ضمن الحملة الوطنية لإحياء الذكرى السنوية لقتل وإحراق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير على ايدي متطرفين صهاينة العام المنصرم، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح"في بيروت اليوم اعتصامين منفصلين.

الاول عقب صلاة الجمعة 3\7\2015 أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة، والثاني امام مقبرة الشهيد علي ابو طوق وشهداء مخيم شاتيلا في مخيم شاتيلا قبيل صلاة العصر. الكلمتان في الاعتصامين كانتا مركزيتين وموحدتَين. حيث القى الكلمة في برج البراجنة امين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش. أما في مخيم شاتيلا فقد ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في بيروت ناصر الأسعد.

شارك في الاعتصامين ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "فتح" ممثلة بقيادتها في بيروت وكوادرها ومكاتبها الحركية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والقوى الاسلامية الفلسطينية، وممثل الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة العربية الدكتور ناصر حيدر، وممثلو اللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية الفلسطينية وحشد جماهيري من ابناء المخيمات والفاعليات وكبار السن.

وهذا نص الكلمة: "ان ما تعرّض له الشهيد محمد ابو خضير من عملية تعذيب وإعدام حرقاً حتى الموت سيبقى علامة فارقة في تاريخ المعاناة الفلسطينية جرّاء الوجود الصهيوني العنصري المُشبع بالأحقاد والضغائن، والكراهية للإنسان الفلسطيني، وبسبب هذه الثقافة العنصرية، ونتيجة هذه التعاليم التلمودية المسمومة، ولأن هذا الكيان الاسرائيلي يؤمن منذ البداية بعملية اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وطرده والاحلال مكانه فقد جاءت جريمة اغتيال الفتى محمد ابو خضير ترجمة واقعية لهذه الثقافة الصهيونية، ولهذه التعاليم الاجرامية. ان الاصرار على ارتكاب الجريمة بهذه الطريقة هو دلالة واضحة على حسم خيار الدولة اليهودية الذي يريد نتنياهو وفريقه اليميني تكريسه عملياً وبالتالي المطلوب هو التنكيل بأبناء فلسطين ونشر حالة الرعب والإجرام بين أبناء القدس وأراضي الـ48 والضفة الغربية وغزة لدفع الأهالي نحو الهجرة وترك بيوتهم".

"ولا شك ان عملية خطف الأطفال والفتيان الصغار من امام بيوتهم وحتى من امام المساجد او في الأسواق، هي سياسة اسرائيلية جديدة اصبح يتبعها الكيان الصهيوني، كما حصل مع عائلة زلوم حيث حاول المستوطنون خطف طفلين هما موسى زلوم 7 سنوات وشقيقه يحيى زلوم 8 سنوات ولكن صراخ الوالدة أفشل العملية الاجرامية بينما كانوا في السوق.

ان التحقيقات وجلسات المحاكمة التي تمت بخصوص جريمة قتل محمد أبو خضير أكدت أن خطة الخطف كانت منظمة ومبرمجة وان المجرمين الثلاثة وهم المستوطنون يوسيف بن ديفيد وابن أخيه يائير والمتهم الثالث ايتمار التقوا قبل التنفيذ واتفقوا على كافة التفاصيل.

ان هذه العقلية الاجرامية التي باتت تستهدف الأطفال قبل الكبار هي عنوان المرحلة القادمة التي تؤكد غياب أية امكانية للتعايش او الأستقرار مع هذا الكيان المحتل، وهي خطوة خطيرة على طريق فرض اسرائيل دولة يهودية وبالتالي تذويب الوجود الفلسطيني.

حدثُ الاستشهاد كان مفجعاً لكل الفلسطينيين وبالتأكيد فإن أسرته كانت الأشد تألُّماً وحسرة وحزناً لكننا شاهدنا أُماً صبورة جريئة قلبها مليءٌ بالإيمان والتقوى فاستقبلت النبأ بشهامة وعظمة الأم الفلسطينية، والأب ايضاً تميز وفي كل المحافل وعلى كل المنابر بحمل لواء الدفاع عن قضيته والسعي الى تحصيل حقوق ابنه وتدفيع الصهاينة ثمن جرائمهم والعمل الجاد على محاسبتهم في محكمة الجنايات الدولية. إن هذه الجريمة البشعة فرضت نفسها على كل دول العالم التي استنكرت وأدانت وطالبت بالتحقيق الجاد والقيادة الفلسطينية التي قررت أن تكون الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده 2\7\2015 حدثاً فلسطينياً وعربياً ودولياً والقيام بحراك سياسي واعلامي وقانوني وجنائي وجعل هذا الحدث في صدارة الاهتمامات الفلسطينية داخلياً ودولياً وبالتالي إثارة هذا الموضوع على كافة الأصعدة لوضع العدو الاسرائيلي في عزلة سياسية وامام استحقاقات قانونية وجنائية وكشف زيف الادعاءات الاسرائيلية بإنها بلد الديمقراطية والمساواة".

وفي ختام الكلمة جاء "ستبقى جريمة قتل الشهيد محمد حسين ابو خضير الكابوس الأخطر يفض مضاجع قادة العدو ويحوّل مستقبلهم الى جحيم اسود ينذر بان الظلم لا يطول وان الاحتلال الى زوال".

وفي هذه المناسبة فإننا نثمن الجهود والاجراءات والمتابعة الحثيثة من قبل الرئيس ابومازن والقيادة الفلسطينية لتفعيل الملفات المتعلقة بالجرائم الاسرائيلية في محكمة الجنايات الدولية.

وفي وقت لاحق من مساء أمس نظمت مسيرة شموع ورفع تابوت رمزي، أمام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة. شارك فيها اعضاء من قيادة فتح في بيروت وكوادرها وكشافة المرشدات الفلسطينية وعدد من ابناء مخيم برج البراجنة.