حسن بكير

عقدت خلية الأزمة لمواجهة قرارات الأونروا مؤتمراً صحافياً أمام المدخل الرئيس لمكتب لبنان الاقليمي قبيل ظهر الخميس 11\2\2016 شارك فيه أعضاء الخلية وقادة الفصائل والقوى الوطنية الإسلامية والفلسطينية، وقادة الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت ومخيماتها، وعدد من نازحي مخيمات سوريا ومهجّري مخيم نهر البارد، وحشد كبير من الفضائيات ووسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.

وتلا مذكرة المطالب الفلسطينية مسؤول حزب الشعب في لبنان غسّان أيوب استهلّها بتوجيه التحية والشكر لوسائل الإعلام لمواكبتهم الحراك الفلسطيني وتغطيته منذ شهر ونيّف.

بعدها تابع البيان الصحفي قائلاً: ان وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى "الأونروا" تُعنى بالاغاثة والتنمية البشرية وتعمل على تقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية والخدماتية الاجتماعية، وتحسين المخيمات والمساعدات الطارئة لما يقارب خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الدول المضيفة، بمقتضى التفويض المؤقت الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي حمل الرقم (302) لعام 1949 الى حين عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها قسراً بالظلم والعدوان.

وقد سعت الجمعية العامة على مدى العقود السابقة ومنذ عام 1949 حتى تاريخه وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا وكان آخرها تمديد عملها لغاية 30 حزيران 2017.

وبالعودة الى سنوات التأسيس والتفويض المؤقت لعمل الأونروا ورغم التزايد الطبيعي والكبير لعدد اللاجئين والارتفاع الحاد لمستوى المعيشة في لبنان والدول المضيفة فقد بقي التجاهل من الأمم المتحدة قائماً لطبيعة وشكل الموازنة المالية للأنروا التي اعتمدت بمجملها على التبرعات الطوعية. وتفرَّدت عن باقي المؤسسات العاملة في الأمم المتحدة لجهة الاعتمادات والموازنات المالية الثابتة والمخصّصة لها بما لا يعرِّض تلك المؤسسات لمخاطر العجز المالي الذي عانت وتعاني منه الأونروا على مدار تاريخ في الوسط الفلسطيني.

وفي هذا السياق فإننا نناشد الدولة اللبنانية بدعم مطالبنا المحقة بمواجهة قرارات واجراءات وكالة الأونروا الظالمة.

اننا في خلية ازمة الأونروا المنبثقة عن الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان نقف اليوم هنا أمام المقر الرئيس لوكالة الأونروا في بيروت، نعقد مؤتمرنا الصحفي لنرفع الصوت عالياً بوجه ادارة الأونروا في لبنان ولنقول لها بأننا ومعنا كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي الفلسطيني واللجان والهيئات الشعبية والاهلية والنقابية وكذلك اهلنا ابناء مخيم نهر البارد المنكوب، واخوتنا النازحين من مخيمات سوريا نرفض رفضاً قاطعاً وندين ونستنكر بشدة سياسة تقليص الخدمات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين، التي تتّبعها وكالة الأونروا والتي تمس بشكل مباشر مختلف القضايا والمتطلبات والاحتياجات المعيشية والحياتية والانسانية لهم خصوصاً في مجالات التربية والتعليم، والصحة والطبابة، والتوظيف والاغاثة والايواء، ونطالبها بالتراجع عن كافة قراراتها واجراءاتها الظالمة التي استهدفت خطة الطوارئ لأهلنا في مخيم نهر البارد، والمساعدات المالية التي كانت تقدّمها لايواء اخوتنا النازحين من مخيمات سوريا، ونطالبها ايضاً بالتراجع عن خطتها الأخيرة والتي بدأت بتنفيذها مطلع العام الحالي 2016 والمتعلّقة بالاستشفاء والطبابة، والتي تجبر المرضى الفلسطينيين على دفع مبالغ مالية من قيمة الاستشفاء في المستشفيات المتعاقدة معها وكالة الأونروا تتراوح بين 5% و45% حيث تصل قيمة هذه النسبة على المرضى لدى غالبية المستشفيات الى آلاف الدولارات في الوقت الذي يعيش 65% من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان دون خط الفقر وفق الدراسة التي اجرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الأونروا) بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت في صيف العام 2010.

اننا ونحن نقف امام المقر الرئيس لوكالة الأونروا في بيروت لنعبّر عن رفضنا واحتجاجنا على القرارات الصادرة عن ادارة وكالة الأونروا فاننا نؤكد تمسُّكنا بهذه المؤسسة باعتبارها الشاهد الدولي الحي على الجريمة التاريخية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني في العام 1948 والتي تمثلت بطرده من ارضه وتشتيته الى دول المنافي ومخيمات اللجوء. وانطلاقاً من ذلك فإننا نطالب المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته تجاه حقوق اللاجئين الفلسطينيين والالتزام بتقديم الدعم المالي للأونروا، لكي تتمكّن من الاستمرار بالقيام بدورها الذي كفلّتها به الامم المتحدة العام 1949 لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين العودة الى ديارهم وارضهم. وامام تقليص خدمات وكالة الأونروا المستمرة، وتنامي الاحتياجات للاجئين الفلسطينيين في لبنان نطالب  بالتالي:

1. تخصيص موازنة ثابتة لوكالة الأونروا كسائر المنظمات الدولية كي لا يبقى اللاجئون الفلسطينيون عرضة للابتزاز السياسي من قبل الدول المانحة.

2. القيام بحملة دولية لتأمين التمويل الكافي لاستكمال اعمار مخيم نهر البارد.

3. توفير الاموال اللازمة للاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ الصحية والاغاثية لأبناء مخيم نهر البارد الى ان تنتهي عملية الاعمار بشكل كامل.

4. اعادة تقديم بدلات الإيواء للفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع غلاء المعيشة والايجارات في لبنان، وتأمين خطة طوارئ صحية لهم، توفِّر التغطية الكاملة للاستشفاء بالاضافة الى زيادة مبلغ الاغاثة الشهرية بما يضمن لهم حياة كريمة.

5. رفع نسبة مساهمة الأونروا في الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان بحيث تصل الى 100% خاصة عمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والاعصاب وكذلك تأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها.

6. زيادة عدد العاملين في التنظيفات في المخيمات نظراً لزيادة حجم السكان من اجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الاصول الانسانية.

7. زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها وكالة الأونروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة.

8. زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس الأونروا بما لا يزيد عن 40 طالباً في كل صف.

9. توسيع الاختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي توجد فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

10. رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في وكالة الأونروا حسب المهمات المنوطة بها من الأمم المتحدة.

11. إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها وكالة الأونروا في التعاطي مع حالات العسر الشديد، بالاستناد الى المعايير الانسانية الدولية والعمل على استيعاب كافة العائلات والافراد الذين يعانون من الفقر المدقع، والتي تصل نسبتهم بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى ما فوق الـ65%.

وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي فُتِح باب النقاش والأسئلة من قبل الإعلاميين، حيثُ تركّز محورها على نوع الحراك المستقبلي لأزمة الخلية، والإجراءات التي ستقوم بها هذه الخلية في حال عدم تجاوب الأونروا مع مطالب اللاجئين.