ينتظر ان يوجه وزراء خارجية الدول العربية رسالة مشتركة الى الدول التي لم تعترف حتى الان بالدولة الفلسطينية لحثها على القيام بذلك قبل بدء أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، وذلك في وقت بدأت فيه الخطوات الحاسمة لنيل عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون انهم يتوقعون مزيدا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية نتاجا لهذا التحرك، اضافة الى التحرك الدبلوماسي الفلسطيني الذي يقوده الرئيس محمود عباس ،الذي من المقرر ان يواصل تحركاته السياسية الهادفة لحشد مزيدا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية حتى خلال شهر رمضان المبارك.
ويفضل المسؤولون الفلسطينيون عدم الادلاء بأية معلومات عن الدول المرجح اعترافها بالدولة الفلسطينية قريبا وذلك خشية ممارسة الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل الضغوط على هذه الدول لدفعها الى عدم الإقدام على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ورجح المسؤولون ان تعلن عدد من الدول الاوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية في الفترة حتى أيلول في ظل المأزق الذي تمر به عملية السلام وإنعدام آفاق استئناف المفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية.
وتعترف حتى الان ما بين 118-122 دولة بالدولة الفلسطينية، غير أن الحصول على ثلثي أصوات اعضاء الجمعية العمومية للامم المتحدة يتطلب 129 صوتا.

وقال مسؤولون فلسطينيون انه تم ابلاغ الدول بقرار التوجه الى مجلس الامن الدولي عبر الامين العام للامم المتحدة لطلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وأن هذا التوجه لا يتناقض مع أي جهود تبذل من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.

وتنعقد لجنة فرعية منبثقة عن لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية يوم الرابع من شهرآب المقبل ، في العاصمة القطرية الدوحة لوضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل المتعلقة بتقديم فلسطين طلب العضوية الكاملة في الامم المتحدة الى مجلس الامن الدولي عبر الأمين العام للامم المتحدة.

وسيمثل فلسطين في الاجتماع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، بعد أن كانت لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية اقرت في اجتماعها الاخير في الدوحة دعم القرار الفلسطيني بالتوجه الى مجلس الأمن لنيل عضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة.

ويقول مسؤولون انه سيتم توجيه طلب العضوية الى الأمين العام للامم المتحدة بعد الاجتماع المرتقب في الدوحة يوم الرابع من الشهر المقبل، وسيتم إبلاغ العديد من الدول المعنية بهذا القرار من أجل دعمه.ويقر مسؤولون فلسطينيون بأن الولايات المتحدة الأميركية قد تستخدم حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد طلب عضوية فلسطين، غير أنهم شددوا على أن ذلك لن يكون نهاية المطاف إذ سيتم التوجه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجل الطلب من مجلس الأمن تبرير عدم قبول الطلب دون استبعاد الحصول على مكانة هضو مراقب في الأمم المتحدة.

وقال مسؤول كبير" سنذهب الى مجلس الأمن وإذا ما تم استخدام "الفيتو" فسنذهب الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومن ثم سنعود الى مجلس الأمن حنى لو اقتضى الأمر تقديم طلب عضوية الى مجلس الأمن كل أسبوع"وأضاف"ايلول سيكون بداية العمل وليس نهايته".ويشير المسؤول الى أن الولايات المتحدة تمارس الضغوط على الدول لعدم الإعتراف بالدولة وقال" من المرجح ان تزداد هذه الضغوط في الأسابيع القادمة ولكننا لا نرى حاليا أي افق لإستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ظل المواقف المتصلبة للحكومة الإسرائيلية".
وكان الرئيس محمود عباس طلب من السفراء الفلسطينيين المجتمعين في مدينة اسطنبول التركية الاستنفار استعدادا لشهر أيلول فيما تم التأكيد على الغاء اي اجازات للسفراء.

وبدوره فقد طلب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات من السفراء أن تكون هناك تحركات ظاهرة للعيان في العواصم التي يتواجدون فيها في يوم تقديم طلب العضوية الى مجلس الأمن وفي اليوم الذي سيخاطب فيه الرئيس عباس العالم من على منصة الأمم المتحدة.ويشير المسؤولون الى انه حتى لو تم الحصول على مكانة دولة غير عضو في الامم المتحدة، وهو ما يتطلب نصف الاصوات زائد واحد في الجمعية العامة للأمم المتحدة ،فان الوضع لن يبقى على ما هو عليه الان، إذ سيمكن ذلك فلسطين من العضوية في كل المؤسسات الدولية وخاصة مؤسسات الامم المتحدة.