بدأت في مدينة رام الله مساء امس الخميس، فعاليات المؤتمر الدولي للهيئات المحلي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعنوان:' الهيئات المحلية في قلب دولة فلسطين'، ضمن فعاليات السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني للعام 2014، بمشاركة مئات الوفود القادمة من مختلف مدن ومقاطعات وبلديات العالم.

وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في حفل استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر:  إن انعقاد مؤتمر هيئات الحكم المحلية الدولي في فلسطين يعد ترجمة حقيقية لتصاعد الحراك الدولي، بشقيه الشعبي والرسمي، لنصرة الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكينه من تقرير المصير في العيش بحرية وكرامة وأمن على أرض الدولة المستقلة كاملة السيادة.

وشدد رئيس الوزراء على ان هذا المؤتمر يضيف خطوة جديدة على طريق تمكين دور المؤسسات الوطنية في تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني، حيث يأتي في وقت تنخرط فيه المؤسسات الرسمية والأهلية في إرساء مرافق وأُسس ودعائم دولة فلسطين، التي تعد مجالس الحكم المحلي أبرز ركائزها.

وقال الحمد الله: 'نجتمع اليوم، في وقت لا تزال فيه كل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية تتطلع إلى الخلاص من ظلم الاحتلال الإسرائيلي، والتحرر من الاستيطان، ومن جدران الفصل التي تحاصرها، وأيضا في وقت لا تزال القدس واهلها المرابطون يتعرضون لمحاولات الاقتلاع وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها، وتواصل قوات الاحتلال ومستوطنيه، فرض حقائق جديدة، إذ يقتحمون الأقصى ويغلقونه في وجه أصحابه الحقيقيين، ويقومون بفرض مخطط التقسيم المكاني والزمني، الذي حذرنا منه أكثر من مرة، ويمنعون المصلين، المسلمين والمسيحيين، من الوصول إلى الأماكن المقدسة للصلاة فيها'.

وأضاف 'إن غزة ستنهض وتنفض عن نفسها الركام والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الذي دمر أرضها وبيوتها ومصادرها ومؤسساتها وبنيتها التحتية، وقتل المئات من أهلها معظمهم من النساء والأطفال، وخلّف الآلاف من الجرحى، غالبيتهم سيعيشون مع إعاقات دائمة وأطراف مبتورة'. 

وأكد رئيس الوزراء انه وبفضل استراتيجية العمل القائمة على توأمة العمل المؤسساتي مع الدبلوماسي، تم تحقيق إنجازات نوعية تكللت باحتضان دولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وتسارع برلمانات العالم إلى إعلان اعترافها بالدولة، كالقرار التاريخي والنوعي الذي اتخذته مملكة السويد، والذي ينتصر لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، ويعترف بنضالاته وتضحياته وبحقه في تقرير المصير.

وبين رئيس الوزراء ان الحكومة تعمل على رعاية مصالح المواطنين وتنمية قدرتهم على الصمود ومواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيليّ، مستندة على البقاء والبناء، فما تزال تبني ما دمره وتدمره إسرائيل، فكما تعيد الآن بناء وترميم غزة، فهي تعيد بناء مسجدي عقربا في نابلس، والمغير في رام الله، اللذين أحرقهما المستوطنون.

واشار الحمد الله على ان مهمة الأسرة الدولية، بل ومسؤوليتها القانونية والسياسية والتاريخية، هي التحرك الفوري واتخاذ قرارات وإجراءات جدية لوضعِ حد لعقود متصلة من المعاناة والألم والتشرد، وإنهاء أطول احتلال عسكري عرفه التاريخ المعاصر، وإنقاذ فرص السلام وحل الدولتين.

وقال: 'يسرنا أن ننقل لكم تجربة فلسطين الملهمة في الشراكة الحيوية والاستراتيجية بين الحكومة وهيئات الحكم المحلي في تحديد أولويات التدخل الحكومي وبلورة المشاريع التنموية الحيوية في ظل الواقع الصعب الذي يحياه أبناء فلسطين'، مضيفا انه تم البدء بالفعل وبالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية، ورشة عمل كبرى تتضمن مشاريع وبرامج هامة لإغاثة غزة وإعادة إعمارها ونجدة أهلِها.

وطالب الحمد الله المشاركين في المؤتمر ان يؤكدوا لشعوبهم وحكومات دولهم أن في فلسطين شعب يسعى إلى الانعتاق والحرية، شعب يربي الأمل ويصنع الحياة، شعب يستحق الحرية منذ 48 عاما ويملك الجاهزية الكاملة، باعتراف العالم، لإدارة دولته ومؤسساته.

من جانبه قال محافظ القدس عدنان الحسيني، 'إن هذا الحشد الكبير من مؤسسات الحكم المحلي العالمية تحضر لفلسطين في هذا الوقت الذي تمر فيه قضيتنا بمخاض صعب وعسير، ولكننا نسير بخطى واعدة تعرف أين البوصلة وكيف تكون الحقوق'.

وأضاف الحسيني 'إن  هذا المؤتمر يسهم في تعريف العالم بما يحدث في فلسطين وتحديدا في القدس فهي أمور لا يصدقها العقل، القدس تتعرض لتقطيع أوصال داخلها، وكذلك يجري عزلها عن مختلف مدن الضفة الغربية'.

وأشار إلى أن جميع أحياء القدس مغلقة بالمكعبات الإسمنتية ولا يسمح بالتنقل سوى سيرا على الأقدام، وتتعرض لتهويد غير مسبوق، ويأتي هذا المؤتمر ليكون الداعم بحق لصمود أهل القدس، لان لحظة الحقيقة قد اقتربت فقد حان الوقت لقول كلمة الحق بأنه لا مكان للاحتلال.

من جهتها قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، 'إن المؤتمر يسهم في دعم الصمود الفلسطيني، وأن مدينة رام الله تتشرف بأن يعقد هذا المؤتمر على أرضها'.

وتمنت غنام للمقيمين في المحافظة والزائرين لفلسطيني أن يكونوا متحدين من أجل دولة فلسطين، وسفراء لقضيتنا العادلة أينما ذهبوا.

من جانبه، رحب وزير الحكم المحلي نايف أبو خلف، باسم الهيئات المحلية بالحضور، مثمنا تحملهم عناء السفر وقال للضيوف 'أنتم في قلب فلسطين'.

وأشار أبو خلف، إلى أن المؤتمر يتيح للمشاركين الاطلاع على معاناة قطاع الحكم المحلي الفلسطيني بشكل عام، وضرورة استثمار هذه الفرصة لتحقيق تعاون مشترك بين الهيئات المحلية الفلسطينية ونظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات، داعيا لتكرار زيار دولة فلسطين وإلى الاستثمار فيها، وأنه رغم كل الظروف السياسية 'فنحن قادرون على توفير بيئة استثمارية حقيقية في مختلف المجالات'.

ودعا جميع البلديات المشاركة في المؤتمر لعقد شراكات توأمة مع بلديات فلسطينية لتأخذ فلسطين مكانتها ودورها بين دول العالم، مقدما شكره لكل من ساهم للتحضير لأعمال المؤتمر، متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات واقتراحات يمكن الاستفادة منها وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

من جانبه، قال القنصل البلجيكي برونو يانس، 'إنه لشرف لي أن أكون هنا لأرحب بالمشاركين نيابة عن بلجيكا في حفل افتتاح المؤتمر الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأعبر عن دعم دولتي للمؤتمر'.

وقال يانس 'إن تعزيز المجتمعات المحلية في فلسطين شكل أولوية للأطراف الدولية، وذلك بما ينسج مع خطة التنمية، لبناءدولة فلسطينية ديمقراطية وقابلة للعيش تحترم حقوق الانسان وتعيش بسلام وأمن مع جيرانها'.

وتابع القنصل البلجيكي 'هذا المؤتمر الدولي جزء من هذه الجهود المشتركة، وأنن قرابة 40 دولة تعمل بشكل مشترك لتحديد طرق تعزيز الهيئات المحلية الفلسطينية والحكومة ومؤسسات الحكم المحلي، ولتحسين تقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين'.

يشار إلى 100 شخصية دولية لم تتمكن من الحضور للمؤتمر بسبب احتجزاهم في مطار اللد، ومعبر الكرامة.