أنَّ هده القيادة التاريخية لن تلتفت إلى الوراء، وانما همُّها مصالحُ شعبها الوطنية العليا، وهي تتمسَّك بثوابتها، وترفض المساومة

يا جماهير شعبنا الفسطيني المكافح المجاهد

يا شعب الجبارين ،يا شعب التضحيات والشهداء ،يا شعب الفداء والوفاء، يا شعب الصبر والثبات ،يا من سرتم على خطى ياسر عرفات ، وأقسمتم على مواصلة مسيرة الثوار، وأخذتم العهد بأن تصونوا الأمانة ، وأن تحملوا الرسالة، يا من بايعتم الثابت على الثوابت السائر على خطى ياسر عرفات.

إليكم جميعاً نداء الفتح المدوِّي في سماء وآفاقِ الوطن الملتهب عنفواناً وكبرياءً ،المجلجل في كل زاوية ، وفي كل بقعة من بقاع الارض المباركة التي تئنُّ تحت وطأة كابوس الاحتلال  والاستيطان والتهويد.

يحتدمُ الصراعُ اليوم بعد أن أُقفلت آفاقُ عملية السلام ،وبعد أن أدار العدو الاسرائيلي ظهره للعالم ولشرعيته الدولية ،وتنكَّر بالكامل لكافة الحقوق الوطنية الفلسطينية ،وأصرَّ على ممارسة العنصرية والفاشية بكل صورها وأشكالها العدوانية والاجرامية،والدموية. وقد عبَّرت هذه الأعمال وهذه الأحداث الاجرامية عن حالة من الرعب والارهاب والوحشية.

ما جرى في الضفة الغربية ،وفي القدس تحديداً، وما جرى في قطاع غزة من قصف وقتل وتدمير ٍ وابادةٍ بشرية ،وتشريدٍ شكَّل تحدياً كبيراً للشعب الفلسطيني، ولأراضي الدولة الفلسطينية ، ولقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية.

أضف إلى ما تقدم أنَّ التصعيد العنصري  والنازي بدأ يبرز في ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني على أرضنا ، وكان هذا نهجاً يومياً

متعمداً ، وقد رأينا أمثلة حيَّة ومؤلمة كالذي واجهه الفتى محمد حسين أبو خضير الذي  أُحرق ثم قُتل ، وبعده جاء القتل المقصود والمرسوم للعديد من الشهداء ومنهم عروة حمَّاد، ومعتز حجازي، والشلودي، وعدي وغسان ابو جمل وغيرهم . ولعلَّ اغتيال القائد الشهيد زيادأبو عين على مرأى من الجميع بينما كان يحمل نبتة زيتون ليزرعها في تراب أرضه ، ايماناً منه بحقه المقدس في هذه الأرض المباركة .

لقد أثبت العدو الاسرائيلي عنصريته من خلال سلوكه اليومي البغيض والقائم على القتل، والاعتقال، وتدمير البيوت ، وتدنيس المسجد الأقصى يومياً واستفزاز المسلمين المرابطين فيه ، والاعتداء على المصلين هناك لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .

أمام هذه السياسات العنصرية والعقاب الجماعي، واستهداف البشر والشجر والحجر، وممارسة حرب الابادة بأبشع صورها لم يكن أمام القيادة الفلسطينية سوى التصعيد على مختلف الجهات ضد الاحتلال الاسرائيلي . فقد أقرت القيادة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس إتخاد خطوات حاسمة وجادة لمواجهة هذه التحديات المصيرية، وكان الاجماع والاصرار على التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم مشروع القرار الفلسطيني المدعوم عربيا ً ، والذي يطالب مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين على الاراضي المحتلة العام 1967 ، وتحديد سقف زمني لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي . بذلك نكون قد نقلنا القضية الفلسطينية من الرعاية الاميركية الفاشلة  إلى طاولة ورعاية الامم المتحدة .

وما يشجِّع على ذلك هو الاعترافات المتواصلة من البرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، وهو دليل على أن الشعوب الاوروبية والاميركية الجنوبية وغيرها بدأت تتحرر من كابوس الإعلام الصهيوني .

تمارس الولايات المتحدة ضغوطات هائلة على القيادة الفلسطينية، وتحديداً على الرئيس أبو مازن لثنيه عن تقديم الطلب الفلسطيني إلى مجلس الامن  ، ولكنَّ قيادة حركة فتح التاريخية منذ الشهيد الرمز ياسر عرفات وحتى الآن  فإنَّ رفض التهديدات والضغوطات هو سيد الموقف، والرئيس أبو مازن حامل الامانة مصرٌّعلى خوض المعركة الساسية والدبلوماسية حتى النهاية لأنه لم يبق شيءٌ نخسره ، فالقرار اليوم موضوع على الطاولة بالخط الازرق ، وفي الوقت المحدد سيتم عرضه بالصيغة النهائية ، وسنضع العالم بأسره أمام مسؤولياته .

ولن تكون هذه  الجبهة الوحيدة ، وانما قرار تصعيد المقاومة الشعبية الذي يتفاعل على الارض سيتصدر الموقف، والنهج الذي انتهجه الشهيد القائد ابو عين سيعمُّ مختلف أنحاء الضفة الغربية ، ومدينة القدس ، ولا بد أن يشعر العدو بأن الاحتلال مُكلِف، وأنه لا يمكن أن يشعر بالاستقرار وشعبنا يتألم .

في هذا الوقت الذي يقود الرئيس أبو مازن معركة إزالة الاحتلال، وفي الوقت الذي تتضامن فيه الولايات المتحدة مع العدو الاسرائيلي لإجهاض المشروع الفلسطيني تتوجه سهام الغدر ، ومحاولات إحباط المشروع الفلسطيني من قبل جهات كثيرة  بينها جهات فلسطينية أصرَّت أن تكشف عن وجهها الحقيقي بسلوك عدواني على القيادة الفلسطينية الشرعية قيادة م.ت.ف وخاصة إستهداف الرئيس أبو مازن الذي يشكل عقبة ً أساسية بوجه المشروع الاسرائيلي التصفوي . وقد رأينا الصورة البشعة تبرز في قطاع غزة في مهرجان رفع رايات حركة فتح ولكن في الحقيقة لا علاقة لهذا المهرجان بحركة فتح ، المهرجان رفع الصور المسيئة للرئيس الفلسطيني أبو مازن مع عبارات تحريضية لتشوية شخصية الرئيس الوطنية الذي يقف اليوم بكل صلابة بوجه الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل العنصرية .

والمستغرب أن هذا المهرجان المشبوه تمَّ برعاية وحماية وضمانة حركة حماس في قطاع غزة ، فالمصلحة المشتركة بين الطرفين التقت في هذا اليوم من أجل إضعاف الموقف  الفلسطيني، وارباك الساحة الفلسطينية ، وارسال رسالة إلى العالم بأن الرئيس أبو مازن ليس له سيطرة على قطاع غزة ، وبالتالي فإن قطاع غزة متمرِّدٌ على السلطة ، وأنَّ القطاع له شأنٌ آخر . فهل تتحمل حركة حماس مسؤولية تداعيات مثل هذه المهرجانات الاعلامية، وهي حماس التي وقَّعت اتفاق المصالحة، و على الوحدة الوطنية ،وعلى حكومة الوفاق الوطني، فهل هي ما  زالت ملتزمه بما وقَّعت عليه أم لا ؟ أمام ما يجري فإننا نؤكد لكل الذين يطعنون حركة حركة فتح وتاريخها وقيادتها في الظهر ، نؤكد لهم بأنَّ كل َ الذين طعنوها سقطوا ،والمؤامرات  التي تعرَّضت لها زادتها صلابةً وقوة ، وأنَّ هده القيادة التاريخية لن تلتفت إلى الوراء، وانما همُّها مصالحُ شعبها الوطنية العليا ، وهي تتمسَّك بثوابتها، وترفض المساومة ، اننا في حركة فتح وقد أصبحنا على مقربة من ذكرى انطلاقة حركة فتح ، انطلاقة الثورة الفلسطينية نؤكد بأنَّ هذه الحركة الرائدة لها قيادة واحدة ، وجسمٌ موحَّد ، وقرارٌ واحد ، ولا نقبل من أحد أن يتطاول على قيادتنا ،لأن التطاول على قيادة حركة فتح هو تطاول على تاريخ حركة فتح .

نؤكد لشعبنا الفلسطيني بأن انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح سيجعل منها أقوى وأصلب وأقدرعلى مواجهة كل المخاطر التي تُحدقُ بها، وسيكون الانتماء والالتزام هو معيار العضوية في الحركة وقدسيتها .

التحية إِلى أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ،وفي كل الوطن المحتل ، ونقول لأبناء حركة فتح الميامين في كل محافظات قطاع غزة إنَّ كافة محاولات الإساءة لحركة فتح ولكوادرها ولقياداتها لن تزيدنا إلاَّ صلابة واصراراً  على مواقفنا المبدئية ، وهذه الحركة حركة الشهداء ستظل دائماً اكبر من المؤامرة .

التحية إلى قوافل الشهداء الابرار الذين بدمائهم اضاؤوا طريق الثورة والتحرير

التحية إلى الأسرى المعتقلين الابطال الصامدين خلف القضبان المؤمنين بأن الاستقلال قادم .

وانها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

الساحة اللبنانية

22/12/2014