لا اظن ان العراق سيعود الى سابق عهده لأنه الآن مقسم الى ثلاث دويلات.. ولا اظن ان سوريا ستعود الى سابق عهدها لانها مقسمة الى دويلات وامارات كثيرة طبقا لمن يسيطر على الارض، ولا اظن ان ليبيا ستعود الى ما كانت عليه بل الى ما ستؤول اليه اي عدة دول، ويحاك لمصر ان تتفتت ايضا لكنها تقاوم بثبات .وليس صحيحا ان اليمن سيعود الى سابق عهده بل الى ارذل عمره. وثمة ما يحاك لكل دولة عربية شاءت ام أبت لأن مهندس الربيع العربي ضرب عربا بعرب وانظمة بانظمة وتنظيمات والان يضرب الجميع ببعضه بعضا لصالح اطراف اخرى غربية واقليمية.. فالهدف منذ البدء تدمير ما هو قائم لاعادة تخليق كيانات هزيلة مخصية، تابعة لقوى اقليمية ودولية ولا تنطق باسم شعوبها وعروبتها بل بطوائفها ومذاهبها وقبائلها فقط.
زرنا تونس بمعية الرئيس ابو مازن في طريق عودته من اميركا اللاتينية قبل سنوات مع بدء احداث تونس.. وعندما وصلنا عمان قال الرئيس اقرأ "لعبة الامم" لمايلز كوبلاند فبدلا من تجهيز جنرال لاستلام السلطة سيعدون احزابا وتيارات لهذا الغرض وهو ما يحدث عمليا الان وكأنها في ذمة الله.
قبل ايام تحدث نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورطولموش عن سايكس بيكو جديدة .. والغريب ان واضعي سايكس بيكو الاولى مع احتضار الدولة العثمانية تركوا تركيا دولة موحدة وقسموا العالم العربي. وحاليا يتحدث الاتراك عن سايكس بيكو جديدة وهي التي بدأ الرئيس الراحل ابو عمار يتحدث عنها في مطلع هذا القرن ولم يسمعه احد.. وكان تلقى معلومات بهذا الشأن من الروس الذين التقطوها من مراكز ابحاث اميركية كانت تضع دراسات لاعادة تركيب فسيفساء العالم العربي وفقا لمصالح اميركا واسرائيل وهو ما جرى حتى الآن. عرفات لم يكن يتنبأ بل تحدث عن معلومات والاتراك يتحدثون عن معلومات.. وابو مازن استنتج ما سيكون من لعبة الأمم وتخريب الذمم.. فالأمة بلا ذمة الآن بل في ذمة الله.