قال الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: ان "السلطة الفلسطينية إما ان تكون ناقلا للاستقلال او لا تكون، ولا مجال بعد 2011 لبقاء سلطة اسمية لمصدر سلطات اسمه الاحتلال الاسرائيلي، لا يقوم باي عمل من الأعمال المنصوص عليها من صلاحيات سلطات الاحتلال". وقال :انا لا ادعو بذلك الى حل السلطة، ولكن الوضع القائم لا يمكن ان يستمر. واضاف: كما قال الرئيس نحن نتوجه الى مجلس الامن، وهذا حقنا ليس للصراع مع احد او المواجهة مع احد، وانما لتثبيت حق، ولن يكون الوضع الفلسطيني على ما هو عليه بعد نهاية 2011 ، البداية ستكون في ايلول، ولا نريد اي شيء سوى إعادة فلسطين.

وفي كلمة مصارحة مغلقة مع سفراء فلسطين المجتمعين في اسطنبول، اشار عريقات الى انه حتى لو حصلت فلسطين على مكانة دولة غير عضو في الامم المتحدة، فان الوضع لن يبقى على ما هو عليه الآن. وقال: اسرائيل ادركت هذا الأمر، وتقوم بنشاطات مستمرة على مدار الساعة، لأنها تدرك تماما ما معنى ان تصبح فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة، فاذا ما اصبحت فلسطين دولة غير عضو لن تكون الأمور بعد ذلك كما هي عليه مع اسرائيل، وبالتالي فهذه ليست قفزة في الهواء .

وأضاف: لا نريد الصراع مع الولايات المتحدة او غيرها، ولكن الوضع ان هناك سلطة فلسطينية ولدت كنتاج للاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية، ومع دولة اسرائيل، والمكانة القانونية للسلطة الفلسطينية هي ان تكون ناقلاً للشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال خلال فترة زمنية مدتها 5 سنوات، وعلى مدى السنوات قامت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتفريغ هذه السلطة من ولاياتها القانونية والسياسية والامنية والاقتصادية، وبالتالي تنصب اسرائيل نفسها حاليا كمصدر للسلطة، وتستطيع اسرائيل ان تبقي هذا الوضع كما هو عليه الف عام قادم ".

وقال: "نحن في مرحلة صعبة ودقيقة جدا، وهناك مخاطر اكثر من الرواتب وقطع المساعدات، اللعب على الثقيل، ونحن نسير بخطوط معروفة وهذه فرصة اعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا" واضاف: "الوضع الحالي لا يمكن ان يبقى اذا ما اردنا ان نبقى كمنظمة تحرير فلسطينية، فالوضع القائم لم يعد بالامكان ان يستمر".

وأشار في هذا الصدد الى ان "نحن امام لحظة الحقيقة لقد وصلنا الى هذا التفكير بعد عشرين سنة من عملية السلام" وقال: "اذا ما كانت اميركا تنظر الينا كمصلحة للاستقرار في المنطقة، فان هناك ثمنا اما اذا لم تكن ترانا كذلك، فهذا أمر آخر، هم لم يرونا لمدة 70 سنة، وطبعا هم - كأي طرف اخر- يريدون دفع اقل ثمن ممكن، ولكن اذا ما ارادت الولايات المتحدة لهذه السلطة ان تستمر، فالثمن هو دولة فلسطين على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ".

وعن التهديدات الاميركية، قال عريقات: "الاميركيون قالوا رسميا لنا امرين، وهما: انهم سيستخدمون الفيتو في مجلس الامن، وان الكونغرس سيقطع المساعدات في حال توجهنا الى الامم المتحدة، وان الامم المتحدة ليست خيارا، وهم لم يغيروا موقفهم حتى الان، وهل سيبقى هذا الموقف ثابتاً حتى ايلول؟ هذا ممكن، ولكن لا اعتقد، وبالتالي الامر يعتمد على كيفية سير الامور معهم وهم سيوظفون ضدنا كل العالم، ولكن في النهاية اذا ما تحدثت بلغة العقل والمنطق والالتزام، فانك تسحب منه الحجج بان الولايات المتحدة بديل للمفاوضات". وشدد عريقات على انه "اذا ما استخدم الفيتو في مجلس الامن، واستخدمت الرواتب لابتزاز سياسي، ولابقاء اسرائيل كمصدر للسلطات، واستمر الاستيطان فان السلطة باعتقادي يجب ان لا تكون، واعتقد ان على الرئيس محمود عباس ان يلقي الورقة في وجههم، وانه بعد 20 سنة فان منظمة التحرير الفلسطينية تعيد النظر في كل شيء حدث، لأن ابقاء الوضع على ما هو عليه الان هو دمار للقضية الفلسطينية، لقد تعاملنا 20 سنة بالواقعية والحكمة، وهناك مهمة للسلطة اسمها الاستقلال، وبالتالي فإن رأيي الشخصي هو ان السلطة الفلسطينية اما ان تكون ناقلا للاستقلال او لا تكون".

وشدد عريقات على انه "لا يوجد لدينا شريك في هذه الحكومة الاسرائيلية، واعتقد ان نتنياهو هو اخر رئيس وزراء اسرائيلي يحاول منع الدولة الفلسطينية، فالدولة قادمة " وقال: "نتنياهو يريد تغيير مرجعية عملية السلام، وبالنسبة لنا فاذا لم تتمكن في المرحلة الحالية من تحقيق مكاسب فعلى الاقل نحد من المخاسر".

ونوه الى انه" لم يعرض علينا اي شيء رسمي من اي جهة كانت، وفي اللحظة التي يعرض فيها شيء، فاننا سندرسه". وطلب من السفراء ان يتم تنظيم تحركات في عواصم الدول التي يتواجدون فيها في يوم تقديم طلب عضوية فلسطين في الامم المتحدة، ويوم خطاب الرئيس امام الامم المتحدة، وقال: "نتامل انه عندما يتقدم الرئيس محمود عباس طلب العضوية في مجلس ان تكون عواصم بلدانكم، ايا كان تواجدكم، تخرج الى الشوارع، وأن يخرج الناس باي اعداد كانت مع علم فلسطين، والحق لعضوية فلسطين، ارجو انه في ذلك اليوم الذي يقدم فيه طلب عضوية فلسطين ان تكون البلدان التي تعملون بها فيها حركة ظاهرة للعيان، فهذا حق، وأرجو انه عندما يوجه الرئيس محمود عباس خطابه في الجمعية العامة ان تشهد شوارع المدن التي تتواجدون بها الشيء نفسه".