكم ذاتي في احسن الاحوال، وأن الاستهتار والتحايل الاسرائيلي في ظل حكومة نتنياهو وصل الى حد رفضه المبادرة الفرنسية، واقتراح لقاء بين ابو مازن ونتنياهو في باريس دون شروط مسبقة للعودة الى مفاوضات ثنائية مباشرة لمزيد من احراق الوقت.

ماذا يفعل اجتماع الجامعة العربية؟ وماذا يفعل الفلسطينيون أمام ذلك كله؟ سنقدم الدعم للمبادرة الفرنسية، وماذا اذا لم يتوفر الشريك الاسرائيلي، هذا سؤال مهم، هل فرنسا واوروبا ستتقدم خطوة أخرى الى الامام؟ وما هو جدار الارتكاز الأساسي الذي نرتكز اليه؟ هل هناك سوى شعبنا في رقعة فلسطين التاريخية بمستويات مختلفة داخل اسرائيل وفي الضفة والقطاع والقدس؟ انه شعب عظيم هو حلقة الرهان الاساسية، ذلك ان اسرائيل رغم كل القبح والادعاءات الكاذبة ذاهبة الى المأزق الوجودي صنعت اكاذيبها وتعتدي عليها، وهذا الجنوح الجامح نحو اليمين والتطرف والعنصرية يهدد اسرائيل اكثر من سواها يهددها اولا بأنها لا تنتمي الى هذه المنطقة، وخرافاتها واساطيرها لا تنتمي الى هذا الزمن.

المهم ان نثق بانفسنا عربيا وفلسطينيا، وان نفتح الافق امام ابداعات شعبنا النضالية، والا نذهب بالانزلاق نحو حديث الفدرالية التي لم تكتمل شروطها، شعبنا قوة بصموده وابداعه، وهو جدير بالمراهنة عليه في اقسى الظروف.