التقى وزير الخارجية رياض المالكي، الرئيس السلفادوري سلفادور سانشيز سيرين، في قصر الرئاسة في العاصمة السلفادورية سان سيلفادور، بحضور وزير خارجية السلفادور هوغو مارتينيز، وسفير دولة فلسطين غير المقيم لدى السلفادور محمد عمرو، وسفير فلسطين لدى المكسيك محمد سعدات، والمستشارة حنان جرار مدير دائرة الأميركيتين والكاريبي في وزارة الخارجية.

وفي بداية اللقاء، رحب الرئيس سلفادور سانشيز سيرين بالوزير المالكي، مبيّناً أن لقاءه به في قصر الرئاسة في العاصمة سان سلفادور إنما هو تعبير عن مدى الاحترام والتقدير الذي يكنّه لفلسطين، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وعن مدى رغبته في الاستماع مباشرة من المالكي عن مجريات الأمور على الأرض في فلسطين، ومشيرا إلى أن السلفادور ترغب في رؤية حل الدولتين تتحقق على الأرض، لما لذلك من أهمية في استقرار المنطقة والعالم.

كما أعرب الرئيس سيرين عن دعمه المطلق لحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.

من جانبه، نقل المالكي تحيات الرئيس عباس لنظيره السلفادوري، مشدداً على أن سيادته ما زال ينادي بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالوسائل السلمية، وتطبيق الشرعية الدولية على الحالة الفلسطينية التي طال أمدها، ومبيناً أن هناك عشرات القرارات الدولية التي ما زالت بانتظار التطبيق منذ سبعة عقود خلت.

وأشار المالكي إلى أن حكومات إسرائيل المتعاقبة كانت وما زالت مسؤولة عن عدم إحراز أي تقدّم في عملية السلام، وذلك بسبب إجراءاتها على الأرض، والتي من شأنها تكريس الاحتلال بكل ما يحمل من عنجهية وغطرسة وظلم واضطهاد، فقد عمدت الدولة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) إلى التنكّر للحقوق الفلسطينية بكل أبعادها ومنذ اللحظة الأولى للصراع، وذلك من خلال ممارساتها الاحتلالية المتمثلة بتكثيف خلايا السرطان الاستيطاني، وتقطيع أوصال الوطن بالحواجز العسكرية الثابتة والمتحركة، والمستوطنات، وممارسة سياسة الفصل العنصري من خلال بناء جدار التوسع والضم والتوسع العنصري، جدار الكراهية والظلم، التي تقوض حل الدولتين وعدم إحراز تقدم في العملية السلمية والتفاوضية.

 كما دعا المالكي الرئيس السلفادوري للتدخل الفوري من أجل الضغط على حكومة الاحتلال للتوقف عن ممارسة حرب هدم المنازل الفلسطينية، والإعدامات الميدانية اليومية ا ضد أبناء شعبنا الأعزل.

وشدد على أن حكومة الاحتلال ومن خلال ممارساتها وسياساتها المتجاهلة للقوانين والشرائع الدولية ذات الصلة، تبعدنا أكثر وأكثر عن تحقيق ما يرنو إليه المجتمع الدولي، المتمثل بحل الصراع وتحقيق حل الدولتين لشعبين يعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام واستقرار، وهذا بالضبط ما تنادي به القيادة الفلسطينية بشكل واضح في المحافل الدولية.

 وناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والنهوض بها إلى أعلى المستويات وفي كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والثقافية، فمن جانبه كان الرئيس السلفادوري قد شدّد على عمق العلاقة بين بلاده وفلسطين، مبيناً أن هناك جالية فلسطينية ساهمت وما زالت تساهم في بناء السلفادور، مشيرا إلى أهمية التوقيع على بروتوكول التعاون الزراعي بين البلدين، وضرورة البحث في كافة السبل التي تمكّن الطرفين من التعاون في كافة المجالات التي تصب في صالح البلدين الصديقين.

 وفي نهاية اللقاء، حمَّ الرئيس سيرين الوزير المالكي تحياته للرئيس محمود عباس، وتقديره لما يقوم به من جهود لتحقيق السلام، أما المالكي فقد وجه دعوة باسم الرئيس للرئيس السلفادوري لزيارة  فلسطين، بهدف ترجمة ما تم الاتفاق بشأنه، وتعميق أواصر العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة والميادين.